زيارة الأمين العام الأممي تربك المخزن وتسقط أوراق المغالطة:

تشنّج مغربي من استعمال مون كلمتي "شعب" و"احتلال"

تشنّج مغربي من استعمال مون كلمتي "شعب" و"احتلال"
  • القراءات: 1557
ص. م ص. م

تهجّمت الحكومة المغربية أمس على الأمين العام الأممي بان كي مون في خرجة متوقعة كشفت ارتباكا كبيرا جراء زيارة هذا الأخير إلى مخيمات اللاجئين والأراضي الصحراوية المحررة واطلاعه بنفسه على حقيقة النزاع في الصحراء الغربية. الحكومة المغربية، اتهمت بان كي مون بـ"الانحياز" وبأنه لم "يلتزم الحياد" خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى المنطقة المغاربية والتي سمحت له بالوقوف عن كثب على حقيقة وضع اللاجئين ومن ورائهم شعب بأكمله أقل ما يطلبه تمكينه من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره بكل حرية. المفارقة أن الرباط التزمت الصمت طيلة فترة زيارة الأمين العام الأممي إلى المنطقة بعدما حاولت التقليل من أهميتها عندما نشرت وسائل إعلامها صورا للعاهل المغربي، الملك محمد السادس رفقة فتيات مغربيات وهو يتجول بأحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس بالتزامن مع تواجد مون بمخيمات اللاجئين والأراضي المحررة. والسؤال المطروح لماذا تحركت الحكومة المغربية الآن لتعلق على زيارة مون التي ختمها الأحد الماضي بمحطة الجزائر بعد أن زار موريتانيا ومخيمات اللاجئين وقبلها إسبانيا؟. 

فهل تكون الرباط قد استشعرت جدية الرقم الأول عن المنظمة الأممية الذي جدد التأكيد على حق الصحراويين في تقرير مصيرهم عبر تنظيم استفتاء حرّ ونزيه، يشمل كافة أراضي الصحراء الغربية. وتعهد بالعمل على الدفع قدما بمسار التسوية في التزام شرع فعلا في تنفيذه من خلال تحديد موعد الزيارة القادمة لمبعوثه الشخصي كريستوفر روس إلى المنطقة وعقد ندوة المانحين لفائدة اللاجئين الصحراويين ورفع تقريره حول زيارته إلى مجلس الأمن الدولي. مون قال إنه "يتفهم غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه" في جملة حملت كلمتين "شعب" و"احتلال" كانتا كافيتين لتثيرا غضب نظام المخزن الذي يحاول بشتى الطرق إيهام العالم أجمع بأطروحاته بـ"مغربية" الصحراء. عندما يأتي الاعتراف من المسؤول رقم واحد في الأمم المتحدة بأن الشعب الصحراوي محتل، فهي ضربة أقل ما يقال عنها أنها موجعة للمغرب الذي بدأ يفقد كل أوراقه في قضية بدأت تنفلت أوراقها من بين يديه في ظل التنامي الملحوظ على المستوى الدولي للمتضامنين مع الشعب الصحراوي. 

والحقيقة أن الرباط ما كان أمامها سوى التهجم على مون وتكرار نفس سيناريو مبعوثه الشخصي، كريستوفر روس عندما اتهمته عام 2012 بالانحياز وقررت سحب الثقة منه. لكنها اضطرت للتعامل معه تحت ضغط المنظمة الأممية ورقمها الأول الذي تمسك بالدبلوماسي الأمريكي لمواصلة دور الوسيط في صراع مسجل لدى الأمم المتحدة في خانة قضايا تصفية الاستعمار. الرباط تتلقى بانتظام ضربات بسبب الصحراء الغربية آخرها قرار الصندوق السيادي النرويجي الانسحاب من المساهمة في شركة نفطية إيرلندية تنقب عن النفط بالمغرب وتشمل أنشطتها الأراضي المحتلة. أمر لم يقبله مجلس أخلاقيات الصندوق الذي يتوفر على محفظة مالية قيمتها 755 مليار أورو. وأعلن البنك المركزي النرويجي في بلاغ صادر عنه بأن الصندوق السيادي النرويجي الذي يعد واحدا من أكبر عشر صناديق سيادية بالعالم قد قرر الانسحاب من الشركة الإيرلندية "ليون إنرجي"، بسبب أنشطتها في التنقيب عن النفط بالصحراء الغربية خصوصا وأن الشركة قد أعلنت إمكانية العثور على النفط بالإقليم المحتل.


 

النساء الصحراويات موضوع لقاء بمدريد

40 سنة من الكفاح من أجل الاستقلال والحرية

ستحتضن العاصمة الإسبانية يوم السبت المقبل لقاء تكريميا تحت شعار"النساء الصحراويات: 40 سنة من الكفاح من أجل الاستقلال والحرية"، حسبما علم أمس لدى وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بمدريد. وأوضح المصدر أن اللقاء الذي سيجري بمشاركة نساء صحراويات والجمعية الإسبانية "أمالتيا" لمساندة الشعب الصحراوي، سيثمن دور المرأة الصحراوية في الكفاح من أجل الاستقلال ومكانتها في المجتمع الصحراوي في كفاحه ضد المحتل المغربي. وأضاف المصدر أن ممثلة جبهة البوليزاريو في إسبانيا السيدة خيرة بولاحي ستتطرق في مداخلتها إلى مكتسبات النساء الصحراويات خلال السنوات الأخيرة وإسهاماتهن إلى جانب الرجل في مكافحة المحتل. وتمت الإشارة إلى أن اللقاء الذي ستتخلله مداخلات نساء أعضاء في اتحاد النساء الصحراويات وممثلة جمعية نسوية إسبانية سيكون فرصة لتقديم شهادات نساء صحراويات ضحايا القمع المغربي حول معاناتهن جراء الانتهاكات الممارسة في حقهن من قبل المحتل المغربي. وأضاف المصدر أن التكريم سيتميز بقراءة شعرية من قبل الشاعرتين زهراء الهرمس وفاطمة غالية، فضلا عن عرض فيلم وثائقي حول كفاح الشعب الصحراوي عموما والنساء على وجه خاص.