مساجد الجمهورية تستجيب لدعوة وزارة الشؤون الدينية

خطب ودروس لنصرة الوطن

خطب ودروس لنصرة الوطن
  • القراءات: 2321
محمد. ب محمد. ب

التقت كلمة أئمة كافة مساجد التراب الوطني في خطبة الجمعة لنهار أمس في دعوة الجزائريين والجزائريات إلى الحفاظ على وحدتهم الوطنية وعلى سلامة وطنهم، في ظل تفاقم التهديدات الأمنية بالمنطقة والعالم، وتنامي الفكر المتطرف الذي لا ينم عن أصول الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء بصلة. فعلى غرار أئمة مساجد الوطن الذين استجابوا لدعوة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتخصيص خطبة جمعة أمس للتحسيس والتجند ورص الصفوف والالتفاف حول قيادة البلاد وجيشها لإفشال كل الأخطار والمؤامرات التي تستهدف أمن الجزائر وسلامتها ووحدتها الوطنية، ومن أجل الدفاع عن حرمة البلاد، والحفاظ على وحدتها وسلامتها. 

فقد دعا أئمة مساجد العاصمة، الجزائريين كافة إلى التحلي باليقظة والفطنة والتسلح بالتعاليم الدينية الصحيحة، لتحصين الأنفس والأهل والمجتمع برمته، من مخاطر الفتن التي تسيء للإسلام والمسلمين وتعرض أبناء الأمة للمظالم في مختلف ربوع العالم. وإذ اعتبر الأئمة حب الوطن والدفاع عنه واجبا مقدسا، مذكرين بدعوة القرآن الكريم المسلمين إلى التكافل والتكاثف والاعتصام بحبل الله، ونبذه للتفرقة والتشتت، أكدوا ضرورة تقوية الوحدة والتلاحم بين أبناء الأمة الواحدة، والتعاون على البر والتقوى وعلى دعم الجهود النبيلة العاملة على ضمان أمن وسلامة الأفراد والممتلكات، مشيدين بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء هذا الوطن من المخلصين المرابطين على الحدود للدفاع عن وحدة الوطن وسلامة ترابه من الغزاة والأعداء الذين لا يريدون سوى السوء والدمار لهذا الوطن الآمن.

واستعان بعض الائمة في خطبهم، بالحقائق التي خلدها تاريخ الجزائر العظيم، وصنيع أبنائه الأبرار إبان الثورة التحريرية المجيدة، التي توحدت فيها كلمة الشعب الجزائري المسلم، والتقت إرادته وعزيمته التي حظيت بتوفيق من الله، في واجب مقدس هو تحرير البلاد وتخليصها من قبضة استعمار ظالم وغاشم أراد مسخ هوية الجزائيين وطمس مبادئه وقيمه السامية القائمة على العناصر الثلاث "إسلام عروبة وأمازيغية"، مؤكدين بأن هذا التلاحم والتكافل الذي حقق للجزائريين استقلالهم بالأمس، كفيل اليوم بالحفاظ على وحدتهم وضمان أمنهم وسلامتهم في ظل تفاقم المظالم وانتشار الأفكار الدخيلة والفتاوى الطائفية الهدامة، المفرقة للصفوف والغريبة عن القيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف.

في هذا السياق أكد السيد المخفي بوخماشة إطار بمديرية الشؤون الدينية بوهران أن حماية أفكار الشباب هي الاستراتيجية التي تعتمدها المساجد من أجل تجنب تأثيرات التطرف، لافتا إلى أن تجربة الجزائر في نبذ العنف والمصالحة تصدر لدول الجوار. وأشار إلى أن وقفة أئمة المساجد أمس ليست "مؤقتة" إنما هي انطلاق لمخطط عمل على المستوى الوطني تتزامن وانطلاق مجالس التذكير والتفسير عبر كامل مساجد وطني يومي الاثنين والخميس للم الشمل. وختم الأئمة خطبهم بالدعاء للجزائر ولشعبها وولاة أمرها، ولجيشها متضرعين لله تعالى أن يحفظ الوطن من كل المكائد التي يحيكها له الكائدون والناقمون عليه، وبإدامة استقراره وعزة وطمأنينة شعبه وبتقوية أمنه وأمن سائر بلاد المسلمين. ويأتي تخصيص أئمة المساجد خطبة الجمعة للدعاء للوطن، استجابة لتعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي وجهتها عبر مديرياتها في الولايات إلى كافة الأئمة، تدعوهم فيها إلى ضرورة تبيان المخاطر والتهديدات التي تتربص بالبلاد ودعوة المواطنين إلى الالتفاف حول القيادة الوطنية الرشيدة والإسهام في تعزيز وتقوية الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار.

وتعتبر تعليمة الوزارة في حد ذاتها استجابة لنداء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد النصر والذي دعا فيه إلى الوحدة واليقظة والتجند حفاظا على سلامة بلادنا، في ظل الإضطرابات الأمنية والأزمات المشتعلة في العديد من دول الجوار والمنطقة بصفة عامة. واستوقف رئيس الجمهورية في رسالته الشعب الجزائري للوحدة واليقظة والصمود أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة، لافتا إلى ما تتكبده اليوم بعض الشعوب من خسائر وما تعيشه من أحداث دموية بفعل هذه المكائد، بعدما دفعت الجزائر عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها من خارج البلاد.

والتزاما منها بمسايرة الجهد الوطني من اجل التجنيد وتحصين الوطن من المخاطر الأمنية ومسبباتها، عبرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن انخراطها التام في هذا المسعى المقدس، من خلال جعل مساجد الجمهورية الحصن المنيع الذي تنكسر على عتبته غارات العداء الفكري، والمنارة التي تجمع الجزائريين وتعزز تماسكهم الاجتماعي وتحفظ أمنهم. كما أعلنت عدة فعاليات وطنية على غرار الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها، انخراطها في هذا المسعى الوطني، معلنة تجندها الميداني لتحسيس المواطنين بخطورة ما يحاك ضدهم وضد وطنهم، ودعوتهم إلى التكافل والالتفاف حول الجيش الوطني الشعبي ومختلف المؤسسات الأمنية الساهرة على حماية البلاد والدفاع عن استقرارها.