الشباب الفئة الأكثر استهدافا من طرف المترشحين

توفير السكن وتحسين المستوى المعيشي

توفير السكن وتحسين المستوى المعيشي
  • القراءات: 717
 زولا سومر زولا سومر
تتواصل استراتيجية المترشحين للانتخابات الرئاسية، لـ17 أفريل الجاري، المبنية على مغازلة الشباب وتقديم وعود تهمهم، إدراكا منهم لأهمية كسب ورقة هذه الفئة في صفوفهم. حيث راح أغلبيتهم يغازلون الشباب بمنحه مناصب مسؤولية مهمة، كما ركزت جل خطابات المترشحين في اليوم العاشر من الحملة الانتخابية على حل أزمة السكن وجعل الشباب يستفيد من برامج سكنية مستقبلا.

فبعد عشرة أيام كاملة، جاب من خلالها المتسابقون الستة على كرسي قصر المرادية العديد من ولايات الوطن لشرح برامجهم ومحاولة إقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين، ومع بداية العد التنازلي لموعد الـ17 أفريل، هاهي فئة الشباب مرة أخرى تفتح شهية المترشحين الذين يسعون لتزيين خطاباتهم بألوان تكون في مستوى تطلعات هاته الفئة التي يبقى شغلها الشاغل الحصول على منصب عمل يضمن لها العيش الكريم، في حين يبقى حلمها الاستفادة من سكن يسمح لها ببناء أسرة خاصة بالنسبة للذكور الذين أصبحوا يؤخرون زواجهم بسبب عدم حصولهم على سكن.

وكانت مسألة السكن وتحسين المستوى المعيشي للشباب أهم ما ركز عليه جل المتنافسين على منصب القاضي الأول في البلاد في خطاباتهم أمس، والذين إن لم يكونوا متنافسين لشعرنا أنهم اتفقوا على نفس الخطاب، غير أن اشتداد المنافسة جعل كل واحد منهم يخرج كل طاقاته ويبدع في حديثه لاستقطاب هذه الفئة خاصة في الظرف الحالي الذي يتسم بنفور الشباب من الخطابات الكلاسيكية أو ما يسمى في اللهجة المتداولة ب«لغة الخشب”.

فبلغة سهلة في متناول كل الفئات، خاطب فرسان الرئاسيات الشباب واعدين إياه بحل أزمة السكن مثلما ذهب إليه المترشح باسم حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، الذي أرجع من ولاية بومرداس أزمة السكن إلى نقص العقار، متعهدا بحل مشكل الملكية العقارية في حال انتخابه رئيسا للجمهورية.

كما أضاف المترشح أن برنامجه الانتخابي يهدف إلى توسيع صلاحيات المجالس البلدية في توزيع السكنات كون المنتخبين المحلين أدرى بشؤون بلدياتهم من الدائرة لأنهم أقرب من المواطن، مما يسمح لهم بمعرفة من يحتاج حقا للسكن من عدمه، مع العمل على دعم صيغة السكن الاجتماعي.

كما تعهد مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي حل بولايتي الشلف وعين الدفلى بحل أزمة السكن نهائيا خلال الخمس سنوات القادمة في حال تجديد الثقة في المترشح الرئيس. مشيرا إلى أن برنامج مترشحه يهدف لتحسين المستوى المعيشي للشباب الذي ظل يعاني من التهميش والظلم و«الحقرة” وتمكينه من تولي مناصب مسؤولية في الدولة، خاصة الشباب الذي برهن على كفاءته والذي يحمل شهادات دراسية وجامعية عليا.

ونفس الخطاب تكرر عند المترشح عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، الذي يسميه البعض بمترشح الشباب بعد أن التصق اسمه بالنضال في الاتحادات الطلابية والشبانية، والذي اختزل كل خطاباته منذ انطلاق الحملة الانتخابية في فئة الشباب التي تشكل أغلب مسانديه ومناصريه، حيث تعهد المترشح بمنح الفرصة للشباب ليكون فاعلا في تسيير شؤون البلد وبنائه، مقترحا تطوير مشروع شامل يهدف لترقية دور الشباب في المجتمع ومنحه الفرص بمحاربة الذهنيات التي تعيق مسيرته المهنية.

ولتجنب تكوين شباب بطالين لا يجدون مناصب شغل عند تخرجهم بالولايات التي يقطنون بها ويحتم عليهم التنقل إلى كبرى الولايات كالعاصمة للحصول على منصب شغل وبالتالي مواجهة مشكل السكن فيما بعد، أكد المترشح باسم الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، من ولاية غليزان، أن برنامجه الانتخابي يقترح تخصيص التكوين حسب خصوصيات كل ولاية حتى يجد الشباب مناصب عمل في مناطقهم ولا يكونوا مضطرين لهجرتها من أجل العمل.

كما لا تزال قضية محاربة الفساد والرشوة التي أثقلت كاهل المواطن والتي تبقى أساس البيروقراطية والتعسف في بعض المؤسسات تأخذ حيزا هاما في خطابات المترشحين، حيث عاد المترشح الحر علي بن فليس الذي أعطى قسطا كبيرا لقطاع القضاء والعدالة في البرنامج الذي يتقدم به للحديث عن محاربة هذه الظاهرة بإنشاء عقد وطني ضد الفساد والرشوة لمنع نهب المال العام، مقترحا إعادة النظر في صلاحيات مجلس المحاسبة ومنحه صلاحيات تمكن من محاسبة كبار المسؤولين في الدولة في حال تسجيل خروقات في هذا المجال، مع منح حرية أكبر للصحافة التي تفضح هذه الممارسات وتكشفها للسلطات وللرأي العام بتوفير حماية لها لتشجيعها على كشف الحقيقة.