رغم تعليمات وزير الصحة بتوفيرها خلال الصيف

عطلة الأطباء تعطل الخدمة الصحية بالمستشفيات

عطلة الأطباء تعطل الخدمة الصحية بالمستشفيات
  • القراءات: 490
حسينة/ل حسينة/ل

 تعرف العديد من المصالح بالمستشفيات عبر الوطن ضغطا كبيرا بسبب النقص الكبير في الأطباء والممارسين الصحيين بسبب عطلة الصيف، رغم تطمينات وزارة الصحة وتعليمات وزير القطاع، عبد المالك بوضياف، لمختلف المسؤولين عبر الولايات من أجل الحرص على توفير الخدمة وتفادي تسجيل أي نقص من شأنه المساس بحق المريض في الحصول على العلاج.  مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة كغيره من المستشفيات لم يعد يستوعب الكم الهائل للمرضى، لا سيما مصلحة الاستعجالات، بعد أن أصبح عدد الأطباء بها قليلا جدا  من جهة وارتفاع عدد المرضى الذين غيروا وجهاتهم من المؤسسات الاستشفائية الجوارية إلى المستشفى الجامعي والسبب واحد هو غياب الطبيب.  

منسقة مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا أكدت أن خروج الأطباء والممارسين الأخصائيين في العطلة السنوية والصيفية جعل من مصلحة الاستعجالات تسير بأدنى قدراتها مقابل ارتفاع عدد المرضى والحالات التي يستقبلها بسبب حوادث المرور والأمراض المتعلقة بفصل الصيف كالتسممات الغذائية وحالات الغرق، فضلا عن حالات ضربات الشمس وما تخلفه من تعقيدات زيادة على المصابين بالأمراض المزمنة والمسنين الذين يتأثرون بارتفاع موجة الحر.

وحسب الطبيبة، فإن اختيار العديد من الأطباء العاملين بالمؤسسات الصحية الجوارية أدى إلى تزايد الضغط على المستشفى الجامعي مما أثار جوا من الفوضى في مصلحة الاستعجالات التي من المفروض أن تكون جاهزة في كل وقت للتكفل بالحالات الخطيرة وما أكثرها هذه الأيام لا سيما ما تعلق بضحايا حوادث المرور، تضيف الطبيبة، التي أكدت أنها من المستحيل تلبية كل رغبات المرضى في هذه الأوضاع.

من جهتها، أكدت طبيبة مختصة بمستشفى بني مسوس أن تفضيل عدد كبير من الأطباء الخروج في عطلة الصيف في هذه الفترة أضر بالعديد من المرضى الذين قدم البعض منهم من ولايات بعيدة إلى العاصمة بحكم أن لديهم مواعيد بهذا المستشفى العاصمي إلا أنهم تفاجأوا بغياب أطباءهم المعالجين.  

مدير المستشفى، السيد عبد السلام بنانة، أكد من جهته أن مصلحة الاستعجالات تستقبل مرضى من كل المناطق، مشيرا إلى أن من بين العدد الهائل الذي تستقبله مصلحة الاستعجالات الجراحية مثلا لا يتعدى عدد الذين هم في حاجة فعلا للجراحة 07 بالمائة، بينما يأتي البقية لمجرد الفحص الطبي أو حالات بسيطة يمكن التكفل بها في المؤسسات الصحية الجوارية.      

وتسجل هذه النقائص رغم تطمينات وزارة الصحة وتعليمات وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، الداعية إلى الحرص على توفير الخدمة الصحية بصفة منتظمة ودائمة وتوفير التجهيزات والمواد الصيدلانية الضرورية للتكفّل بكل الحالات بجميع المرافق الاستشفائية لاسيما منها الأدوية الموجهة للمصابين بالأمراض المزمنة والتي يكثر الطلب عليها في فصل الحر. 

ويسجل هذا العجز بالمستشفيات رغم إعلان الوزارة الوصية اتخاذ تدابير خاصة ترتبط بفصل الصيف، لا سيما على مستوى مصالح الاستعجالات للتكفل بكل الحالات التي قد تصل إلى هذه المصالح، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة. وأعطيت في هذا السياق تعليمات خاصة لمديري الصحة بالولايات الساحلية نظرا للإقبال الكبير الذي ستعرفه هذه المناطق في هذه الفترة من السنة تقتضي العمل على توفير كل الخدمات الصحية والطبية التي تلبي حاجيات العدد الهائل من المصطافين واعتماد برنامج عمل يسمح لها بالتكفل بكل الحاجيات الطبية بما فيها الاستعجالية، حسب تصريح سابق للمستشار الإعلامي لوزارة الصحة، سليم بلقسام، الذي أفاد باتخاذ ترتيبات تتعلق بالأمراض المزمنة تتمثل في السهر على توفير على مستوى الولايات الساحلية حصص كافية من غسل الكلى للمصطافين المصابين بالعجز الكلوي فيما أمر الوزير بتكثيف نقاط المناوبة بمصالح الاستعجالات بالولايات الساحلية وضمان الخدمات على مدار الساعة بالتعداد الكافي وبالمواد الصيدلانية الكافية، علما أن هذه المصالح لها تجربة في هذا المجال.

من جهة أخرى، وبما أن الفترة الممتدة بين ماي وسبتمبر من كل سنة، تسجل أكثر من 70 بالمائة من مجموع الولادات، أعطى الوزير تعليمات صارمة تتعلق بتسيير طلبات العطل في مصالح الولادة، وإذا اقتضى الأمر اللجوء إلى عدم تسريح مستخدمي هذه المصالح في هذه الفترة بالذات. كما دعا مديري الصحة والمستشفيات إلى استعمال أسرة المصالح التي لا تعرف إقبالا في هذه الفترة لاستعمالها للتوليد.

إلا أن مصالح التوليد بالمستشفيات الكبرى والعيادات في أغلب مناطق الوطن وخاصة بالمدن الكبرى تعرف من جهتها ضغطا كبيرا بسبب ارتفاع عدد الولادات خلال هذا الموسم الذي يتصادف مع خروج العديد من مستخدمي القطاع في عطلة من بينها مصلحة الولادة بمستشفى بارني بالعاصمة.