لا تستغني عنها عرائس عنابة

"الماشطة" مهنة تقليدية تنتعش بموسم الأعراس

"الماشطة" مهنة تقليدية تنتعش بموسم الأعراس
  • القراءات: 3520
هبة أيوب هبة أيوب

رغم بروز سلسلة من الاكسسورات العصرية الخاصة بتزيين العروس العنابية خلال الأفراح، انطلاقا من الحلاقة ومختلف أنواع الألبسة ذات الألوان والأشكال الجميلة، فما تزال عائلات بعنابة تعتمد في أعراسها على "الماشطة" التقليدية ومستلزماتها المستوحاة من التراث العنابي القديم.

وتعود حكاية سكان بونة مع "الماشطة" إلى سنة 1830 عندما زفت أول عروس عنابية إلى بيت زوجها، حيث زينت كأميرة آنذاك بعد أن استقدم والدها امرأة مسنة من مدينة عنابة أشرفت على تزيينها، حيث أبدعت من خلال وضع التاج والدلالة وبعض اللواحق الجميلة التي كانت تستعملها المرأة خلال حفلات الختان والأعراس، وعند تقديم العروس أمام المدعوين تفاجأوا بالجمال التقليدي الذي يمكن أن يعطي للعروس العنابية إضافة جديدة ومنذ ذلك الوقت أدخلت نساء بونة "الماشطة" ضمن الضروريات رغم سعرها المرتفع والذي قد يصل إلى 12 مليون وذلك حسب الألوان والتبديلات الخاصة بكل عروس والموسم، لأن "الماشطة" هي في الأصل فنانة لها حس خاص وذوق في تزيين العروس بتاج الملوك لكن بطريقة مغايرة عن كل ما هو عصري لا يتماشى ومتطلبات التقاليد العنابية.

"الماشطة" وعروس 2016

ما تقدمه "الماشطة" لعروس 2016 هو تغيير شكل التاج المرصع بالأحجار الزرقاء واللون الوردي والأصفر، متبوعة بالقندورة العنابية الأصيلة ذات اللون العنابي والأزرق والبنفسجي.. هي الألوان الأكثر حضورا خلال فصل الصيف، إلى جانب ذلك تقديم تسريحة شعر خاصة لها مع ارتداء الحلي المرصع بالمجوهرات الثمينة وبعض الاكسسورات الفضية وحتى المصنوعة من البرونز الأصفر وهذا يقف على ذوق كل عروس.وأمام تطور مهنة "الماشطة" بعنابة، غيرت أغلب الحلاقات مهنتهن من أجل العمل والربح السريع، بعد أن كانت هناك 4 نساء يعملن كماشطات من هن خالتي زبيدة التي أكدت لنا أن هذه الحرفة عبارة عن فن نابع من الأصالة، لا يعطى لأي واحدة لا تتقن فن اختيار الألوان والاكسسورات وتصفيف الشعر حسب الدلالة، لتضيف "أن الماشطة هي حلاقة عرائس مكلفة بإلباس وتزيين العروس وفق ما تريد، كما تشرف على إخراجها ليلة العرس أو كما يطلق عليها في عنابة "التصديرة"، حيث ترتدي العروس 7 بدلات تبدأ بالتقليدي العنابي منها القندورة المطرزة بالمجبود أو الفتلة وتسمى في الشرق الجزائري "بالكوكتال" والتي ترتدي فوقها القات، إلى جانب اللفة المعروفة بالدلالة، كما تطلب العروس بعض اللواحق منها السوالف وهي جدائل الشعر الطويلة والتي تعطيها إضافة ولمسة جمال خاصة ويأتي الحرقوس والحنة كآخر محطة في تزيين العروس.وجديد الموسم الحالي هو إضافة اللون الأصفر على القندورة والملحفة والوشاح الذهبي وكذلك الفضي، إلى جانب ذلك تحضر "الماشطة" العنابية ألبسة أخرى تقليدية تعود لولايات جزائرية منها تلمسان وحتى من الجارة تونس مثل اهتمام العروس بارتداء قندورة الفتلة وفوقها الجبادور والتلمساني واللفة الشاوية ذات الألوان الزاهية، إلى جانب وضع بعض الاكسسورات الأخرى المصنوعة من الفضة والبرونز بالإضافة إلى وضع السوالف، وهي عبارة عن جدائل شعر إلى جانب إضافة الحرقوس مع وضع "الجبين" والسخاب.. كل هذه اللواحق تعتبر ضرورية بالنسبة لتجهيز العروس من طرف "الماشطة" التقليدية.