وسط تناقضات في مواقف بلاده

محمد السادس يلتمس عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي

محمد السادس يلتمس عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي
  • القراءات: 1712
 م/ مرشدي م/ مرشدي

راجع المغرب موقفه من الاتحاد الإفريقي الذي انسحب منه منذ سنة 1984 احتجاجا على قبول منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك الجمهورية العربية الصحراوية عضوا كامل الحقوق فيها.

وقال الملك محمد السادس في موقف مفاجئ أن الوقت قد حان لبلاده لاستعادة مكانتها الطبيعية في الاتحاد الإفريقي مع أنه لا أحد أرغمه على الانسحاب وإدارة ظهرة للمنتظم الإفريقي.

وبرر العاهل المغربي مثل هذا الموقف بدعوى أن أصدقاء ما انفكوا يطالبونه بالانضمام إليهم وعودة المغرب إلى "عائلته" وأن الوقت قد حان.

وهي الرغبة التي بعث بها الملك محمد السادس ضمن رسالة رسمية إلى رئاسة القمة الإفريقية بالعاصمة الرواندية، كيغالي أكد فيها أن الرباط تريد العودة لإنهاء حالة الانقسام في المنتظم الإفريقي.

ويكون الملك محمد السادس قد اقتنع أن سياسة الكرسي الشاغر التي انتهجها طيلة 32 عاما لم تجلب لبلاده سوى العزلة الإقليمية ولم يحقق أي مكسب من وراء ذلك وخاصة ما تعلق بعضوية الجمهورية العربية الصحراوية التي جعلها سببا في مقاطعة منظمة الوحدة الإفريقية.

ولكن هل سيعود المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ويقبل الجلوس إلى جانب ممثلي جبهة البوليزاريو والرئيس الصحراوي الذي يطالب باستقلال بلاده التي تعد آخر مستعمرة في إفريقيا. وهو ما يعني اعتراف ضمني بوجود شعب صحراوي يريد إنهاء الاحتلال المغربي.

أم أنه سيعود من أجل إثارة القلاقل في كل مرة تجتمع فيه القمة الإفريقية ليقول بطردها من المنتظم الإفريقي كما اشترط ذلك في وقت سابق مقابل عودته.    

وهو اللوم الذي ضمنه في رسالته إلى قمة الاتحاد الإفريقي وقال إن الشعب المغربي لم يهضم قبول ما أسماها بشبه دولة في منظمة الوحدة الإفريقية واعتبر ذلك انقلابا ضد الشرعية الدولية".

وهي ملاحظة عارية من كل مصداقية إذا سلمنا أن الشرعية  الدولية التي يتحدث عنها الملك محمد السادس هي التي أقرت بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وبدليل أنه أذعن قبل يومين  لقرار مجلس الأمن بعودة موظفي الأمم المتحدة المكلفين بتنظيم استفتاء يحقق هذا الاستقلال "مينورسو".

وإذا كان الملك المغربي اعترف بخطأ والده الراحل بمغادرة منظمة الوحدة الإفريقية، فإن رسالته أمس حملت تناقضات كبيرة وعكست درجة التخبط التي وجدت الدبلوماسية المغربية نفسها فيها بعد أن فقدت كل المبررات التي تعطيها الشرعية في احتلال شعب يريد الانعتاق. أو حتى الدفاع عن مقاربة تعطي الشرعية لهذا الاحتلال. 

وهو ما دفعه إلى مطالبة ا لاتحاد الافريقي بمراجعة موقفه بنزع الاعتراف عن الجمهورية العربية الصحراوية عندما أكد في رسالته أن الاتحاد بقبوله هذه العضوية يتعارض مع الشرعية الدولية؟

ولكن الملك محمد السادس عندما رأى قادة الاتحاد وهم يقفون دقيقة صمت على روح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز يكون قد اقتنع أنه كمن يحرث في الماء ونزل ذلك عليه كقطرة ثلج بارد زادتها برودة الاستقبال الحار الذي حظي به خليفته إبراهيم غالي.