خبراء يؤكدون في الملتقى المغاربي لطب الأطفال المنعقد بالجزائر:

بإمكان تفادي الإعاقة لـ 15 بالمائة من المواليد سنويا

بإمكان تفادي الإعاقة لـ 15 بالمائة من المواليد سنويا
  • القراءات: 470
حسينة. ل حسينة. ل

أجمع خبراء يشاركون في الملتقى المغاربي الـ 37 لطب الأطفال، المنعقد بالجزائر على أن ما بين 12 و15 بالمائة من المواليد الجدد، أي 150 ألف مولود جديد سنويا تستدعي حالاتهم التكفل الجيد بمصالح الإنعاش لتفادي تعرضهم إلى إعاقات تلازمهم مدى الحياة وتثقل المجتمع وتزيد من الأعباء على عاتق الدولة.  وأوضح المشاركون أن الدول المغاربية تعاني من نفس الإشكاليات المتعلقة بالأمراض التي تهدد الأطفال مما يستوجب اعتماد إستراتيجية موحدة لإيجاد الحلول الناجعة. ويعد النقص الكبير في التكفل على مستوى مصالح الإنعاش المخصصة للمواليد الجدد وعدد الأسرة المحدود في هذا المجال أكبر مشكل تعاني منه المستشفيات المغاربية، لا سيما المملكة المغربية والجزائر ما يجعل من فرص التكفل في وقت مبكر بالمولود ضئيلة، وهو ما يرشح ارتفاع نسبة الوفيات ونسبة المواليد المصابين بالإعاقات.   

ومن أجل تفادي الإعاقات بسلوكات طبية بسيطة في ظل النقص المسجل في التكفل بالمواليد الجدد في مجال الإنعاش، يؤكد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال، الأستاذ عبد اللطيف بن سنوسي على ضرورة تكوين السلك الطبي وشبه الطبي واحترام قواعد النظافة بقاعات العلاج وإجراء فحوصات بالإيكوغرافيا للنساء الحوامل لضمان تكفل جيد بالمواليد الجدد ووقايتهم من بعض الأمراض التي قد تتطور إلى إعاقة. من جهته، أوضح رئيس الجمعية المغربية لطب الأطفال، الأستاذ حسان أفيلال أن الدول المغاربية تتميز بانتشار الأمراض لدى الأطفال، وهي أمراض قليلا ما نجدها بمناطق أخرى من العالم، لاسيما الوراثية منها وهذا بسبب الزواج بين الأقارب الذي قدرت نسبته بـ30 بالمائة، وهو ما يستدعي تضافر الجهود لتفاديها وحماية الأجيال المستقبلية. وشدد المختص على ضرورة الاعتماد على التربية الصحية للطفل منذ الولادة وفي أوساط الأمهات مع التكفل بالنساء الحوامل وبعض الأمراض التي لا تتطلب وسائل ضخمة لحماية مجتمع بأسره من الأمراض الثقيلة والإعاقات التي تشكل عبئا على خزينة دول المنطقة.

كما دعا المشاركون من مختصين وخبراء من الجزائر والمغرب وتونس إلى العمل أكثر للوقاية من أمراض الحساسية المنتشرة لدى الأطفال والتكفل بها بشكل أفضل، مؤكدين على ضرورة محاربة التلوث البيئي ومعالجة الهواء واستعمال الطاقات المتجددة لحمايتهم من مرض الربو الذي قد يتطور إلى إلتهاب القصبات الهوائية عند بلوغ سن الرشد وتعقيدات أخرى أخطر. وبالمناسبة، ذكر الأستاذ بن سنوسي بالرزنامة الجديدة للقاحات الأطفال التي ستدخل حيز التنفيذ شهر أفريل المقبل، مثمنا إدراج أربع لقاحات جديدة ضمن هذه الرزنامة من بينها اللقاح المضاد للحصبة الألمانية والمضاد للمكورات الرئوية "بنيموكوك" الذي يحمي الأطفال من إلتهاب السحايا. ويتواصل الملتقى اليوم في يومه الثاني والأخير بتناول جملة من المحاور تتعلق بالأمراض الأكثر خطورة على الأطفال كحساسية لبروتينات حليب البقر والحساسية لبعض أنواع الأدوية وعلى رأسها المضادات الحيوية، فضلا عن الحوادث المنزلية، بالإضافة إلى السكري عند الطفل ومميزاته وتغذية الرضيع وضرورة تنويعها.