الحرائق تهدد المحاصيل الزراعية بقسنطينة

إتلاف 79 هكتارا من القمح والشعير

إتلاف 79 هكتارا من القمح والشعير
  • القراءات: 700
زبير.ز زبير.ز

أبدت المصالح الفلاحة بولاية قسنطينة، تخوفها من شبح النار الذي بات يهدد المحاصيل الفلاحية وخاصة منها القمح والشعير مع انطلاق حملة الحصاد والدرس عبر مختلف حقول الولاية، حيث أشارت إلى أن الخسائر التي خلفتها النار منذ دخول شهر جوان الحالي  مقلقة وغير مقبولة خاصة أنها سجلت في بداية حملة الحصاد التي لا تزال متواصلة ومن شأنها أن ترتفع أكثر في حالة عدم يقظة الفلاحين المطالبين بمزيد من الحذر في التعامل مع هذا الخطر. سجلت المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة خلال الـ15 يوما الفارطة ومنذ انطلاق حملة الحصاد والدرس، إتلاف أكثر من 79 هكتارا من الأراضي المخصصة للحبوب عبر مختلف أنحاء الولاية، بسبب ألسنة اللهب التي أحرقت المحاصيل الزراعية خاصة مادتي القمح والشعير التي تراهن الولاية على تحقيق أرقام قياسية في محصولهما هذا الموسم. 

واعتبرت مصالح مديرية الفلاحة هذا الرقم بالكبير مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، خاصة أنه تم تسجيله في بداية الحملة التي تتواصل إلى غاية شهر جويلية وأوت المقبلين، ودعت الفلاحين إلى المزيد من اليقظة والانتباه حتى لا تسجل خسائر أخرى تؤثر على كمية المحصول في آخر الموسم وتؤثر على المرتبة الريادية التي أصبحت تحققها الولاية.

الحرارة ساعدت على انتشار الحرائق

وأرجعت المصالح الفلاحية بقسنطينة، سبب انتشار الحرائق بالمساحات الزراعية التي تأثرت بالنار، إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل محسوس خلال الأيام الفارطة والتي وصلت إلى عتبة الـ40 درجة تحت الظل، وهو الارتفاع الذي تزامن مع انطلاق حملة الحصاد في بادية هذا الشهر، وساعد حسب ذات المصالح في تطاير شرارات اللهب من محركات الحاصدات إلى الحقول المتضررة، يضاف إليها الشرارات الكهربائية المتطايرة من أعمدة الكهرباء المتضررة التي تتواجد داخل الحقول أو مساحات القمح والشعير والتي تسببت في اندلاع 3 حرائق، كما تشكل الأعمدة الكهربائية التي يسكنها طائر اللقلق خطرا، كون هذا الطائر من شأنه نقل الحريق في حالة إصابته بصعقة كهربائية إلى الحقل مباشرة.

حملة تحسيسية لصالح الفلاحين

وحسب مديرية الفلاحة، فإن عملية التحسيس بخطر الحرائق وأضرارها على المحاصيل كانت في وقتها، مؤكدة أنها راسلت كل الفلاحين عن طريق إعذارات من أجل الوقاية والقيام بحرث الشريط الحافظ حول كل الحقول المعنية بعملية الحصد وكذا ضرورة توفير صهاريج مياه بالقرب من المساحات المحصودة مع تخصيص جرار يضم محراثا قاطعا لمنع انتشار الحريق في حالة وقوعه.

وألحت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، على فلاحي الولاية، امتلاك الأكياس التي تستعمل لإخماد النار وكذا المعدات اليدوية التي تساعد على ذلك، على غرار المجرافات، مع مطالبتهم ببدء عملية الحصد في الحقول والمساحات القريبة من الطرقات وإخطار مصالح الحماية المدينة في حالة وجود خلل بالأعمدة الكهربائية المتواجدة ضمن محيط الحقول.

تعاونية الحبوب تؤكد أن حاصدتها آمنة

من جهتها، أكدت تعاونية الحبوب والبقول الجافة، أن الحاصدات التي تؤجرها للفلاحين عبر مختلف أنحاء الولاية، لا تشكل أي خطر ولا تتسبب في الحرائق وأنها سليمة من العيوب وتخضع للصيانة الدورية قبل خروجها من التعاونية وأن كل حاصدة تحتوي على مطفأة نار. ودعت الفلاحين الذين يمتلكون حاصدات للتقرب من مصالحها قصد إجراء عملية الصيانة قبل بدء عملية الحصد واقترحت حتى صيانة الحاصدة في عين المكان.

الحماية المدنية أنقدت 270 هكتارا 

وحسب مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، فإن أول حريق شب بمنطقة أولاد النبي ببلدية عين أعبيد مع انطلاق حملة الحصاد، حيث قدرت المساحة التي احترقت بحوالي 49 هكتارا وأكدت أنه بفضل الجهد الكبير الذي قام به أعوان المصلحة خلال تدخلهم، وبفضل احترافيتهم الكبيرة، فقد تم تفادي الكارثة، حيث تم إنقاذ 270 هكتارا كانت ألسنة اللهب على وشك التهامها، واعتبرت مديرية الحماية المدنية على لسان المكلف بالإعلام والعلاقات العامة الملازم طافر نور الدين، أن احتراق 79 هكتارا في بداية حملة الحصاد، بالرقم الكبير، لكنه ـ حسبها ـ يبقى بعيد عن الأرقام المرعبة التي كانت تسجلها الولاية قبل 2010، حيث سجلت سنة 2007 احتراق حوالي 1500 هكتار.

محافظة الغابات تلقي باللوم على البلديات 

محافظة الغابات بقسنطينة،  أكدت أنها لم تسجل أي خسائر في الأشجار منذ بداية فصل الصيف، مضيفة أنها تتوقع حصول بعض الحرائق بسبب الإهمال أوالتعمد من طرف بعض الأشخاص الذين يقومون بنهب الثروة الغابية، مؤكدة أن شهر جويلية هو أكثر الشهور التي تسجل فيها حرائق الغابات وأنها تجند كل مصالحها من أجل التصدي لهذه الحرائق، وألقت المحافظة باللوم على مصالح البلديات عبر مختلف تراب الولاية والتي تتهمها بالتقصير في القضاء على المفارغ العشوائية التي تعد سببا رئيسيا في انطلاق شرارات النار إلى الحقول والغابات، وأحصت المحافظة من  6 إلى 7 مفارغ عشوائية منتشرة عبر إقليم الولاية من شأنها أن تشكل خطرا على المحصول الفلاحي من جهة وعلى الغطاء الأخضر من جهة أخرى.