قرية الصديق بن يحيى بالمسيلة

منطقة خارج مجال التغطية

منطقة خارج مجال التغطية
  • القراءات: 602
 جمال ميزي جمال ميزي

لاتزال المعاناة تميز المواطنين القرية الفلاحية الصديق بن يحيى بإقليم بلدية أولاد سيدي إبراهيم جنوب عاصمة الولاية المسيلة، خاصة في ظل جملة النقائص التي تؤرق يومياتهم؛ حيث لم يتوان الكثير منهم في صب جم غضبهم على المجالس البلدية المنتخبة التي تعاقبت على تسيير شؤون هذه البلدية واتباعها سياسة الهروب من كل ما تعلق بهذه القرية الفلاحية التي تحصي أكثر من 300 عائلة.

الماء الشروب مشكلة المشاكل

تعرف القرية شحا كبيرا في الماء الشروب، حيث أبدى الكثير ممن التقتهم "المساء" استياءهم من تجاهل السلطات المحلية هذا المشكل الذي عمّر طويلا بالرغم من الشكاوى والنداءات التي لم تنقطع يوما، إلا أن المشكل بقي يراوح مكانه. وحسبهم فالمشكل لا يتعلق بنقص الماء وإنما باستغلال الأنبوب الرئيس من طرف فلاحي بلدية المعاريف في السقي؛ كون البئر الارتوازية تقع بالبلدية المذكورة، حيث عمدوا إلى تكسيرها في أماكن متعددة بهدف سقي فلاحتهم، في حين دخل السكان في رحلة البحث عن جرعة ماء خاصة في فصل الصيف؛ حيث يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية. وفي هذا الصدد طالب السكان ببئر ارتوازية بالقرية من أجل القضاء على هذه المشكلة أو تحويل الأنبوب الرئيس إلى مكان آخر.

غاز المدينة حلم مؤجل

استغل السكان فرصة تواجدنا لطرح المزيد من الانشغالات، كمطلبهم الخاص بغاز المدينة، وبالتالي الانتهاء من رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان التي يزداد الطلب عليها في فصل الشتاء، ويتضاعف سعرها مرات ومرات بالنظر إلى حاجة المواطن لهذه المادة الحيوية، خاصة أن المنطقة تُعرف ببرودتها شتاء، في حين يلجأ آخرون لاستعمال مادة الحطب للطهي والتدفئة، حيث تمت المطالبة ببرمجة مشاريع تخص الربط بشبكة غاز المدينة، الذي يبقى إنجازه حلما مؤجلا إلى حين.

"هنا نهاية العالم"

من جهة أخرى لم يفوّت شباب المنطقة الفرصة أيضا لطرح انشغالاتهم والتي اختصروها في جملة واحدة عنوانها "هنا نهاية الحياة"؛ بالنظر إلى افتقار القرية لملعب يتماشى وطموح الشباب باستثناء الملعب الوحيد الذي يبقى غير صالح، وهو ما جعل الشباب في دوامة من أمرهم بين مرافق غير موجودة مغلقة وبطالة خانقة أجبرت العديد منهم على البحث عن عمل في أماكن أخرى، في حين اختار آخرون المقاهي وسرد حكايات العجائز والشيوخ بعد أن وجدوا أنفسهم أسرى المقاهي، فيما أضاف آخرون أن 90 ٪ من شباب المنطقة يعملون كأجراء خارج البلدية لدى الخواص.

الصحة في حاجة إلى تشخيص

النقائص بهذه البقعة الجغرافية المنسية من ولاية المسيلة لم تقتصر على ما ذكرنا من النقائص وإنما تعدتها إلى مجال الصحة، حيث أكد العديد على أن الصحة مريضة وفي حاجة إلى عملية جراحية استعجاليه؛ حيث أكد الكثيرون على أن قاعة العلاج لا ترقى إلى طموحات السكان، وهو ما يجعل توفير الطبيب المناوب أمرا لا نقاش فيها، خاصة إذا علمنا أن الجهات الوصية قد جعلت طبيبا لكل 3000 نسمة، إلا أن قاعة العلاج الموجودة لا تلبي حاجيات السكان إذا ما استثنينا الممرض الوحيد الموجود هناك، والذي يقدم خدمات تتمثل في الحقن ولا شيء غير الحقن، وكم هي الحالات التي كادت أن تودي بأصحابها لولا ستر الله وتدخّل المواطنين في نقل مثل هذه الحالات، وخاصة أكثر المصابين باللسعات العقربية! حيث يأمل سكان القرية في التفاتة جادة من مسؤولي القطاع وانتشالهم من مخالب الضياع، كما أسموها، وبذلك تنتهي رحلة الشتاء والصيف إلى البلديات المجاورة، كبوسعادة والمعاريف ومقر البلدية.

وبالرغم من النقائص المسجلة بقرية الصدق بن يحيى يبقى الموطنون بها ينتظرون في التفاتة تنموية جادة قد تنتشلهم من دائرة الغبن والتهميش، وبالتالي تضمن لهم عيشة كريمة في كنف جزائر العزة والكرامة.