معرض "الأوراس: تراث، ذاكرة ومقاومة" بقصر الثقافة إلى غاية 4 جوان

تحية للشاوية

تحية للشاوية
  • القراءات: 2194
مريم. ن مريم. ن

يحتضن رواق باية بقصر الثقافة إلى غاية الرابع جوان، فعاليات معرض فوتوغرافي من توقيع قيس الجيلالي بعنوان "الأوراس: تراث ذاكرة ومقاومة"، ترصد فيه العدسة مناظر ومعالم من هذه المنطقة التي تجاوزت سمعتها حدود الجزائر. تحكي الصور بلاد الشاوية في كل حين ومكان من الشروق إلى الأسحار إلى التماسي، وتكشف بعين العدسة، سحر الأوراس الذي لا يبطل مفعوله منذ بدء الخليقة. تحت سماء هذا الفضاء الرباني سارت قوافل الشهداء نحو المجد، وفيها تربت مواهب الشعراء والمطربين، وتوقف البشر ليكتشفوا الطبيعة العذراء التي اختصرت فيها التناقضات والتضاريس والمشاهد التي سُجلت في روائع الكتب واللوحات والأغاني. واستطاع قيس التقاط "كل شيء عن الأوراس" عبر صوره التي قدمها بالعشرات والتي تروي جمال الطبيعة التي تشتهر بها المنطقة بكل تناقضاتها الفصلية؛ من تل وصحار وكذا بساطة سكانها وتشبثهم الراسخ بالعادات والتقاليد وارتباطهم القوي بالأرض. 

تم التقاط الصور بمناطق مختلفة من المنطقة، وهي ثمرة جهد سنوات من العمل، تعكس كلها العمق والذاكرة والجمال. تبدو الطبيعة بالأوراس فاتنة ومتلألئة من فرط النور؛ مما يؤثر بالإيجاب في العين، وبالتالي في العدسة؛ تماما كما لو كان الأمر متعلق بلوحة ترسمها ريشة فنان.يرصد الفنان التشابه بين تقاسيم وجوه أبناء المنطقة وأرضها، وهذا من فرط الارتباط بالطبيعة وبالفطرة التي تنعكس على السلوك الأصيل وعلى حب الآخر. المعرض بمثابة جولة سياحية، دليلها الصورة ومعالم الجمال والطبيعة والتراث؛ إذ أن هناك "مضايق القنطرة الشهيرة" و«أشجار الأرز الأطلسي" إلى "البيوت الحجرية العتيقة بأسقف منازلها وقرميدها الأحمر"، إلى "الوجوه المعبرة؛ سواء لشخصيات مجهولة أو لأخرى معروفة" إلى "صنّاع الأسلحة التقليدية بوادي الطاقة" أو "محمد دماغ عميد النحاتين بباتنة، وآخرون كثيرون"، ليتواصل التجوال بدون ملل أو تعب المصور قيس الجيلالي، يبرز من خلاله الجمال الخلاب لمنطقة الأوراس، والطاقات السياحية التي تزخر بها هذه المنطقة. 

للإشارة، فقد نُظم المعرض من قبل جمعية "أصدقاء مدغاسن" التي ساهمت في عمل الفنان المصور، والتي تُوّجت بنشر كتاب "الأوراس الحياة في أرض الشاوية" الصادر سنة 2011. من الصور التي جلبت الزوار نجد تلك الخاصة بالمناظر الجبلية وواحات المنطقة وثروتها النباتية، مع الوقوف عند ظل ونور جبال توقرت وقرى المنطقة. كما التقط قيس الجيلالي لقاءاته مع فناني المنطقة، على غرار عميد الفنانين التشكيليين محمد دماغ المولود سنة 1930، والذي يتطرق في أعماله التشكيلية لما عاشه خلال الثورة التحريرية، خاصة نجاته من قصف للجيش الفرنسي. هناك أيضا مظاهر من الحياة اليومية للسكان؛ كالحرف والمهن التقليدية، كصناعة الزرابي والبناء والصيد ومهن الفلاحة من خلال صور لمزارعين وبساتين النخيل والمشمش والزيتون بقرى نقاوس وآيت ياقوت وشعبة أولاد شليح. 

 يكشف المعرض أيضا القدرات السياحية غير المستغَلة لمناطق باتنة وخنشلة وأم البواقي وبسكرة؛ من خلال إبراز التراث الثقاقي المادي لمواقع المنطقة، على غرار المدن الرومانية لتازولت وتيمقاد وزانة وفج القنطرة وقصور بسكرة، وهكذا فإنه كلما تقدم المسير ازداد الفضول.  للإشارة، ففي مسار المصور قيس جيلالي المولود في 1961 بالجزائر العاصمة، العديد من المعارض داخل الوطن وكذا خارجه، منها مشاركته في مهرجان الفنون العربية ببكين (الصين) وموسكو (روسيا) وبراغ (جمهورية التشيك). كما سيجوب هذا المعرض بعض الدول الأجنبية.