رهانات الموسم الكروي الجديد بعيون المسيرين:

الواقعية.. وأحلام اليقظة

الواقعية.. وأحلام اليقظة
  • القراءات: 611
 ط,ب/ خ.نافع/ فروجة.ن/ منصور حليتيم ط,ب/ خ.نافع/ فروجة.ن/ منصور حليتيم

يؤكد مسيرو أندية البطولة الوطنية، على أن رهاناتهم فيما يخص الموسم الجديد، الذي سينطلق قريبا، هي التألق وتحقيق النتائج الإيجابية، فالطموح كبير، والإمكانيات متوفرة لدى معظم الأندية. وككل موسم، يتغنى رؤساء النوادي بالتحضيرات الجيدة، التي يجرونها قبل انطلاق الموسم الجديد وبالاستقدامات النوعية التي قاموا بها، ضاربين موعدا لأنصارهم بأن يكون العام مثمرا ومليئا بالنجاحات والفوز بالألقاب، فكل ناد من أندية البطولتين الأولى والثانية، وفر كل الإمكانيات، وصرف أموالا من أجل إجراء التربصات، حتى يكون الفريق جاهزا لليوم الموعود.

فأندية تتحدث عن إمكانياتها، وتؤكد بأنه لن يكون هناك أي مانع من تألقها، وأخرى ترى الموضوع من زاوية أخرى، مبنية على أساس الإمكانيات المتوفرة لدى كل فريق، وآخرون أكثر واقعية، يعتبرون بأن قطع الوعود بالفوز والتتويجات، ليس سوى ذر للرماد في العيون، وأنه افتراء سيما قبل انطلاق الموسم، وهذا ما عاشته العديد من الأندية، التي عاش أنصارها أحلام اليقظة إلى غاية اصطدامهم بواقع فريقهم، الذي عوض أن يفرحهم بلعب الأدوار الأولى، مثلما كان يتغنى به المسيرون قبل بداية الموسم، خيب آمالهم وأصبحوا يتمنون أن ينجو، فريقهم من السقوط إلى الأقسام السفلى.

وتضاربت تصريحات رؤساء الأندية فيما يتعلق برهاناتهم للموسم القادم، إلا أن معظمهم يجمعون على قول كلمتهم، في بطولة لم تعد تستهوي شغف ولا انتظار المحبين، الذين تحولت اهتمامات العديد منهم إلى بطولات ما وراء البحار، ليبقى من يتابع المنافسة المحلية ينتظر إن كانت وعود الرؤساء ستتجسد على أرض الواقع، أم أنها مجرد تصريحات للاستهلاك على صفحات الجرائد وعلى بعض القنوات التلفزيونية والإذاعية، ويبقى المناصر يدفع الثمن في كل مرة، من خلال تنقله إلى الملاعب لتشجيع فريقه، دون مستوى مقنع، فبالعودة إلى ما يؤكد عليه مسيرو الأندية في هذا الموضوع، فإن بطولة الموسم القادم ستسودها الفرجة والمتعة، كون كل واحد منهم، يؤكد على أن فريقه سيكون الأحسن، وأنه سيلعب الأدوار الأولى.

أحمد بلحاج (رئيس مولودية وهران):  نراهن على أحد المراكز الثلاثة الأولى

يتفق الوهرانيون من طاقم فني ولاعبين ومسيرين على أن الموسم القادم ستقول فيه المولودية كلمتها بالنظر إلى التدعيم النوعي الذي عرفه التعداد، والحضور المتواجد للرئيس بلحاج أحمد خاصة من الجانب المالي، وتسيير المجموعة كما يجب، وإلى حد الآن من قبل الطاقم الفني بقيادة عمر بلعطوي.

وعلّق أحمد بلحاج عن أهداف فريقه في الموسم القادم قائلا: "لقد نجحنا في انتداب هذا الموسم، وجلب لاعبين معروفين وذوي خبرة كبيرة ستمنح للمولودية قوة إضافية. وبهذه المجموعة ستعود المولودية قوية للعب على افتكاك إحدى المراتب الثلاث الأولى". وأضاف: "إدارة مولودية وهران تراهن على عودة فريقها إلى الواجهة أو على الأقل تحقيق نفس حصيلة الموسم ما قبل الماضي، عندما نالت المولودية بطاقة المشاركة في المنافسة الإفريقية بعد غياب طويل عن ساحتها".

وفي سياق متصل، ذكر "البابا": "مولودية وهران فريق كبير ويستحق الألقاب، وهذا ما أتمنى تحقيقه معها وما قلته للاعبين، حيث طلبت منهم التركيز في عملهم والتفكير في الطرق المثلى التي تسمح لهم بتحقيق النتائج الإيجابية، وإسعاد الأنصار.    

محند شريف حناشي (رئيس شبيبة القبائل):  لدينا فريق كبير والشبيبة ستقول كلمتها

يراهن رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي، على أن يسجل فريقه بداية قوية في البطولة الوطنية، حيث سيلعب النادي أول مباراة له في موسم 2017 ضد مولودية الجزائر في تيزي وزو. وكان تفاؤل الرئيس القبائلي  نابعا من نوعية الاستقدامات التي أجراها في هذه الصائفة بمدرب مخضرم كمال مواسة، الذي يعرف عمله جيدا، قال حناشي: "في الوقت الحالي، كل التركيز منصب على التحضيرات؛ فالفريق يقوم بعمل جيد تحت إشراف مواسة. أؤكد أننا نملك فريقا كبيرا، وسنقول كلمتنا في البطولة القادمة"، ليضيف رئيس النادي: "لا نخشى أي فريق مهما كانت قوّته، بل على الأندية الأخرى أن تعد ألف حساب قبل مواجهة شبيبة القبائل". ويرى حناشي أن فريقه دخل في مرحلة التحضيرات الجدية للبطولة الوطنية، وأن كل الظروف متوفرة حتى ينجح النادي في هذه التحضيرات، فالشبيبة ستعود من جديد للعب كأس الكاف. ويُعد تحديا آخر بالنسبة لرئيس شبيبة القبائل الذي قال: "كل شيء سيكون متوفرا لكي نعود بقوة إلى المنافسة الإفريقية. لن نترك أي شيء للصدفة، ونحن نملك تجربة واسعة في هذه البطولة. وعلينا أن نستغل ذلك، فبوجود مواسة ولاعبين يملكون تجربة كبيرة سنستطيع أن نقول كملتنا أيضا في كأس الكاف، التي فزنا بها ثلاث مرات متتالية وسنجدد العهد معها مرة أخرى".

محفوظ ولد زميرلي (رئيس نصر حسين داي):  دعمنا الفريق بأسماء مميزة لموسم نراهن فيه على الكثير

أوضح رئيس نصر حسين داي، محفوظ ولد زميرلي، أن هيئته قامت بتدعيمات نوعية خلال فترة الإنتقالات الصيفية، من أجل تعزيز صفوف "النصرية" تحسبا للموسم المقبل، حتى يتنسى له تكرار سيناريو الموسم الماضي واللعب على إحدى المراكز الأولى في البطولة الوطنية، لاسيما أن اللاعبين اكتسبوا خبرة كبيرة هذا الموسم في منافسة كأس الجمهورية بعدما بلغوا الدور النهائي لأول مرة منذ 34 سنة.

وذكر ولد زميلي، أن "الملاحين" يعتزمون لعب الأدوار الأولى في المنافسة و يتعلق الأمر بكل من  دوخة، فرڤان، حروش، عرجي، عرفي، بن عمارة، عبيد، بلحوسين، بناي، لعربي، خياط ومرباح.

وأضاف أن الرهان المسطر خلال الموسم الكروي الجديد تطلب منا إجراء معسكر تدريبي نوعي، حيث اخترنا البرتغال وجهة إعدادية للفريق الذي انطلق فيه منذ 22 جويلية الفارط.  

وستكون المهمة الأولى لمدرب النصرية عبد القادر يعيش خلال هذا التربص ضبط التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها في الموسم المقبل، وهذا بالنظر إلى الإستقدامات الكثيرة التي قام بها الفريق والتي تجاوزت أحد عشر لاعبا لحد الآن، كما أوضح رئيس "النصرية" الذي أشار إلى أن البرنامج التحضيري الذي ضبطه المدرب يعيش، ارتكز على مرحلتين، تضمنت المرحلة الأولى تكثيف العمل البدني من خلال برمجة ثلاث حصص تدريبية يوميا، فيما تتضمن المرحلة الثانية من التربص إجراء أكبر عدد ممكن من اللقاءات الودية.

رضا مالك (رئيس شباب بلوزداد):  هدفنا أن نكون ضمن ثلاثي المقدمة

اعتبر رئيس شباب بلوزداد رضا مالك، الحديث عن اللقب سابقا لأوانه، مؤكدا أن الموسم لم ينطلق بعد ومن المؤكد أن يحمل مفاجآت لاسيما بصعود أندية برهنت على أحقيتها بالانضمام إلى حظيرة الكبار؛ في إشارة منه إلى أولمبي المدية، شباب باتنة واتحاد بلعباس.

وأوضح رئيس حي "لعقيبة" أن فريقه ينوي الوصول إلى ثلاثي المقدمة رغم أن المأمورية ستكون صعبة للغاية، وعلّق في هذا الجانب قائلا: "أنا شخصيا متفائل بالظهور بوجه طيب خلال الموسم الكروي الجديد، لاسيما أن الفريق استقدم لاعبين من طينة الكبار، على غرار لكروم (و.بوفريك)، زغلي (ش.بجاية)، نعماني، صالحي (أ.الشلف) وبوشامة (إ.الجزائر)". وتابع قائلا: "أنا راض عن التعاقدات التي قمنا بها في فترة الصيف؛ لأنها تكللت بالنجاح إلى حد الآن بشهادة الجميع، خاصة أننا استقدمنا لاعبين حسب المراكز التي احتجنا إليها".

كما طالب مالك أنصار الشباب بالوقوف مع الفريق إلى آخر رمق، معتبرا إياهم الحلقة المتواصلة للنتائج الإيجابية، مبديا استعداد الجميع للقتال فوق أرضية الميدان لإهداء هذا الجمهور لقبا في الموسم المقبل، وقال: "جمهور مثل فريقنا يستحق الألقاب كل موسم، وسنحارب من أجل إهدائهم ذلك شرط أن يقفوا بجانبنا إلى آخر رمق ويساندونا كون نتائجنا مرتبطة بهم".

وختم رضا مالك كلامه بالإشارة إلى مسيرته مع شباب بلوزداد؛ حيث وصفها بالموفقة، مبررا ذلك بكونه أنقذ الفريق من شبح السقوط في أول موسم له، إضافة إلى كونه أخرج بلوزداد من الأزمة التي كان يتخبط فيها من إضرابات ولااستقرار، مؤكدا في الوقت نفسه، أنه يعمل بإخلاص للنادي، معترفا، في المقابل، بأنه لم يصل إلى الهدف الذي خطط له.

حسان حمّار (رئيس نادي وفاق سطيف):  الحديث عن الألقاب افتراء ولعب على مشاعر الأنصار

أوضح الرجل الأول في إدارة نادي وفاق سطيف، السيد حسان حمّار، أن تشكيلة وفاق هذا الموسم مغايرة تماما عن نظيرتها للموسم المنقضي، بعد رحيل عدد من اللاعبين القدماء وتدعيمها بثمانية لاعبين جدد، يعدون من أحسن الأسماء الكروية على الساحة المحلية،  شبههم حمّار بالقيمة المضافة التي بإمكانها تغطية النقص والعجز الذي عانى منه الوفاق الموسم الماضي.

وعلى خطى ومنهج مدربه عبد القادر عمراني، رفض حسان حمّار في تصريحه لـ«المساء" الحديث عن الأهداف التي سطرتها إدارته مع الطاقم الفني، واكتفى بالقول إنه لا يجب استباق الأحداث، بل ترك الأمور إلى آجالها، مؤكدا في السياق نفسه أنه قام بمعية أعضاء مكتبه المسير، بعمل كبير تحضيرا لدخول المنافسات الرسمية بقوة، لكن هذا لا يعني أنه سيحصد جميع الألقاب مع نهاية الموسم.

وأكد حسان حمّار أن فريقه وفاق سطيف، كباقي الأندية الكبيرة للقسم الوطني الأول، قام بانتدابات نوعية وتوفير جميع ظروف العمل لاسيما الجانب التحضيري، حيث برمجت إدارة النادي تربصين تحضيريين الأول دام عشرة أيام بمدينة حمام بورقيبة التونسية، بالإضافة إلى معسكر ثاني ستدخله التشكيلة بنفس المدة بالعاصمة تونس بداية من أوت. ورغم ذلك يقول حمّار، لا يمكن الحديث على الألقاب والتتويجات، لأن ذلك ليس مقياسا إذا علمنا أن حقيقة الميدان شيء مغير تماما، حيث علّمتنا تجارب المواسم الماضية أن التحضيرات الجيدة والنجوم لا يمكنها صنع الألقاب.

وأضاف رئيس نادي وفاق سطيف، حسان حمّار، أن اللعب على مشاعر الأنصار بالافتراء عليهم من قبل رؤساء الأندية والمدربين قبل بداية الموسم، بتصريحات عبر مختلف وسائل الإعلام، غالبا ما تكون السبب المباشر في تغذية ظاهرة العنف التي باتت السمة المميزة لملاعبنا.

وبخصوص تشكيلته للموسم الكروي القادم، أكد حمّار أنه لمس خلال تربص حمام بورقيبة روح المجموعة التي بإمكانها صنع فريق كبير ستكون له كلمته، رغم إدراكه المسبق بأن المنافسة ستكون على أشدها خلال بطولة الموسم الجديد، بالنظر إلى طموحات كل نادي.

رهانات حداد رئيس اتحاد العاصمة:   الحفاظ على لقب البطولة والفوز برابطة أبطال إفريقيا

بالنسبة لمسيري اتحاد العاصمة، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن أهداف النادي، إلا أن الاتحاد سيلعب من أجل الحفاظ أولا على لقب البطولة الوطنية، الذي فاز به الموسم. وحسب تصريحات الرئيس ربوح حداد، فالفريق الذي تدعم هذا الموسم، ووفرت له كل الظروف، عليه أن يكون في المستوى خلال البطولة الوطنية أولا،  وخاصة في كأس رابطة أبطال إفريقيا التي سيلعبها الفريق مرة أخرى، بعد أن ضيع النهائي ضد "تي بي مازامبي"، فالاتحاد الذي سطر هدف التتويج برابطة الأبطال، منذ تولي الإخوة حداد زمام هذا النادي، ستكون له الفرصة مرة أخرى، ليبرهن عن قوته على المستوى الإفريقي، من خلال المشاركة مرة أخرى في هذه المنافسة القارية الكبيرة التي تنقص خزينة الفريق، ومن أجل بلوغ هذا الهدف الأسمى، استنجدت إدارة الاتحاد بالمدرب عادل عمروش، الذي يملك تجربة كبيرة في إفريقيا، من خلال تدريبه لمنتخبات إفريقية، والذي يشرف على تحضيرات النادي المتواجد في تونس بعد أن أجرى تربصا كان مثمرا في فرنسا، فرهانات النادي العاصمي ستكون كبيرة، وأولاها هي الحفاظ على لقبها، ومنه محاولة التتويج برابطة أبطال إفريقيا.