الصناعة التقليدية بالأغواط

حماية التراث وخلق الثروة

حماية التراث وخلق الثروة
  • القراءات: 1464
 ق.م / واج ق.م / واج

يتطلع القائمون على قطاع الصناعة التقليدية والحرف بولاية الأغواط من خلال البرامج المسطرة لحماية التراث المحلي من جهة وكسب رهان خلق الثروة والمساهمة في تنويع مداخيل الاقتصاد الوطني من جهة ثانية. ولبلوغ هذه الأهداف، تعكف مصالح المديرية الولائية للتهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية على استقطاب الشباب وتثمين ميولاتهم الحرفية بإشراك الجمعيات المهنية في ذلك تكريسا للعمل الترقوي الجواري على هذا الصعيد.

تشجيعا للحرفيين ولتمكينهم من تطوير ورشاتهم وكذا إتاحة الفرصة للممتهنين من أجل الاستفادة من هذه الورشات نظريا وتطبيقيا، تم فتح فضاءات للعرض الدائم لهؤلاء على مستوى مرافق القطاع بعاصمة الولاية وآفلو حسب مصالح مديرية التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية. 

وسمحت هذه الورشات لحد الآن باستيعاب ما يزيد عن 150 ممتهنا يتوزعون بين نشاطات الطرز على الجلود والزرابي التقليدية والسلالة والرسم على الزجاج وكذا العجائن الغذائية والحلويات والحرف التقليدية الأخرى. 

ونتيجة لهذه المجهودات، أحصت الولاية وطيلة السنة 2015، حوالي 2750 مسجلا جديدا، شكلت منه الصناعة التقليدية الفنية 54 في المائة، تلتها الخدمات بما نسبته 43 في المائة، بينما لم يتعد إنتاج المواد نسبة 3 في المائة. كما ذكر رئيس مصلحة الصناعة التقليدية بالمديرية الوصية حرز الله حشاشنة. 

ويستحوذ العنصر النسوي على غالبية الصناعة التقليدية الفنية وهو ما يتماشى وطبيعة الحرف الفنية المنتشرة عبر تراب الولاية التي هي من اختصاص المرأة أما الميدانين المتبقيين فتمارس أنشطتهما بشكل كبير من قبل فئة الذكور. 

التأهيل والتكوين والتسويق لكسب الرهان 

تعوّل مصالح القطاع على تفعيل الدورات التأهيلية وكذا التربصات التكوينية التي تنظم بإشراف ممثلي المكتب الدولي للعمل وإيجاد منافذ للتسويق للظفر بمقاييس الجودة والوفرة وخلق الثروة على التوالي. وفي هذا الصدد، تم مؤخرا تأهيل ما يقارب 320 نزيلا من نزلاء المؤسسات العقابية تنفيذا للاتفاقيات المبرمة في هذا السياق، فضلا عن تأهيل أكثر من 2.800 حرفي عادي، وهي العملية التي تسمح للحرفي بالحصول على شهادة تتيح له ممارسة النشاط بصفة قانونية. 

وبخصوص تسويق الإنتاج الحرفي المحلي، بادرت مصالح مديرية التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية بإنشاء معرض قار بغرفة الصناعة التقليدية والحرف بالأغواط موجه للصناعات المهددة بالزوال، كما أضاف السيد حشاشنة. 

كما تسعى إلى استغلال المعارض الجهوية والوطنية التي تقام سنويا بالولاية وفي مقدمتها الصالون الجهوي لفن الترميل والصالون الوطني للزرابي مع توجيه حرفيي الولاية نحو المشاركة في المعارض الجهوية والوطنية وحتى الدولية ومساعدتهم على ذلك لتثمين مساعي التسويق. 

للإشارة، فإن ولاية الأغواط التي تحصي زهاء 11 ألف حرفي، عرفت بروز العديد من النماذج "الناجحة" لمؤسسات حرفية مصغرة استطاعت التعريف بمنتوجها في كافة المناطق وإيجاد العديد من مناصب الشغل للشباب.