الزاوي وصوليح يحاضران حول المسكوت عنه في الأدب:

الكاتب العربي لا يكتب سيرته الذاتية

الكاتب العربي لا يكتب سيرته الذاتية
  • القراءات: 1461
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الأديب أمين الزاوي أن الكتابة في التاريخ تعد طابوها في الدول العربية مثلها مثل الكتابة عن المحظورات الثلاث (الجنس، الدين والسياسة)، أما الكاتب السوري خليل صويلح فأشار إلى استحالة كتابة مؤلف عربي لسيرته الذاتية نظرا لقلة جرأته أمام رقابة القارئ. نشط الأديب الجزائري أمين الزاوي رفقة نظيره السوري خليل الصويلح، ندوة "موعد مع الرواية"، أمس، بقصر الثقافة، تناولا فيها موضوع المسكوت عنه في الأدب الجزائري وفي هذا السياق، قال الزاوي إن لا خطوط حمراء في الأدب إلا الجهل بما نكتب، مضيفا أنه حدث تحررا في الكتابة عن السياسة، بيد أن الكتابة عن الدين والجنس ما تزال من المحظورات، مضيفا أن الفقهاء في القرنين الرابع والخامس هجري، كتبوا عن الجنس فكانوا أكثر شجاعة من كُتاب اليوم.

وتحسر الزاوي على زمن تفوق فيه الداعية الجاهل الذي يطل على القنوات التلفزيونية على الفقيه المتنوّر، ليتساءل "من يخيفني حينما اكتب؟" ويجيب: "أخاف من الغوغاء من القراء الذين يعيشون في ظرف سياسي ملغوم وكذا من العائلة التي ما تزال تعيش بعقلية القبيلة". وأكد صاحب كتاب "الملكة"، أن الإنسان مخلوق من جسد وروح ولا بد منه أن يحقق شهوته الروحية والجسدية وإلا لعاش كبتا روحيا أو جسديا، ليضيف أن المواطن العربي يعيش عقدة جنس منذ طفولته وهو ما سيظهر في كبره، حيث سيعاني من لا توازن عاطفي. كما قدم مثالا عن كتاب "لسان العرب" الذي ركز على هيمنة الجنس في اللغة العربية حيث أن أكثر من ثمانين كلمة يرجعها إلى الجنس أي انه يقدم لها تفسيرا جنسيا.

بالمقابل، اعتبر الكاتب أن الروائي يكتب فيما لا يعرفه القارئ أو ما لا يستطيع أن يقوله، مضيفا أن مسائل المثلية الجنسية وزنى المحارم والاعتداء الجنسي للأطفال، كلها كتبت في الأدب القديم، إلا أنها تلقى في العصر الحديث، معارضة كبيرة تترجم الهوس الجنسي الذي تعيشه المجتمعات العربية، ليؤكد أن الروائي من دوره، الكشف عن المستور. وفي هذا السياق، أكد أنه لا يوجد كاتب عربي كتب سيرته الذاتية، ليقدم مثالا عن الأديب الشهير إدريس سماحة الذي منعته أسرته من نشر الجزء الثاني من سيرته الذاتية، ليؤكد بانتهاء عصر الرواية الساذجة وظهور بما يسمى بالرواية المؤسسة على معرفة، ومن ثم انتقل إلى صعوبة الكتابة عن التاريخ والتي قد تتجاوز صعوبة الكتابة عن الجسد، نظرا لحساسية الموضوع وعلاقته بالسلطة ليضيف أننا لم نكتب بشكل روائي عن الثورة التحريرية الجزائرية ولا عن هزيمة 1967ولا عن حرب أكتوبر وغيرها.

من جهته، قال الأديب السوري خليل صويلح إن الكتابة عن الجنس تدخل ضمن حرية الكتابة بصفة عامة، وان الكاتب مكبل الجسد هو نفسه الذي ستكون كتاباته مكبلة أيضا. كما اعتبر أن القارئ أصبح تقريبا في مرتبة الناقد الأدبي إذ أن آراءه تؤثر بشكل كبير في نشر الرواية، ليضيف أن نفس القارئ الذي يتهجم على الكتابات حول الجنس، يتلصص عليها في الخفاء. وأكد صاحب رواية "دع عنك لومي"، أن كٌُتاب اليوم يحاولون ردم المسافة بين نص الأسلاف وما نعيشه اليوم، ليتعجب من ازدياد النصوص المحتشمة كلما قل الحياء في الشوارع والعكس صحيح، ليؤكد أن روايته "ورّاق الحب" ليست سيرة ذاتية رغم أنها تحمل أجزاء من واقعه وأخرى من مخيلته.