نحو 193 فندقا مع نهاية 2018

وهران: 27 مليون سائح ومصطاف سنويا

وهران: 27 مليون سائح ومصطاف سنويا
  • القراءات: 4278
 جميلة. أ جميلة. أ

يتوقع أن تستقبل وهران، خلال موسم الاصطياف الحالي، ما يزيد عن الـ27 مليون مصطاف وسائح. رقم لا تسعه الهياكل الفندقية الـ161 المتوفرة حاليا بالولاية التي فتحت باب الاستثمار لانشاء 193 فندقا في آفاق 2018. وهران المتربعة على عرش السياحة والاصطياف في الجزائر منذ سنوات تتطلع لأن تكون وجهة عالمية من خلال توظيفها لبعض الأوراق الأساسية في القطاع على غرار الأسعار والخدمات والتكوين، بالاضافة إلى الأمن الذي لم يعد هاجسا بالولاية بعد أن نجح مسؤولوها في بسطه. المخيمات "القماشية" هي جديد السياحة بوهران التي تعول على الخواص في إنعاشها في انتظار بعث "الفندق الكبير" العمومي باعتباره معلما سياحيا وثقافيا وهو الذي كان بوابة السياحة في الباهية استقبل في عقود خلت أسماء وشخصيات فنية وسياسية عالمية.

تعد السياحة محركا هاما للتنمية المستدامة بولاية وهران، بالنظر إلى أثرها على جميع القطاعات مما يجعلها تشكل دعما كبيرا للنمو الاقتصادي ومصدرا هاما لإنتاج الثروة ومناصب الشغل. وهران هي واحدة من أنشط الولايات سياحيا طوال أيام السنة، ازدادت جاذبية هذه الولاية بتنوع الوجهات السياحة بها من سياحة شاطئية إلى سياحة تاريخية ودينية وسياحة الأعمال مما جعل من المنطقة مقصدا للسياح سواء من الداخل أو الخارج. الوضع تطلب من مسؤولي القطاع العمل على توسيع طاقات الاستقبال وتحسين الخدمات المقدمة. 

يشير مدير السياحة والصناعات التقليدية، السيد بلعباس قايم بن عمر، إلى أن المسؤول التنفيذي الاول بوهران أولى اهتماما كبيرا للنهوض بقطاع السياحة من أجل تأكيد مكانة المدينة في شمال القارة السمراء وحتى في منطقة المتوسط وإبراز ملامحها الثقافية وهويتها بالإضافة إلى استثمار إمكاناتها في هذا المجال تماشيا مع الرؤية المستقبلية للاقتصاد الوطني التي تهدف إلى الاستثمار في مصادر أخرى بعيدة عن المحروقات لخلق الثروة وجعل السياحة بديلا حقيقيا لحضارة البترول.

مدرسة للسياحة ولجان ولائية لإنجاح موسم 2016

تشهد ولاية وهران -ككل عام- حركية كبيرة في قطاع السياحة والصناعة التقليدية، وقد تم التحضير لموسم الاصطياف 2016 بشكل خاص حيث أعطي له طابع مهني واحترافي بأتم معنى الكلمة حتى تجلب التحضيرات، السائح الجزائري والأجنبي وبالأخص أبناء الجالية  الجزائرية بالخارج المتوافدين بكثرة على شواطئ عين ترك الـ22.

مدرسة عليا للفندقة والسياحة والإطعام هي ما كان ينقص القطاع بالولاية وقد تم وضع حجر الأساس لإنشاء هذا الهيكل التعليمي والتكويني الذي من شأنه دعم جهود الاستثمار بالولاية التي تنشد اليد العاملة المؤهلة تتماشى والمشاريع الواعدة التي تم اطلاقها، وحسب مدير القطاع فإن التحضيرات لموسم الاصطياف بدأت شهر ديسمبر 2015 بإنشاء لجان ولائية مكلفة بمتابعة مجريات موسم الاصطياف لـ2016 تتضمن أعضاء من مختلف المديريات على غرار الصحة، التجارة، البيئة، الحماية المدنية الأشغال العمومية..

وينصب عمل اللجان على مراعاة المعايير المنصوص عليها في القوانين لضمان نظافة الشواطئ على امتداد شريط ساحلي يمتد على طول 120 كلم ويتضمن 43 شاطئا مسموحا للسباحة، وقد أفضت التحاليل والمراقبة الميدانية إلى إقصاء شاطئ واحد وهو "المقطع" المشكوك في نوعية مياهه ليصبح للولاية 33 شاطئا مسموحا للسباحة، كما تسهر اللجان على نشر وتنفيذ مختلف التعليمات والارساليات المتعلقة أساسا بضمان مجانية الشواطئ والتشهير بعبارة "مجاني".

نقاط أخرى تسهر اللجان على ضمانها على غرار تخصيص فضاءات خارج نقاط الشاطئ ورمالها وتحديد "متصرف شاطئ" يعينه رئيس البلدية وهو مكلف بتنظيم عملية كراء الكراسي والطاولات والشمسيات بشرط ان يكون الفضاء خارج الرمال ويكون الكراء بطلب المصطاف وليس اجباريا.

193 منشأة فندقية جاهزة في آفاق 2018

لا نقاش في كون مستقبل السياحة في وهران سينطلق من الباهية وهران، الأرقام المتوفرة لدينا تشير إلى أن الإقلاع والانطلاقة ستكون من الغرب الجزائري. علما أن الولاية حسب السيد بلعباس تسجل حاليا 161 مؤسسة فندقية قيد الاستغلال توفر ما يزيد عن 14 ألف سرير. مشيرا إلى أن التنافسية التي يعرفها القطاع تكمن في الفنادق التي تتنوع ما بين النجمة الواحدة والخمس نجوم وهو ما خلق تنافسية وتنوعا في الأسعار والخدمات الفندقية المقدمة للزبون. علما أن مصالح القطاع تعمل على تكوين العنصر البشري المتخصص في الفندقة والسياحة والإطعام.

في السياق، عمل جبار قامت به مديرية السياحة بالتنسيق مع مديرية التشغيل والتكوين المهني بإدراج تخصصات في السياحة والفندقة في مراكز التكوين المهني بالاضافة إلى تكوين المكونين المشرفين على تعليم الشباب الذين اختاروا تخصص فندقه وسياحة، ويتم تكوينهم ضمن اتفاقيات مع الفنادق الكبرى لولاية وهران الذين ساهموا بقوة في إكساب المتكونين خبرة ميدانية عن طريق التعليم التطبيقي.

وتم تسجيل 101 مشروع سياحي في حظيرة الاستثمار بالولاية والتي ستوفر عددا هاما من الأسرة إلى جانب دراسات تقام على مستوى مناطق التوسع السياحي والتي ستفرز 92 مشروعا والتي ستعطي ما مجمله 193 مشروعا ستكون منجزة في آفاق 2018 على اعتبار أن عمر إنجاز أي مشروع تتراوح ما بين 2 إلى 4 سنوات وهو الهدف الذي تسعى إليه الولاية.

وحسب المسؤول ، فإن الطلب على المشاريع الفندقية يزاد يوما بعد يوم، حيث تسجل المديرية إيداع ما بين 4 إلى 5 ملف يوميا، وساهمت حملة تشجيع الاستثمار في السياحة في تشجيع المتعاملين وإقبالهم والغرض هو بلوغ مرحلة إشباع سوق الفندقة للوصول الى عرض كبير من شأنه تغطية الطلب والوصول إلى مستوى مقبول من الأسعار والخدمات، علما أن التفكير يتم بطريقة اقتصادية محضة فتشجيع الاستثمار يحدد سعر السوق بين العرض والطلب وهذا منطقي.

وتمتلك وهران 9 مناطق توسع سياحية تم إطلاق جميع الدراسات الخاصة حيث انتهت تلك الخاصة بمنطقتي عين فرانين ومرسى الحجاج كما انتهت المرحلة الأولى للدراسات الخاصة بالمناطق المتبقية وهي الأندلسيات ومداغ 1 و2 الرأس الأبيض ورأس فالكون وكريشتل ورأس كاربون وتمت المصادقة عليها ويجري الإعداد للمرحلة الثانية.

وستوفر هذه الدراسات ما يعرف بالعقار السياحي من أجل تشجيع الاستثمار السياحي والفندقي الذي سيعطي قيمة مضافة من ناحية عدد الأسرة ومناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة التي يمكن خلقها. 

وبالإضافة إلى ذلك يجب -حسب السيد بلعباس- وضع مخطط سياحة نوعية من أجل تطوير العرض السياحي الوطني بإدراج التكوين قصد الترقية المهنية والانفتاح على تكنولوجيات الإعلام والاتصال والتموقع في ميادين سياحية جديدة تماشيا مع التوجهات السياحية العالمية الجديدة على غرار السباحة الالكترونية "E- سياحة" التي لم تعرف انطلاقتها في الجزائر على الرغم من استعمالها في مختلف دول العالم.

27 مليون مصطاف و"مخيمات قماشية" لإنقاذ الوضع

تعرف ولاية وهران تدفقا كبيرا للسياح لهذا العام، زاده الدعم البري والجوي والبحري ومختلف وسائل النقل والطرقات والتوسعة المينائية، بالاضافة إلى توسعة الاجتنابي رقم 4 و5 وتوسيع المطار أحمد بن بلة الذي يدخل حيز الاستغلال 2017 وفتح الخط البحري بين ميناء وهران وعين ترك كلها تنصب في إطار توسيع الخدمات المقدمة للمواطن.

القائمون على القطاع تنبهوا لفكرة جديدة تنفرد بها وهران هذا العام، وجاء ذكرها في مراسلات لهيئات مختلفة، ويتعلق الأمر بـ«المخيمات القماشية" التي ستعطي دفعا كبيرا للقطاع ويكون سعرها محددا وفي متناول الجميع، والمبادرة وبمجرد إطلاقها شدت اهتمام مستثمرين معروفين في الساحة الفندقية وولديهم الإمكانيات والقدرات المالية والعملية لخوض التجربة في شكل وجيز، وقد لبى مستثمرون الدعوة لبسط خيم قماشية وتم تحديد ومعاينة بعض المواقع الملائمة لهذه المشاريع على مستوى بلديات العنصر، بوصفر، عين ترك، قديل ،بير الجير ومرسى الحجاج وتم تعيين قطع أرضية لاستقبال الخيم، كما تم تحديد الصيغة التي تسلم بها القطع الارضية سواء عن طريق الامتياز او عقود الايجار.

108 وكالة سياحية لتنفيذ استراتيجية جلب السياح

ولأن الإستراتيجية المسطرة من قبل السلطات المعنية تقضي بضرورة تطوير المنتوج السياحي وتنويعه لتثمين وجهة الجزائر كوجهة سياحية واستقطاب أكبر عدد من السياح كان لزاما على السلطات المحلية تنويع أكثر للسياحة الدينية والثقافية فضلا عن الشاطئية وهو ما يتم القيام به حاليا، حسب ذات المسؤول. 

ويجب- حسبه- تثمين المؤهلات المادية واللامادية الثقافية والدينية والتاريخية بحماية التراث الثقافي وحماية وتثمين الأنظمة البيئية عبر إعداد مخطط تهيئة المناطق الأثرية والتاريخية وإعادة تأهيل المواقع التاريخية، مشيرا إلى أنه يتم إنجاز العديد من مشاريع إعادة تهيئة هذه المناطق على غرار حصن سانتا كرووز وكنيسة السيدة النجاة ومسجد سيدي الهواري ومسجد الباشا وغيرها.

وفي هذا الجانب وقصد ترسيخ مبدأ تنويع المنتوج السياحي، يتم حاليا إعداد دراسة حول تهيئة المحطة الحموية لعين فرانين الوحيدة بوهران والتي لم تعد تستوعب زائريها "ونحن بصدد تقديم المرحلة الثالثة بعد المصادقة على المرحلتين الأوليين" يضيف ذات المتحدث الذي قال "يوجد العديد من المنابع بالولاية لكنها غير مستغلة ونحن ندرس إمكانية استغلالها وأدراجها في الواقع السياحي الوهراني".

المسؤول أشار إلى أن مختلف الاستراتيجيات المسرة تعتمد على مرافقة الوكالات السياحية التي تنشط بالولاية والبالغ عددها 108 وكالة سياحة واسفار والتي وجهت نحو استيراد السياح من خلال الترويج للمنتوج والوجهة الوهرانية ومنها الجزائرية، وحددت للوكالات أهداف لجلب السياح وليس لتصديرهم، وفق خطة عمل ومنهجية مسطرة تستجيب لتعليمات الحكومة.

نقاط سلبية تسعى المديرية إلى تجاوزها أثناء موسم الاصطياف الذي تشهد فيه المدينة توافد السياح خاصة ببعض الدوائر لا سيما عين ترك التي تحصي 22 شاطئا، وغالبا ما تشكل النظافة النقطة السوداء بالاضافة إلى تنظيم عملية دخول وخروج الآليات العائمة بالشواطئ، وقضت تعليمات الوالي الاخيرة بتحديد مناطق العوم وتحديد مسار "الجات سكي" حتى لا تدخل في منطقة السباحة، وهي العملية التي أقحمت فيها هيئات أمنية من شرطة ودرك، بالاضافة إلى حراس السواحل لإجراء مراقبة دقيقة تخص الوثائق المتعلقة بالآليات والتجهيزات.

السياحة الوهرانية تنشد الترفيه والجمالية الهندسية 

يأتي مبدأ احترام النوعية في قلب إستراتيجية التطوير السياحي للجزائر إذ يتم التفكير حاليا في تنويع النشاطات الفندقية بالتوازي مع مضاعفة طاقات الاستقبال في الهياكل السياحية والإطعام وذلك بإدراج مراكز العلاج الطبيعي بمياه البحر والمساج ومراكز للتسوق والمسابح قاعات الألعاب غيرها هو ما يعطي تنويعا للأنشطة السياحية ما يجعل السائح لا يحتاج إلى شيء خارج الفندق.

ويمر تقديم خدمة جيدة للزبائن عبر تكوين جيد لعمال القطاع إذ يجب تقديم -حسب السيد بلعباس- تكوين خاص في التسيير الفندقي والسياحي لفائدة المدراء التقنيين مسيري وكالات السياحة والأسفار والمرشدين السياحيين وأصحاب المطاعم وحتى الصحفيين "فهو شيء نحتاج إليه كثيرا قصد الوصول إلى الاحترافية في الخدمة السياحية".

ويجري العمل حاليا على خلق نشاطات شبه سياحية لان المصطاف يدخل المياه مرة أو مرتين وسرعان ما يمل، لكن خلق فضاءات للتسلية والترفيه من شأنه إضفاء الحيوية، وهو ما ينقص وهران التي تسعى إلى خلق دورات سياحية مائية للتوجه نحو جزر كل من "بلان" و«ابيباس" والعاب على مستوى المؤسسات الفندقية الواقعة على شواطئ البحر المؤهلة لإقامة هذه النشاطات.

نقطة أخرى يجري التركيز عليها وتتعلق بالمشاريع الجديدة التي يلزم أصحابها بتبني نوعية في المخططات الهندسية من خلال العمل على تحديث النماذج الهندسية والمطالبة بتصاميم فريدة كتلك التي نراها في دولة الإمارات، ولعل الفكرة نضجت لدى المستثمرين والمشاريع المسجلة في عين ترك، وهران المدينة، السانية، ارزيو لدليل على ذلك وهي التي ستضفي لمسة مهنية ومتطورة.