الدكتور في علم النفس العيادي يوسف قدوري لـ "المساء":

ترقية تكوين النفسانيين للمساهمة الفعالة في الوقاية والرعاية

ترقية تكوين النفسانيين للمساهمة الفعالة في الوقاية والرعاية
  • القراءات: 1624
حنان. س حنان. س

قال الأستاذ في علم النفس العيادي الدكتور يوسف قدوري في تصريح لـ "المساء"، إن التكوين الجامعي للممارسين لا يرقى إلى مستوى ما هو منتظر منهم كمهنيين، حيث ربط جودة الممارسة بجودة التكوين، وقال بأن التكوين التطبيقي لطلبة علم النفس قليل ويحتاج إلى ترقيته حتى يتماشى ومعايير الجامعات العالمية. وأشار إلى تنظيم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة غرداية لملتقى وطني حول "الممارسة النفسية: الواقع والآفاق" مؤخرا، تم خلاله الحديث عن ترقية تخصص علم النفس العصبي. كشف الدكتور قدوري عن أن المجتمع بحاجة إلى زيادة الاهتمام بضرورة تواجد الأخصائي النفساني في مختلف المؤسسات، بالنظر إلى جملة من المتغيرات والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى التكنولوجية في السنوات الأخيرة، وأشار إلى تطور ملحوظ لسلوك الأفراد، بإقبالهم على الخدمات النفسية بحثا عن سبل التوافق مع تلك التغيرات، "إلا أن ذلك لا يعني حتما الإقرار بإيجابية هذا الإقبال، لأن الواقع يكشف عن أن نسبة كبيرة من الأفراد يفضلون العلاجات الموازية، ونقصد بها التوجه نحو أشباه الرقاة والمعالجين الشعبيين بحثا عن الراحة النفسية، وذلك ما يجعلنا نتساءل دائما حول جدوى تكوين النفسانيين إن كان المجتمع لا يقبل عليهم؟. 

ويجيب محدثنا بالقول: "في الحقيقة، لسنا ضد الطب الشعبي الذي لا بد في كل الأحوال أن يكون مؤطرا، لكننا ضد من يتاجرون بأوجاع الناس، لذلك حاولنا خلال ملتقانا قراءة واقع الممارس البسيكولوجي من خلال مجموعة من التساؤلات في محاولة لتطوير آليات جديدة من أجل إعداد كفاءات متخصصة في بعض تقنيات العلاج النفسي، تلبية لحاجات المجتمع". ومن جملة التساؤلات التي يشير إليها الدكتور قدوري في حديثه إلينا، طبيعة التكوين الذي يتلقاه المختص في علم النفس، وهل يؤهله لتقديم خدمات في مجال العلاج والوقاية من الاضطرابات النفسية وترقية الصحة العقلية، وكذا مدى وجود ممارسة نفسية في الجزائر في ظل المعطيات الراهنة، سواء في المستشفيات والوسط المدرسي السوسيومهني وغيرها، إلى جانب محاولة تطوير آليات جديدة لإعداد كفاءات متخصصة في بعض تقنيات العلاج النفسي تلبية لحاجات المجتمع. 

ومن تلك التقنيات، يتحدث الدكتور عن تقنية علاجية جديدة معمول بها كتخصص علمي بجامعات أوروربية، ويتعلق الأمر بتخصص علم النفس العصبي، حيث يكشف الدكتور عن أن العلم حاليا توصل إلى معرفة أن الظاهرة النفسية لها أساس بيولوجي، بمعنى أن لكل تغير نفسي، مثل القلق أو الاكتئاب تفسير بيولوجي، أي أن التغير النفسي يطرأ أولا على مستوى الأعضاء، وتساؤلنا هنا حول؛ ما هو واقع هذا العلم في جامعاتنا وهل لدينا نظرة فيزيولوجية للظواهر النفسية؟ "ونجيب بأن هذا التخصص حقيقة  موجود في الجامعة الجزائرية، لكنه محتشم جدا، بمعنى أدق غياب مخابر تعمل بشكل كبير على تخصص علم النفس العصبي في جامعاتنا، وهو ما خرجنا به كتوصية في الملتقى"، يضيف الدكتور. من جهة أخرى، أكد الدكتور قدوري حقيقة المعتقدات الشعبية التي تجعل من المتردد على النفساني "مجنونا"، ويرجع ذلك إلى "التصورات والتماثلات الاجتماعية التي تجعل مهنة المختص النفساني في خانة الاهتمام بالمضطربين عقليا فحسب، لذلك نحن نعمل من خلال مختلف التظاهرات العلمية على تهيئة المجتمع لتقبل هذا الدور، إضافة إلى تفعيل حملات التوعية تصحيحا لبعض الأفكار الخاطئة حول دور المختص النفساني في تحقيق التوازن النفسي للمجتمع وليس القول بأن قصد النفساني محصور في المضطربين عقليا".