المخرج الفلسطيني عمر الشرقاوي أمام الصحافة:

أعمل على تشريح المجتمع العربي

أعمل على تشريح المجتمع العربي
  • القراءات: 488
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

في أول ردة فعل له عن عدم متابعة الجمهور الوهراني لفيلمه "المدينة" رغم امتلاء قاعة العرض به وهذا بعد عرض بعض "اللقطات الإباحية والمخلة"، قال عمر الشرقاوي إنه لم يفهم تصرف الجمهور الذي غادر القاعة بمجرد رؤيته لبعض اللقطات الإباحية، مبررا ذلك بأنه حاول من خلال هذه اللقطات التي لم تعجب الجمهور المتابع لفعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي، التعبير عن مختلف الحالات التي يعيشها الفرد في هذا العالم، مؤكدا في السياق ذاته، عمله على معالجة القضايا الإنسانية دون إدخال أي رتوشات عليها. 

و في هذا السياق، أكد المخرج الفلسطيني ـ الدانماركي عمر الشرقاوي، أن تعرض فيلمه لجملة من الضغوطات من طرف دولة الكيان الصهيوني حتى لا يلقى الرواج له في مختلف الدول الأوروبية سعيا منها إلى تكميم الأفواه والعمل على إخفاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وكافة حقوقه.

وحاول المخرج الشرقاوي في فيلم "المدينة " أن يكشف للعالم معاناة الفلسطينيين من خلال العمل على تصوير يوميات سكان المخيمات دون أن يحدد مكانها، مركزا بالمناسبة على واقع الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، عارضا بالمناسبة الكثير من حالات التخلف والانحلال الخلقي وتعاطي المخدرات والسعي إلى المتاجرة بالأعضاء بسبب الضغوط التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني والمعاناة من بطش الصهاينة المغتصبين وحالات الاضطهاد المتكررة التي يتعرضون لها. 

وعن المشاهد التي تخدش الحياء التي عرضها في الفيلم، قال المخرج عمر الشرقاوي بأنه لم يكن ينتظر ردة الفعل السلبية للجمهور، غير أنه متفهم لذلك، خاصة بعد أن اكتشف بأن تصوير هذه الوقائع مرفوض بشدة في المجتمعات العربية التي تعمل على تغطية الحقائق. 

وفي هذا الإطار، أكد عمر الشرقاوي بأن أسوأ ما يمكن أن يواجهه الإنسان المغترب هو سوء المعاملة، وهو الموضوع الذي تم التركيز عليه في النص، إلى جانب قضية الصبر على الصعوبات التي يواجهها  والعمل على مواجهتها.

وبعيدا عن الفيلم "المدينة" الذي أخرجه وأنتجه بإمكانياته الخاصة، أكد المخرج الفلسطيني الدانماركي، عمر الشرقاوي بأن هناك الكثير من المواضيع الهامة والمهمة التي يمكن للسينمائيين العرب معالجتها خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة التي تفتح المجال أمام الإبداع وروح المبادرة لمعالجة هذا النوع الهائل من المشاكل والإشكاليات.

كما تساءل عن إمكانية تجسيد هذه الأعمال على أرض الواقع رغم التهميش الذي يعاني منه المبدعون، والذي أدى إلى تدهور السينما العربية واكتفائها بالدبلجة والترجمة والتوزيع.