مصطفى معطوب رئيس مصلحة المالية والمحاسبة بالمركز الجزائري لتطوير السينما

الأفلام الجزائرية بحاجة إلى دعاية وإشهار

الأفلام الجزائرية بحاجة إلى دعاية وإشهار
  • القراءات: 844
 حاورته: دليلة مالك حاورته: دليلة مالك

أكد مصطفى معطوب، رئيس مصلحة المالية والمحاسبة بالمركز الجزائري لتطوير السينما، لـ"المساء"، أن المنظومة السينمائية في الجزائر تحتاج إلى مؤسسات خاصة للترويج تقوم بالدعاية للأفلام، وذلك لإعادة ثقافة ولوج قاعات السينما للأسر الجزائرية، وهذه الحاجة يجب أن يعيها المنتج جيدا كما يجب أن يتحلى بمبادئ التسيير المالي الصحيح لإنتاج أفلام جيدة.

❊لماذا غالبا ما يكون المشكل المالي سببا في تدني مستوى الأفلام؟

❊❊يحدث المشكل المالي بسبب عدم التقدير الجيد لميزانية الفيلم، والآن لدينا سينما عادية ليست بمستوى عال بالنظر إلى الأموال التي تصرف، بالمقارنة مع دول أخرى مثل تركيا أو مصر التي تخصص ميزانيات كبيرة جدا، وهم محترفون أكثر منا في هذا الشأن.

أعطي مثالا: مبلغ 20 مليون دينار لا يمكن أن ينتج فيلما، حيث تدفع الأجرة للتقنيين وكراء الوسائل وغيرها من نفقات، لذلك على المنتج أن يبحث عن مصادر أخرى للتمويل، فالدولة تمنح دعما لا يتجاوز 30 بالمائة من ميزانية الفيلم، وعلى أن يبحث عن موارد مالية أخرى.

وحتى تكون تكلفة الفيلم منخفضة، على الدولة أن تفكر في إنجاز استوديوهات للسينما تتوفر على الوسائل، وبالتالي تكون آلية أخرى لخلق رأس المال من خلال كراء الوسائل والاستوديوهات لتذهب للإنتاج، وتكون هناك حركة للمال، وليس كل عام نذهب للخزينة العمومية لإنتاج أفلام، لو فكرنا في هذا المجال الاستثماري سيكون لنا مصدر آخر لتمويل الأفلام.

❊هناك حديث عن تلاعب بعض المنتجين بالدعم الذي يستفيدون منه، هل هناك مراقبة لمرافقة سير صرف المال؟

❊❊نعم، هناك عقد يربط المنتج يسمى بعقد الإنتاج المشترك، بنوده تنص على السماح للطرف الممثل لوزارة الثقافة في أن يراجع في أي وقت المحاسبة والتحقق من كل الوثائق المبررة للمصاريف، وأغلبهم يسلمون هذه المبررات، لكنهم لا يزالون قاصرين في طريقة تسيير ميزانيتهم. 

هناك قاعدة تقول كلما زاد الوقت زادت التكلفة، لذلك لا بد أن يكون المنتجون مناجرة حقيقيين، ويجب معرفة مواعيد التحضير والتصوير ونهاية العمل. هناك منتجون جيدون، لكن لابد من التكوين لرفع المستوى.

❊غياب التوزيع واستغلال الأفلام يضعف المداخيل المالية، ما تعليقك بخصوص دفع المنتجين لإيرادات أعمالهم؟

❊❊الحديث عن إيرادات الأفلام يستدعي الحديث عن استغلال وتوزيع الأفلام، وأعتقد أن الأمر يقتضي الالتزام مع مؤسسات متخصصة في الترويج تقوم بالدعاية للأفلام. فالمنتج من أين له الوقت ليشرف على الترويج لمنتوجه، لابد من التفكير في كيفية التمويل والإنتاج وطريقة التوزيع. لكن بالمقابل هناك أفلام كانت لها عوائد مالية وأذكر فيلما للمخرج علي موزاوي الذي استرجعنا تقريبا مبلغ الدعم الذي منح له.

❊وهل تعاينون الفيلم بعد الانتهاء منه، بهدف تقييم مستواه بالنظر إلى المصاريف المرصودة؟ 

❊❊لا، قبل المصادقة على الفيلم هناك مصلحة بوزارة الثقافة تتمثل في لجنة المعاينة ولهم سلطة القرار لقبول عرض الفيلم أم لا. هذه اللجنة تعاين مضمون السيناريو ليكون متوجها نحو الاستغلال أو رفضه.

❊هل يمكن القول أن السلطات تخسر لأنها تدعم دون أن تكون لها إيرادات مالية بالمقابل؟

❊❊لا أرى مبررا للخسارة، لكن المنتجين يعوزون الأمر لقلة قاعات السينما، ولذلك لابد من وضع سياسة لإعادة الأسر الجزائرية إلى قاعات السينما، وهذا الأمر الذي ينقصنا بالفعل، لأنه لم تعد هناك قاعات سينما بالجزائر، يجب أن لا نكذب على أنفسنا.. أين هذه القاعات؟. وهنا يبررون عجزهم في استغلال الأعمال السينمائية، ومن المفترض أن تكون هناك آلية ما بين وزارتي الثقافة والاتصال لجعل التلفزيون الجزائري والقنوات الخاصة تبث هذه الأفلام من خلال اتفاقيات بينهما لشراء هذه الأعمال السينمائية.

❊ كيف يساهم المركز في إنتاج أفلام أصحابها شباب لهم موهبة؟ 

❊❊حتى يقوم هذا الشاب بإنتاج فيلم، لابد من المرور على لجنة القراءة للاطلاع على سيناريو الفيلم، التابعة لصندوق دعم السينما، للمصادقة على العمل، فإذا سجلت احترازات تبلغه بها مثلا إعادة كتابة السيناريو وسيدعمونه في ذلك، ومستقبلا تفكر الوزارة في تنظيم دورات تكوينية للمخرجين وكتاب السيناريو الشباب.