الطبعة الـ 16 للأيام الأدبية بالعلمة

عاصمة التجارة تتحول إلى قبلة للإبداع

عاصمة التجارة تتحول إلى قبلة للإبداع
  • القراءات: 1082
منصور حليتيم منصور حليتيم

بحضور عدد من الوجوه الأدبية والثقافية يتقدمهم المخرج السينمائي أحمد راشدي وعائلتا المرحومين بختي بن عودة والشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد، أعطى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، إشارة انطلاق فعاليات الأيام الأدبية لمدينة العلمة في طبعتها الـ 16 التي عادت إلى الساحة الثقافية بحلة جديدة بعد غياب دام زهاء ست سنوات. نسخة أراد من ورائها القائمون عليها إعطاءها صبغة خاصة؛ كونها تزامنت وتدشين المسرح الجهوي لمدينة العلمة. وسيعيد، لا محالة، التوازن للمدينة بين الثقافة والتجارة. هذا المسرح اعتبره أبناء الأسرة الثقافية صرحا، سيحيي وسيعيد بعث الروح للثقافة بهذه المدينة، التي ظلت لعقود من الزمن، عاصمة للتجارة بامتياز، لتصبح اليوم عاصمة وقبلة للأدباء والشعراء والفنانين. 

حفل الافتتاح ميّزه الحضور المكثف لعشاق ومتذوقي الشعر، تخلله العرض الشرفي لمسرحية بعنوان "كانوا هنا، كانوا معنا"، وهو عمل فني من إنتاج تعاونية "أفكار وفنون" لمدينة العلمة، تأليف وإخراج مشترك بين نصير شوار ووحيد عاشور، عبارة عن لوحة فنية أبدع فيها أبطالها، كانت بمثابة وقفة فنية تقديرية لأرواح شهداء الكلمة والأدب، وشهادة ضد النسيان لأسماء راحت ضحية اغتيال العقل في زمن الظلام، على غرار المبدع الراحل بختي بن عودة، الذي نال منه رصاص الإرهاب، والمرحوم عبد الرحمان كاكي، وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي. وقد شهدت مراسيم حفل الافتتاح تكريم العديد من الوجوه الثقافية الأدبية بوسام الاستحقاق الثقافي، منهم الفنان أحمد راشدي، والأديبة أم سهام، والصحفي عاشور شرفي، بالإضافة إلى وسام شهيد الكلمة، الذي كان من نصيب المرحوم بختي بن عودة والمرحوم محمد الصغير أولاد أحمد، إلى جانب تكريم خاص لأحد أعمدة الأدب العربي بمدينة العلمة، الأستاذ محمد العيد بهلولي، كونه صاحب الفضل في تأسيس أولى طبعات الأيام الأدبية، ليختتم الحفل بأغنية عن جزائر السلم من تأليف الأستاذ عبد الوهاب تمهاشت وألحان توفيق جفال، بتأدية جماعية، تفاعل معها الجمهور بحماس وإحساس رائع. كما يُرتقب أن يُسدل الستار زوال اليوم على هذه الأيام الأدبية بعد يومين، ميزتها جلسات أدبية ومحاضرات وندوات وقراءات شعرية.

في هذا السياق، أكّد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على هامش إشرافه على فعاليات افتتاح الأيام الأدبية لمدينة العلمة في نسختها السادسة عشرة، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مكّن الثقافة من كلّ الوسائل التي تجعلها جزءا أساسيا في حياة الناس، خاصة أن التعديل الدستوري الأخير كرّس الثقافة في الجزائر، واعتبرها من الحقوق الأساسية للمواطن، على غرار الحق في الصحة والتربية وغيرها. وأضاف أنّ الجزائر تجاوزت مرحلة الثقافة الاستهلاكية، ودخلت مرحلة الثقافة الاستثمارية التي تشكل القيمة المضافة للمجتمع، وعلى الفاعلين في المجال الثقافي السعي للإبداع والإنتاج الثقافي الراقي. وبخصوص القفزة التي شهدتها مدينة العلمة في المجال الأدبي، أوضح عز الدين ميهوبي أن مدينة العلمة كلما ارتبط اسمها بالتجارة تألقت فيها الثقافة أكثر. واعتبر الثقافة حقا من حقوق الإنسان كغيرها من المجالات، مشددا على إجبارية تأمين القدر اللازم منها للمواطن، وهو ما تعمل عليه الوزارة الوصية، مضيفا أنّ الوزارة تحاول تصحيح بعض الاختلالات بواقعية وهدوء وبخطاب واقعي، وأن الأيام الأدبية أعادت لمدينة العلمة بريقها الثقافي التي لا توجد الكثير من الفعاليات منها في الجزائر، لهذا ستعمل الوزارة على ترسيمها وديمومتها؛ شأنها شأن مهرجان محمد العيد آل خليفة بولاية بسكرة، الذي أكد أنه سيعود هذه السنة بطابع دولي.