يشتد الإقبال عليها عند اقتراب موسم الأفراح

محلات بيع الأقمشة تنتعش في العاصمة

محلات بيع الأقمشة تنتعش في العاصمة
  • القراءات: 12304
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد هذه الأيام محلات بيع الأقمشة في العاصمة، انتعاشا وإقبالا كبيرا من فئة النساء مع اقتراب موسم الأعراس الذي ينطلق خلال شهر مارس، حيث تشتهر العاصمة بتجارة القماش الذي يعد من أرقى وأجود الأنواع على المستوى الوطني، على غرار ولايتي سطيف وهران والبليدة.. تقبل العديد من النساء من مختلف ربوع العاصمة على تلك المحلات، من أجل اقتناء كل ما يتعلق بمستلزمات الخياطة لتصديرة العروس، ومن أجود أنواع القماش، على غرار قماش "الدنتيل" الذي أصبح لا غنى عنه. انتقلت "المساء" في جولة ميدانية عبر العديد من محلات بيع الأقمشة في العاصمة، محلات تثير ألوانها عاشقات أجود الأنواع وأرقاها، صمت يعم تلك الدكاكين التي كانت أغلبيتها تبدو جد قديمة، صدى لا يفارق جدار تلك المحلات بسبب الكم الهائل لأمتار الأقمشة الملتفة حول بعضها، تصاميم فسيفسائية، أنواع وخامات متعددة لا يمكن أن تطأ قدما المرأة تلك المحلات دون أن تجد ضالتها وسطها.

في البداية، دخلنا محل عائلة "غربون" في شارع بساحة الشهداء المشهور بـ«زنقة لعرايس"، مختص في بيع الأقمشة منذ أجيال، أوضح لنا صاحب المحل ياسين أن تجارة الأقمشة والمنسوجات أمر موروث في العائلة، فقد بدأها الجد في ولاية البليدة، ثم توارثه الأب، فالأبناء، وقد قضى صاحب المحل عمره في العمل في هذا المجال مع العائلة، ومع مرور الوقت، تخطت شهرة محلات غربون ولاية البليدة إلى أن أصبح واحدا من أشهر متاجر الأقمشة الفاخرة والمستوردة من فرنسا وإيطاليا، كما بقي من أشهر المحلات لبيع أجود أنواع الأقمشة الكلاسيكية، كقماش "الحايك"، وأوضح لنا صاحب المحل أن خبرته في مجال تجارة الأقمشة تتعدى 15 سنة، وهي فترة كافية للتعرف على أسرار الأقمشة، ومنه حسن اختيار النوع الذي يليق بمختلف الألبسة التقليدية والفساتين وغيرها، حيث قال: "لا أكتف ببيع الأقمشة للزبونات وإنما أسألهن قبل كل شيء؛ "ماذا تريدين أن تفعلي به"؟، وبعد جوابها أنصحها بالقماش الذي يليق باللباس الذي تريد حياكته، فمن المهم على التاجر أن يعرف كل أنواع الأقمشة وكم يستلزم من متر لخياطة قطعة معينة، وكل تلك التفاصيل يحملها التاجر بعد سنوات من الخبرة في المجال.

دخلنا محلا ثانيا، كان يعج بالنساء من مختلف الفئات العمرية، حركة لا تتوقف بين رفوف المحل، للبحث عن النوع واللون الذي يليق، اقتربنا من مجموعة من النساء، أوضحت لنا إحداهن أنها بصدد خياطة تصديرتها، حيث يفصلها شهران عن موعد زفافها، كما اختارت الخياطة المناسبة لحياكتها، وأشارت إلى أنه من الصعب اختيار نوع القماش وسط ذلك الكم الهائل من الأنواع، فلكل نوع جمال يميزه، مما يسبب الحيرة في الاختيار.

أقمشة بمبالغ خيالية..

في محل ثان بشارع ديدوش مراد، كان ديكور المحل يختلف عن محلات "زنقة لعرايس" بساحة الشهداء، فموديلاته أكثر عصرنة، وقد اختص في قماش "الدنتيل"، وعند سؤالنا عن مصدر تلك الأقمشة قال: "إن أغلبيتها من الهند، وأخرى من دول أوروبية مختلفة أهمها فرنسا وإسبانيا، وكذا تركيا، ويعود غلاء سعرها إلى احتواء بعضها على أحجار جميلة ومرتفعة الثمن، كما أن حياكتها تتطلب الكثير من الجهد والوقت وكذا التركيز، وأشار إلى أن شراء قطعة قماش من ذلك النوع يضمن أناقة اللباس بـ80 بالمائة، لتبقى 20 بالمائة للموديل والتفصيل.. مضيفا: "تعتمد جاذبية أي فستان على ثلاثة عوامل هامة؛ الشكل الخارجي، اللون والقماش، وتغيير أي من هذه العوامل يمكنه الرفع أو التقليل من المظهر الجمالي له، وأوضح أن بعض التجار وكذا الزبائن لا يعرفون الكثير عن الخامات والأقمشة المختلفة. وعن الأسعار يقول المتحدث؛ إن بعضها قد يصل إلى 20000 دينار للمتر الواحد، في حين يبقى أغلى نوع هو الدانتيل الفرنسي..

أقمشة حصرية لكل بائع

من جهته، أوضح عمر بائع بإحدى المحلات في نفس الشارع، أن بعض الأقمشة تباع عند مختلف المحلات مثل قطن، الحرير الطبيعي، الفوال، الساتان، الليكرا، الكريب وغيرها من الأقمشة التي لا تعد ولا تحصى بألوانها، في حين تبقى الأنواع المزركشة مثل الحرير المزركش أو الساتان "المحجر" أو الدانتيل، ومن أشهر الدول المصنعة لتلك الأقمشة؛ إيطاليا، الهند، دبي وفرنسا، وكل واحدة منها تعكس في خامتها حضارتها وثقافتها وتقليديها فيما يخص الألبسة التي تصنع من تلك الأقمشة.

«الدانتيل" لأرقى السيدات..

قال تاجر ببلوزداد بأنه عادة ما تسيطر أنواع معينة من الأقمشة عن غيرها، لتأخذ النصيب الأكبر من المبيعات، لكن بوجه عام، تبقى أقمشة الحرير و«الدانتيل" الفرنسي هي الأكثر استهلاكا من بين الأقمشة، وربما يعود ذلك إلى طبيعتها البسيطة والناعمة التي تساعد على تصميم فساتين أنيقة وجميلة سواء فستان سهرة أو زي تقليدي، فقماش بسيط مثل "الدانتيل" عادة ما يكون مسيطرا على سوق الأقمشة ومصدر إلهام للعديد من المصممين.