أصر على احتلال الصحراء والعودة إلى الاتحاد الإفريقي

محمد السادس يجمع بين النقيضين

محمد السادس يجمع بين النقيضين
  • القراءات: 1198
م/ مرشدي م/ مرشدي

قال الملك المغربي محمد السادس، أمس، إن رغبة بلاده في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي لا تعني أبدا الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية التي وصفها بـ«كيان وهمي يفتقد لأدنى مقومات السيادة".

وأراد الملك المغربي من وراء الطعن في شرعية الصحراء الغربية أن يرد على مفوضية الاتحاد الإفريقي بأن عودته إلى أحضان ما أسماه بالعائلة المؤسساتية الطبيعية للمغرب لا تعني أبدا الاعتراف بالصحراء الغربية التي يقر أنها صحراء مغربية.

وكان الاتحاد الإفريقي وضع النقاط على الحروف، نهاية الأسبوع، في رده على مزاعم المغرب بوجود دول إفريقية تريد طرد الجمهورية العربية الصحراوية من عضوية الاتحاد وهو ما يتعارض مع القوانين التأسيسية للهيئة الإفريقية.  

وعكس خطاب الملك بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاعتلائه العرش نية مغربية مبيتة لجعل مقر الاتحاد الإفريقي، متى تم قبول عضوية بلاده فيه، ساحة معركة من أجل تحقق هذه الرغبة مع أن النصوص الأساسية المحددة لتأسيسه تذهب إلى نقيض رغبة الملك المغربي في الإبقاء على استعمار بلاده لإقليم الصحراء الغربية المدرج منذ سنة 1964 ضمن قائمة الأقاليم التي تنتظر تصفية  الاستعمار.

وبرر الملك محمد السادس مساعيه على مستوى الاتحاد الإفريقي بزعم الاندماج في أحضان عائلته المؤسساتية الإفريقية ولكنه عاد ليؤكد على النزعة الاستعمارية التي سكنت المملكة حد الهوس عندما أكد أن ذلك لا يعني أبدا التخلي عن حقوقها "المشروعة" فيما تسميه الدعاية المغربية بالأقاليم الجنوبية. 

وليؤكد تمسكه بهذه النزعة، قال الملك محمد السادس إنه إذا كان البعض يريد أن يجعل من سنة 2016 سنة حاسمة لإنهاء الاحتلال من الصحراء الغربية فإن المغرب نجح من جهته في جعل هذه السنة سنة "الصرامة بخصوص المحافظة على وحدته الترابية". وهي رسالة أخرى باتجاه الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون لجعل هذا العام حاسما من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. 

ولكن إصرار المغرب وحزمه في التمسك بمواقفه في وجه الأمم المتحدة خذلها قراره الأسبوع الماضي بالسماح بعودة جزء من موظفي بعثة الأمم المتحدة لتقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" وهو الذي قرر شهر مارس طردهم وتعهد بعدم السماح بعودتهم مرة أخرى إلى مدينة العيون المحتلة لمواصلة مهمتهم. 

ولكنه قبل بعودتهم تماما كما فعل في وقت سابق مع كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للامين العام الاممي عندما رفض استقباله دون أن يمنعه ذلك في إيجاد المبررات لحفظ ماء وجه دبلوماسيته التي لم تجد طريقا لتجسيد فكرة استعمارية يرفضها كل العالم ماعدا فرنسا واسبانيا.