بعد إعلان مجلس التعاون الخليجي حزب الله "منظمة إرهابية"

ردود فعل عربية رافضة وأخرى متحفّظة

ردود فعل عربية رافضة وأخرى متحفّظة
  • القراءات: 875

أثار قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية" ردود فعل من داخل وخارج لبنان متحفظة وأخرى رافضة للموقف الخليجي التي اعتبرت أن من شأنه ضرب الاستقرار الإقليمي وتعميق الانقسامات في الصف العربي. وجاءت أولى ردود الفعل الرافضة من قيادات الحزب نفسه حيث اعتبر هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله أن من يصنف هذا الأخير "منظمة إرهابية يدين نفسه"، مؤكدا أن المقاومة "ما تزال أقوى بما يهدد الكيان الإسرائيلي". وقال أن "من يكيد للمقاومة عليه أن يعيد النظر في حساباته ورهاناته الخاسرة وأي جهة تعتدي على المقاومة وتعتبرها إرهابا فإنها تدين نفسها". وتعامل اللبنانيون وخاصة الساسة منهم بحذر مع قرار دول الخليج تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية" وحتى المعارضين له تبنوا لهجة معتدلة غير تصعيدية  نظرا لحساسية الموضوع. أما على الصعيد الخارجي فقد توالت مواقف الإدانة انطلاقا من السلطات السورية التي يدعمها حزب الله عسكريا في حربها ضد معارضيها مرورا بإيران التي تتهمها دول الخليج بالسعي الى فرض منطقها في المنطقة وصولا الى العراق وعدة أحزاب سياسية في تونس. ونددت سوريا بقرار اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية"، معتبرة أنه "يعكس التخبط السعودي واستلابه لإرادة الشعب العربي في الخليج الذي يرفض التطبيع أو إقامة علاقات مع إسرائيل".

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية انه "في خطوة منسجمة مع السياسة الإسرائيلية صدر عن مجلس التعاون الخليجي قرار باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، بسبب تصديه المستمر للمشروع الصهيوني في المنطقة ومواجهته للعدو الإسرائيلي عبر تاريخه المقاوم وتضحياته التي تشهد لها الأمتان العربية والإسلامية". وأكد المصدر أن "سوريا التي كانت وستبقى تعتبر حزب الله حركة عربية مقاومة للعدو الإسرائيلي وللإرهاب المرتبط بالمشروع الصهيوني تؤكد اعتزازها بالروابط المصيرية مع تيار المقاومة في المنطقة واحترامها لتضحيات شهداء حزب الله في لبنان وسوريا". ونفس الموقف عبرت عنه إيران التي رأت في قرار دول مجلس التعاون الخليجي بأنه يستهدف امن واستقرار لبنان. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني ان "هؤلاء الذين يصفون حزب الله بالإرهابي يستهدفون سواء كان عمدا أم لا، أمن واستقرار لبنان". وأضاف أن "تصنيف حزب الله في خانة الإرهاب وهو الذي يعتبر من أهم تيارات المقاومة وتجاهل جرائم الكيان الصهيوني يمثل خطأ جديدا لا يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة".

وبينما رفض العراق تصنيف حزب الله "جماعة إرهابية" لأنه "موضوع خلافي يفجر مزيدا من المشاكل في المنطقة العربية"، أعربت عدة أحزاب وجمعيات تونسية عن رفضها وإدانتها لمثل هذا التصنيف الذي قالت انه يعتبر "إمتدادا للعدوان العالمي على أمتنا وتنفيذا للمخطط الامبريالي الذي يستهدف قوى المقاومة الوطنية وهو رد فعل لتحالف العدوان على الدور المقاوم الذي يقوم به حزب الله في الحرب على اليمن وسوريا". ودعت هذه الأطراف في بيان جميع القوى الوطنية في تونس والوطن العربي الى تحمل مسؤولياتها التاريخية في رفض هذا القرار وإدانته واعتباره "عدوانا على لبنان وإشعالا للحرب الأهلية فيه باعتبار أن حزب الله شريك فى البرلمان وفي الحكومة اللبنانية". من جانبها انقسمت الصحف العربية الصادرة اول امس بين مؤيد ورافض للقرار حيث دعمته الصحف الخليجية بينما رفضته صحف لبنانية رأت فيه انه "مكمل للعدوان السعودي على المقاومة اللبنانية".