الحماية المدنية تحيي 5 جويلية بقصر الثقافة

مسرحية "أزقة الأبطال" وعروض الفرقة النحاسية

مسرحية "أزقة الأبطال" وعروض الفرقة النحاسية
  • القراءات: 1776
مريم.ن  مريم.ن

استقبل قصر الثقافة ليلة الخامس جويلية، الحماية المدنية ممثلة في الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء؛ حيث قدّمت برنامجا فنيا ثريا يتماشى واحتفالية الاستقلال. والبداية كانت مع الفرقة النحاسية، ثم بعرض "أزقة الأبطال" من مسرح "مثلث الحياة" التابع للوحدة، وهو مسرح محترف له جمهوره الوفي عبر كامل التراب الوطني.

أمتعت الفرقة النحاسية الجمهور بباقة من الأناشيد الوطنية الراسخة في الوجدان الجزائري، وكانت غاية في التناغم والانسجام، علما أن عدد أعضائها يتجاوز العشرين، وأغلبهم في آلة الطنبور والساكسفون. بعدها تم تقديم مسرحية "أزقة الأبطال"من إنتاج مسرح "مثلث الحياة" للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، وهو مسرح محترف صال وجال بمناطق الوطن، وقدّم نصوصا لأكبر رجالات المسرح، منهم كاكي وعلولة.

تستمد المسرحية أغلب أحداثها ومشاهدها من رائعة "أبناء القصبة" للراحل عبد الحليم رايس، وتصور يوميات عائلة قصبوية انخرط أبناؤها في العمل الثوري بدون أن يعلم الواحد بالآخر، بل يصل الأمر إلى اتهام بعضهم البعض بالتهاون في أداء الواجب الوطني لتنشب الصراعات، لكن في كل مرة كانت علاقة الأخوة هي الجامعة، وكان الوالدان هما من ينصح ويلمّ الشمل إلى أن اكتشف السر وعلم كل فرد من الأسرة أن أخاه فدائي أو مسؤول في الثورة، فتوطدت العلاقة أكثر.

أجمل ما في المسرحية هو الحوار القوي الذي لا يشوبه الفراغ أو الركاكة، وبلغة عاصمية راقية، ناهيك عن بعض اللحظات الطريفة في الحوار، منها تلك التي بين الأم والأب، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الممثل شاوشي سيد علي كان عملاقا في تجسيد دور الأب، وكان صوته المدوي يشبه صوت الفنان الراحل محمد كشرود، كذلك الحال مع الممثلة حياة واضح التي أدت دور الأم، وعباس مصطفى الذي قام بدور جمال (اسمه الثوري جعفر) الابن الأكبر للعائلة، وكذا بقية الفنانين، منهم بوخلف نور الدين ورزوق السعيد وقرازم سيد علي.

ما ميز العرض هو الديكور المعبّر عن هندسة دويرات القصبة من سطوح وحنفية وسط الدار والغرف والأثاث وغيرها، وكذا حضور الموسيقى التصويرية المتماشية مع المشاهد، فمنها ذات الطبع الشعبي الأصيل، ومنها قطع أخرى تعكس الرعب أو بعض المواقف الإنسانية؛ مما أثرى العرض. 

تضمنت المسرحية العديد من مشاهد الجدال الحاد بين الأب والأبناء، خاصة الأصغر رشيد والأوسط مراد، وهو يعكس الصراع بين الأجيال ومدى مساهمتها في مسيرة التحرر. كما تضمنت مشاهد من الطرافة غير المفتعلة والمحدودة؛ على اعتبار أن النص جدي ويتناول قضية الثورة إضافة، إلى مشاهد العنف التي تختم المسرحية، منها التعذيب والقتل وغيرها، ليكون مشهد الاستشهاد هو الختام، وتتعالى معه زغرودة الأم.

مباشرة بعد العرض التقت "المساء" ببطل المسرحية شاوش سيد علي، الذي أكد أن العرض كان نتاج اجتهاد وتدريبات استمرت 6 أشهر، كما أن النص فرض سلطته على الممثل نتيجة قوة الحوار وحبكة المشاهد.    

كما التقت "المساء" بالعقيد هلاوي كمال قائد الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، الذي أكد أن مسرح "مثلث الحياة" قدّم العديد من الأعمال الناجحة منها "132 سنة" للراحل عبد الرحمن كاكي، التي حققت نجاحا باهرا، وعُرضت أمام الجمهور وشخصيات سامية، وذلك سنة 2003، وكذا "الخبزة" لعلولة و "حوريات الجزائر" وغيرها، و«أزقة الأبطال" للمرحوم عبد الحليم رايس. وأضاف أن فكرة لغة الخطاب المسرحي تجسدت منذ سنوات، كسابقة من أجل مخاطبة المواطن وتحسيسه ببعض المخاطر أو السلوكات، منها المتعلقة بحرائق الغابات أو حوادث المرور أو الزلازل أو حوادث المنازل أو المخدرات وغيرها، ومن هنا تأسس "مثلث الحياة"  بمجموعة كبيرة من الممثلين الذين تكوّنوا دراميا، واستطاعوا أن يقنعوا الجمهور من الموقار إلى مستغانم ومعسكر ووهران وسعيدة وغليزان والشلف وغيرها من مناطق الوطن، بعضها حضرها وزير الثقافة السيد ميهوبي وعبّر عن إعجابه بها.

كما أن للوحدة مجموعة كورال راقية، وسبق لها أن عملت تحت إشراف الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة عبد القادر بوعزارة وأمين قويدر، كذلك الحال مع الفرقة النحاسية التي جلبت النظر إليها في مختلف المناسبات بأدائها المحترف. 

للتذكير، فإن المسرحية من إخراج بلقيصرية محمد، وإشراف ميسوم لعروسي، وسينوغرافيا حليم رحموني.