ممتهناتها نساء ماكثات بالبيت

أطفال يحترفون بيع "الديول" و’’المطلوع" في رمضان

أطفال يحترفون بيع "الديول" و’’المطلوع" في رمضان
  • القراءات: 1588
كريم.ب كريم.ب

 يكثر الطلب خلال شهر رمضان المبارك، على الديول، المطلوع والقطايف، وغيرها من المنتوجات التي يعكف على تحضيرها عدد كبير من النسوة، إلا أن الأطفال يأخذون دور البطولة في تسويق هذه المنتوجات التي تكتسح الأسواق.

تشهد تجارة "القطايف’’، "الديول’’، "الكسرة’’، ‘’المطلوع’’ رواجا كبيرا خلال شهر الصيام، وعادة ما يكون بائعوها أطفالا لا تتعدى أعمارهم 12 سنة، وهو ما يجعل الطلب عليها كبيرا حتى إنه من النادر أن تتمكن خلال أولى أيام شهر رمضان من الحصول على ‘’الديول’’، فتصطف طوابير طويلة في أولى أيام الصيام أمام محلات أو طاولات بيع ذات المادة.

سعيد يبلغ من العمر 14 سنة، التقيناه بسوق "علي ملاح"، تقربنا منه للاستفسار عن برنامج عمله في شهر الصيام فقال "إن أغلبية التجار الذين يشتغلون في السوق يعرفونني كوني أبيع المطلوع بالسوق منذ سنوات"، مضيفا "اضطر كل سنة لبيع المطلوع لمساعدة عائلتي وحتى أتمكن من الدراسة، إضافة إلى كل هذا فأنا أعتبر هذه التجارة مربحة".   

من بين التجار الذين اعتمدوا بيع مختلف أنواع العجائن التي يتزامن استهلاكها مع شهر رمضان.. "عمي محمد" صاحب قصابة بسوق خليفة بوخالفة، أكد لنا أن تجارة الديول تنتعش خلال شهر رمضان مثلها مثل اللحوم، فأغلبية ممتهني  بيع الديول هم أطفال، إضافة إلى بيع المطلوع الساخن الذي تتفنن في طهيه أمهات الأطفال الذين يقومون ببيعه على أرصفة الطرقات أو حتى في مداخل الأسواق حيث يلقى هذا النوع من الخبز إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان، وأكد لنا عمي "محمد" أنه يعمد كل سنة للاتفاق مع امرأة تجيد تحضير ‘’المطلوع’’ لتتولى تزويده على مدى شهر رمضان، في حين يبقى ما يجنيه الأطفال من بيع المطلوع والديول في مداخل الأسواق أكبر بكثير مما يجنيه التجار في محلاتهم.

طاولات من "الكارتون" لبيع الديول

تنتشر عبر كل أسواق الجزائر العاصمة طاولات الباعة المتجولين، عارضة مختلف أنواع العجائن، وعادة ما يكون أصحابها أطفالا ومراهقين منهم المتمدرسون ومنهم المسرحون من المؤسسات التربوية، تتولى أمهاتهم مهمة تحضير مختلف أنواع تلك العجائن ليتولوا لبيعها على قارعة الطريق، وتلك طريقة من طرق الكسب خلال شهر رمضان الذي يشهد انتعاشا لكل أنواع السلع.

محمد أحد المختصين في بيع الديول على مدار العام وفي شهر رمضان على الوجد الخاص، جمعنا معه حديث قصير عن مهنته فقال "هذه المهنة ورثتها من أبي "المعروف في هذا السوق، فالكل يعرفه ويقصده في شهر رمضان خاصة لاقتناء الديول. وعن مصدرها قال إن عائلته تصنعها منذ القديم ابتداء من الجدة والأم إلى الفتيات الصغار اللواتي يتعلمن المهنة من النساء الكبار وأطفال العائلة يقومون ببيعها.

الحاجة "العلجة" 47 سنة هي الأخرى من البائعات القديمات لهذه المنتوجات، وجدناها تقف أمام الرصيف، و في يديها قفتين مملوءتين بالديول، جلبتها لأحد البائعين في السوق، أتيحت لنا فرصة الدردشة معها، و قالت "أنا من النساء اللواتي يحافظن على تقاليد زمان، فلا أزال أصنع الديول في المنزل، جزء نستهلكه والجزء الآخر نبيعه لهؤلاء الذين يملكون طاولات في هذا السوق"، مضيفة أن هذه المهنة أصبحت مصدر رزق لعدد كبير من العائلات الجزائرية، لاسيما فئة الأطفال الذين يجبرون على بيع مثل هذه الأنواع من العجائن "الديول، القطايف والمطلوع" وعادة ما تكون هذه المنتوجات من صنع النساء في البيت وهي فرصة للحصول على دخل إضافي للعائلة.