رمضان بني ميزاب

عمارة المساجد دون انقطاع والأطباق التقليدية حاضرة بقوة

عمارة المساجد دون انقطاع والأطباق التقليدية حاضرة بقوة
  • القراءات: 1092
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يحرص أهل غرداية على جعل أيام وليالي رمضان المباركة فرصة للتقارب وصلة الرحم والعبادة، إذ لا تنقطع مجالس الذكر في الليل والنهار، كما يشجع الصغار على الصيام وتفتح الكتاتيب للأطفال ليقرؤوا فيها سورا من القرآن الكريم، كما يستفيدوا أيضا من سهرات ترفيهية تشرف عليها الجمعيات الثقافية والاجتماعية الفاعلة.

حدثنا كل من الإعلامي حمو أوجانة من قصر القرارة، والمختصة في علم الاجتماع التربوي زينب سكوتي من قصر مليكة، عن يوميات وسهرات بني ميزاب بغرداية خلال الشهر الفضيل، يقول أوجانة: "لرمضان خصوصية عندنا، فالشوق لانتظاره يملأ القلوب وبقدومه نعيش أياما نحرص فيها على العبادة وحفظ العادات والتقاليد، والصائم المبتدئ أو الصائم البالغ لأول مرة، تصنع له والدته 30 حبة من "زيريزا" أو هناك من يطلق عليها اسم "الكعبوش" بعدد أيام شهر رمضان، وهي مصنوعة من التمر والعسل والزبدة والكليلة "الدقيق المحمص" تشجيعا له على الصيام، يأكل منها حبة كل يوم، أما الأطفال الصغار ما دون سن البلوغ، تفتح لهم الكتاتيب ودور العشائر خلال فترة الوعظ وصلاة التراويح، ويتلون السور القصار من القرآن، ثم تقدم لهم عروض علمية وأدبية وبهلوانية وترفيهية من مختلف الجمعيات الثقافية والنشطاء الجمعويين لتشجيعهم على الصيام وتعريفهم بخصوصيات الشهر الكريم".

وفيما يخص يوميات الرجل الميزابي، قال محدثنا: "الرجل يقضي صباحه في عمله، وباقي أوقاته يكون مترددا ومرتبطا بأداء العبادات مواظبا على أداء الصلوات الخمس في المسجد، وحضور مجالس الذكر لأن تلاوة القرآن الكريم في المسجد تتواصل 24 على 24 ساعة، إذ يتداول عمار المجلس عليها، أما بالنسبة لإمامة صلاة التراويح، فيتم إسنادها للحفاظ الجدد للقرآن الكريم الذين انضموا حديثا إلى حلقة "إروان" المتكونة من حفظة القرآن الكريم، والمتراوحة أعمارهم بين 18 إلى 25، علما أنه عرفيا يمنع لدى المجتمع المزابي بالقرارة فتح أي محل تجاري خلال فترة الوعظ وصلاة التراويح حفاظا على عمارة المساجد، وتكون هناك استجابة قوية وكاملة لقرار حلقة العزابة الموقرة".

وفيما يخص يوميات المرأة الميزابية، تقول المختصة زينب: "تحرص المرأة الميزابية على حضور دروس الوعظ وحلقات الذكر التي تنظمها هيئة "تيمسيريدين" النسوية من السابعة صباحا إلى العاشرة، حيث تجتمع النساء مع الهيئة ويقمن بتلاوة جماعية للقرآن الكريم، وهناك من يتابعن دروس الوعظ قبل صلاة المغرب، كما تجتهد السيدات في إعداد مختلف الأطباق بعيدا عن مظاهر الإسراف ويقمن بتبادل الأطباق والأكلات مع الجارات، ومن بين الأطباق المحضرة "شوربة الفريك"، "شواملال" كسكسي الخضر، خبز "أغروم نوفا" الذي يفطر به الصائمون ويتناوله آخرون مع القهوة.  

وتواصل محدثتنا قائلة: "من العادات التي تمارس في رمضان بغرداية تحضير طبق "تِيمْلَيَّنْتْ" البغرير، ليلة العاشر من شهر رمضان ودعوة العائلة لتناوله مع الشاي، أما في ليلة السابع والعشرين يتم تحضير الكسكسي بالنسبة للطفل الذي يصوم لأول مرة، أما للسحور، فعادة ما يتم إعداد "السفوف بالزبيب"، وهو الكسكسي بالزبيب الذي يحضر بالزبدة الطبيعية أو القشدة، كما تجتمع العائلة في السهرة حول صينية الشاي وحلوى "زيريزا". 

وللأطفال الصغار حظ وافر من الاهتمام سواء على مستوى البيت أو المسجد، إذ يتوجه الصغار إلى المسجد رفقة آبائهم مرفقين بالخبز والتمر الذي تقدمه له الوالدة ويسلمها بنفسه لقيم المسجد، وبعدها تجمّع وبعد قراءة القرآن بحضور الأطفال يتم تقسيمها على الجميع ويعود الطفل بقطعة خبز وتمر في كيس، ويقوم الطفل بتقسيم ما قدم له على أفراد العائلة كبركة "تنميرت" من المسجد.