الجزائر - فلسطين اليوم على الساعة 17:00

عرس تاريخي ورسالة تحررية من 5 جويلية

عرس تاريخي ورسالة تحررية من 5 جويلية
  • القراءات: 3860
ط. ب / نور الهدى بوطيبة ط. ب / نور الهدى بوطيبة

تنطلق اليوم على الساعة الخامسة مساء، المباراة التاريخية المنتظرة من قبل كل الجزائريين، والتي ستجمع المنتخب الوطني الأولمبي الجزائري بضيفه الفلسطيني، على أرض ملعب الخامس من جويلية الأولمبي، بما يحمله هذا التاريخ من معاني، ليحتضن هذا الحدث الكبير لأول مرة على أرض الجزائر، وليكون ربما فأل خير لمستقبل أفضل للقضية الفلسطينية، للتحرر من قبضة الصهاينة الغاشمين. فكل الاهتمام سيكون منصبا على هذه المواجهة الودية بين منتخبي شعبين تجمعهما قضية واحدة ومبدأ واحد وتوجه واحد، وهو تحرير القدس مهما طال أو قصر الزمن، وإن كان اللقاء رياضيا اليوم، إلا أن أبعاده السياسية والنضالية كبيرة، ووقعها سيكون كبيرا في كل العالم.

ستتزين مدرجات ملعب 5 جويلية اليوم، بألوان علمي الجزائر وفلسطين، وسيكون العرس كبيرا وأخويا، ومثيرا للمتابعة والانتباه، فبغض النظر عن المباراة في حد ذاتها والتي ستجمع اللاعبين على المستطيل الأخضر، وبغض النظر عن التنافس فوق الميدان، وعن الرابح أوالخاسر في هذه المقابلة، سيكون للحدث فرجة، وسيعيش ملعب 5 جويلية، أجواء جميلة، يصنعها أبناء الجزائر وفلسطين، مجتمعون على قضية واحدة، وسيهتفون بشعارات واحدة وهي: "بالروح بالدم نفديك يا قدس"، أو "فلسطين الشهداء"، فالشعب الجزائري وعبر كل ملاعب العالم، يساند القضية الفلسطينية، ويظهر دائما حتى في البطولات الأوروبية، العلمين الجزائري والفلسطيني، فقد أصبحت علامة مسجلة للجزائريين عبر كل أقطار العالم، فقضية فلسطين أصبحت قضية الجزائريين، نابعة عن قناعة تاريخية ودينية.

وقد كان من المقرر في السابق أن تلعب هذه المباراة في ملعب تشاكر بالبليدة، إلاّ أن الفلسطينيين طلبوا من الاتحادية الجزائرية، برمجته على أرض 5 جويلية، وكان لهم ما أرادوه، لأنهم يعلمون قيمة تاريخ 5 جويلية، الذي تحررت فيه الجزائر، بغض النظر عن حجم الملعب، الذي يريده "الفدائي"، أن يغص بالآلاف من المناصرين، فبالنسبة لضيوف الجزائر، على لسان رئيس الاتحادية الفلسطينية لكرة القدم، اللواء محمود الرجوب في إحدى تصريحاته، أعلن عن قيام دولة فلسطين في الجزائر، واللعب في 5 جويلية سيعطي للحدث قيمة أخرى، نظرا لقداسة هذا التاريخ ومكانته في قلوب الفلسطينيين، الذين منذ قدومهم إلى الجزائر، يستقبلون بحفاوة كبيرة أينما حلوا، في وقت يريد فيه الرجوب أن تنتهي مباراة فريقه اليوم مع الجزائر بنتيجة التعادل، لأنه مثلما سبق له أن قال، إن في التعادل عدلا، والمهم هو أن يكون العرس أخويا وكبيرا.


 

مشجعو "الخضر" يناصرون الفدائيين ويهتفون باسم "فلسطين"

يحتضن ملعب 5 جويلية اليوم، أول مواجهة كروية ودية في التاريخ بين منتخبي الجزائر وفلسطين، وهو عرس رياضي كبير شكل منذ أسبوع موضوع حديث الشباب الذين احتاروا أي فريق يشجعون. وفي استطلاع لـ«المساء"، تبين أن المناصرة الكبيرة سوف تكون من نصيب الفريق الفلسطيني لاعتبارات عديدة.

استقبال جماهيري بمطار هواري بومدين

استقبلت حشود كبيرة من الشباب، أسود الفدائي في مطار هواري بومدين قبل أسبوع، بالهتافات والشعارات الحارة لفلسطين وللشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث استقبل الوفد الرياضي بحفاوة فاقت التوقعات. 

أصداء على الفيسبوك .. وصفحات خاصة بالحدث

سجل موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" منذ أكثر من أسبوع، العديد من "التغاريد" مشيدة بالشعب الفلسطيني. وفي تعاليق بسيطة أكد مستعملو الشبكة أن فلسطين هي البلد الثاني للجزائريين، وأن هذه المقابلة سوف تشكل حدثا تاريخيا الأول من نوعه، ووصفه البعض بالتجسيد للمطالب الشعبية الفلسطينية والجزائرية بإقامة لقاء بين "المحاربين" و«الفدائيين"، يجسد الأخوة والتضامن مع القضية الفلسطينية.

«شارك وقم بدعوة أصدقائك حتى يصل الخبر للجميع"، بهذه العبارة وبعلمي البلدين، داعيا جميع أصدقائه على الصفحة للانضمام إلى الحدث، والذين عبروا من خلال تعاليقهم على أملهم الكبير في تحويل  المدرجات، على غير العادة من تشجيع للفريق الوطني، إلى منصة للهتاف لفلسطين والشعب الفلسطيني ومنتخب الفدائي. واقترح آخر: "علينا ترديد نشيد "من جبالنا" عند الدقيقة 54 من المباراة، إنه نشيد قوي جدا وأؤكد لكم أنه سيلهب مدرجات الملعب لأن أغلبية الجزائريين يحفظونه، ثم ترديد نشيد قسما في الدقيقة 62 من عمر المباراة. في حين دعا إلى ضرورة إحضار الكوفية الفلسطينية أو ما يسمى (بالوشاح الفلسطيني) قصد رفعه مع العلم الجزائري، مطلقين على ذلك اسم الراية "الجزائسطينية".

دم جزائري وروح فلسطينية..

وعند سؤالنا عن الفريق الذي سوف يشجعه الشباب، أوضحوا أن الجزائر الأغلى، لكن ستكون المباراة "استثنائية" لتشجيع فريق غير الخضر، وهو المنتخب الفلسطيني. هذا ما أكده ياسين قائلا: "أريد أن أوضح من خلال مناصرتي للفريق الفلسطيني أن المبادرة ليست للتشجيع فقط، بل نريد إيصال رسالة الشعب الجزائري المتمثلة في "نصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وأريد من هذه المبادرة رفع معنويات إخواننا الفلسطينيين، وهذا كأقل واجب يمكن تقديمه، فهي فرصة لا تعوض، أن يجتمع 85 ألف مشجع في ملعب واحد، للتعبير عن حبنا لأرض العزة والشهادة، لذا يجب علينا أن نطلق العنان لحناجرنا". وراح تشجيع سفيان أبعد من ذلك حيث قال: "ذلك حدث وطني، سوف أتغيب عن عملي لحضور المباراة، وكنت آمل أن يكون دخول الملعب لتلك المباراة بمبالغ رمزية، لجمعها ولما لا ننتهز الفرصة للتبرع بها لإخواننا من باب التضامن".

تبادل للأدوار 

على صعيد آخر، أبدى شباب فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي فرحهم الشديد بما اطلعوا عليه في صفحات الجزائريين، المناصرين للفريق الفلسطيني فعلق محمد قائلا: "أنا جد متأكد من أن كل القنوات والصحف والمواقع العالمية ستتكلم عن هذه المقابلة، ليس لأهميتها الكروية، وإنما لحجم التضامن الجزائري مع القضية الفلسطينية التي يعتبرونها أيضا قضيتهم، وكعرفان لهم سوف أشجع المنتخب الجزائري".. ورد عليه زكرياء من أصول فلسطينية، أجل سيفعلها أبناء الجزائر، سيوصلون صوت فلسطين إلى كل العالم، سنجعل الصهاينة يعيدون حساباتهم، سنزلزل الملعب وسنشجع بدورنا الجزائر، تحيا الجزائر، التي يقول أبناؤها نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار بالبلدين" ، وفي تعليق آخر: "أنا أخوكم من فلسطين أعشق الجزائر وشعبها العظيم. سلام عليكم يا أبطال بلدي الثاني..، وأنا لأول مرة لن أشجع بلدي، بل سأشجع الجزائر وكلنا سنكون منتصرين".

دون تمييز.. تشجيع الفريقين

من جهة أخرى، أبدى البعض عدم تمكنهم من اختيار أي فريق لمناصرته، قائلين فقط إن المباراة سوف تكون رائعة، وهي عيد بالنسبة للشعبين وحلم تحقق.

تدابير أمنية لإنجاح المقابلة

تحسبا للعرس الرياضي الذي سيجمع الفريق الوطني الأولمبي لكرة القدم بنظيره الفلسطيني، اليوم، بالمركب الأولمبي "محمد بوضياف"، اتخذت المديرية العامة للأمن الوطني كل التدابير اللازمة لإنجاحه، وتدعو من خلال البيان الذي تلقت "المساء" نسخة منه، الجمعيات وممثلي الأندية الرياضية بجميع الأصناف، وكافة محبي كرة القدم من العائلات الجزائرية لحضور هذه المقابلة الودية، التي ستكون فرصة لتعزيز الروح الرياضية في ملاعبنا، ودعم ثقافة السلم ونبذ العنف بكل أشكاله.


 

الطاقم الفني الفلسطيني يؤكد استفادة فريقه من التربص في الجزائر

وضعت كل الإمكانيات الضرورية أمام المنتخب الفلسطيني من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ليجري تحضيراته لمواجهة نظيره الجزائري وديا اليوم على ملعب 5 جويلية، فبعد أن خاض تدريباته الأولى على أرضية ملعب تشاكر بالبليدة يوم الأحد الماضي، وسط أجواء باردة وبحضور جماهيري معتبر من الجزائريين، رافعين لافتات معبرة عن عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين، دخل المنتخب الأولمبي الفلسطيني إلى المركز التقني بسيدي موسى يوم الاثنين الماضي، حيث أجرى فيه حصته التدريبية، ليجري حصة أخرى أمس الثلاثاء، وسيبقى في هذا المركز إلى جانب المنتخب الوطني الجزائري، إلى غاية المباراة التي ستجمعهما مع بعضهم البعض اليوم. وقد انبهر الوفد الفلسطيني بكل الهياكل التي اكتشفوها في مركز سيدي موسى.وبالنسبة للطاقم الفني الفلسطيني، فإن إجراء هذا التربص في الجزائر مفيد من عدة جوانب، حيث يسمح بالخروج بأفضل النتائج على المستوى الفني والنفسي والبدني، من أجل مواصلة العمل لبناء منتخب المستقبل للكرة الفلسطينية، كما أعرب اللاعبون عن فخرهم واعتزازهم بزحف الجماهير الجزائرية للترحيب بهم، مشيرين إلى التقدير الكبير من كل فلسطيني للجزائر ولشعبها، ومن جانبه، اعتبر رئيس بعثة المنتخب الفلسطيني، محمد الصياد، بأن الحب الكبير الذي يحمله الشعب الجزائري لفلسطين، يقابله حب متبادل ومضاعف من الشعب الفلسطيني للجزائر ولشعبها الأصيل المعطاء، كما أشاد بالتعاون الكبير الذي يقدمه الاتحاد الجزائري لكرة القدم لبعثة الأولمبي، معربا عن سعادته واعتزازه الكبير لما تقدمه كافة الجهات الجزائرية المعنية من تسهيلات لبعثة الفريق خلال تواجدها في البليدة.


 

شورمان يريد تربصا خارج الوطن الصيف القادم

ينهي المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، التربص الذي دخله منذ يوم الأحد الماضي في مركز سيدي موسى اليوم، بعد مواجته المنتخب الفلسطيني في مباراة ودية في ملعب 5 جويلية الأولمبي، وقد كانت فرصة برمجة هذه المباراة مهمة بالنسبة للمدرب أندري بيار شورمان، الذي سيختبر مستوى لاعبيه في هذه المواجهة، بعد آخر لقاء لعبوه في كأس إفريقيا الماضية بالسينغال، فقد اختار المدرب السويسري للتشكيلة الأولمبية، 20 لاعبا الذين اعتاد العمل معهم والذين شاركوا في تأهل الجزائر إلى الأولمبياد القادمة بريو دي جانيرو، والذين شاركوا أيضا في التربص الماضي شهر جانفي، مضيفا إليهم لاعبين جديدين ويتعلق الأمر بكل من حارس أمل الأربعاء مرباح غايا، وزميله في نفس الفريق المهاجم باكير إسلام.

وقد اعتبر مدرب المنتخب الأولمبي أن تنظيم هذه المقابلة في هذا الوقت جاء سريعا، بالمقارنة للبرنامج التحضيري الذي سطره إلى غاية التنقل إلى البرازيل شهر أوت القادم، غير أن المباراة ستكون مهمة للمنتخب الوطني الجزائري، خاصة وأنها تأتي بعد عدة أشهر عن تأهل الجزائر إلى الأولمبياد، كما أنها ستكون مفيدة للخضر، الذين حسب شورمان حضروا بطريقة عادية لها، مشيرا إلى أن الاستعدادات الحقيقية للأولمبياد، ستكون في الصيف القادم، شهري جوان وجويلية القادمين، كاشفا أنه طلب من الفاف إجراء تربص خارج الوطن، في وقت يريد فيه العديد من اللاعبين المحترفين المشاركة مع هذا الفريق الأولمبي في الألعاب الأولمبية، إلاّ أنه لم يتم الفصل بعد في هذا الموضوع.

ومن المنتظر أن يشرك الناخب الوطني للمنتخب الأولمبي، أندري بيار شورمان، نفس التشكيلة التي لعبت كأس إفريقيا الماضية بالسينغال، والتي ساهمت في تأهل الجزائر إلى الأولمبياد، غير أن الفرصة ستكون مواتية للمدرب شورمان لتجريب معظم لاعبيه في هذه المقابلة الاستعراضية والودية، والتي لا تهم النتيجة فيها، بقدر ما ستعطي للمدرب الوطني نظرة عن فريقه ولاعبيه، قبل المباراة الودية الثانية التي من المقرر أن يلعبها المنتخب الأولمبي لاحقا، سواء أمام اليابان، كوريا الجنوبية، أوالعراق، الثلاثي المتأهل إلى ألعاب ريو دي جانيرو عن قارة آسيا.


 

منظمة الصحفيين الرياضيين الجزائريين تكرم الوفد الصحفي الفلسطيني 

 أجرى فريق المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين أمس مباراة أخوية واستعراضية مع تشكيلة مكونة من الصحفيين الفلسطينيين المتواجدين بالجزائر لتغطية المباراة الودية التي تجمع المنتخبين الأولمبيين الجزائري والفلسطيني اليوم بملعب 5 جويلية الأولمبي (00ر17). وحول المباراة  التي جرت بميدان الملحق لملعب 5 جويلية قال رئيس المنظمة يوسف تازير: "تم تنظيم هذا اللقاء في إطار النشاطات الرياضية والثقافية والسياحية المبرمجة لجعل إقامة الوفد الفلسطيني محطة من محطات التضامن والدعم للشعب الفلسطيني الأبي و لقضيته التي هي قضيتنا أيضا". ونشط المقابلة أعضاء من الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية الفلسطينية وفريق المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين، إضافة لصحفيين جزائريين آخرين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية. 

بعد المباراة حظي الوفد الفلسطيني بتكريم من قبل أسرة الإعلام بالجزائر تم خلالها تبادل الهدايا.  وقال جمال عروري أستاذ تصوير بالكلية العصرية الجامعية لرام الله: "رغم برودة الطقس هاته الأيام بالجزائر إلا أننا نحس بالدفء نظرا لحفاوة الاستقبال.  الشكر الجزيل للصحفيين الجزائريين على هذه اللفتة الطيبة. الشعب الفلسطيني متعلق هو أيضا بكل ما يمس الجزائر وأؤكد لكم أن شوارع فلسطين تبدو مهجورة في كل خرجة للفريق الجزائري لكرة القدم".  من جهته، استحسن مندوب سفارة فلسطين بالجزائر الدكتور حسام خلف الله وقفة المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين.  وفي هذا الشأن قال: "مبادرة طيبة من إخواننا الجزائريين وهذا ليس بغريب عليهم. أتمنى أن ترقى المباراة بين الأولمبي الجزائري ونظيره الفلسطيني إلى مشاعر المحبة والروابط التاريخية الأصيلة التي تجمع شعبي البلدين".  يذكر أن الوفد الإعلامي الفلسطيني حل صبيحة الخميس الماضي بالجزائر و كان في استقباله ممثلين عن المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين وإطار مركزي بوزارة الشباب و الرياضة.


 

"موبيليس" شريك المقابلة التضامنية الجزائر-فلسطين 

المتعامل للهاتف النقال "مومبيليس" الراعي الرسمي للفيدرالية الجزائرية لكرة القدم شريك في تنظيم المقابلة التضامنية بين الفريقين الجزائري والفلسطيني التي تجري فعالياتها اليوم بملعب 5 جويلية العاصمة. وستكون المقابلة بمثابة أول خرجة للفريق الأولمبي الجزائري الذي توج نائب البطل الإفريقي في الدورة القارية الأخيرة، وهي المقابلة الأخوية التضامنية المفتوحة مجانا للجمهور وللعائلات، حيث سيعزف النشيدان الوطنيان الجزائري والفلسطيني بمناسبة اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة.