مشوار "الخضر" في "كان 2016"

تضييع المشاركة في مونديال فرنسا كارثة

تضييع المشاركة في مونديال فرنسا كارثة
  • القراءات: 1179

اتجهت مشاركة السباعي الجزائري في البطولة الإفريقية لكرة اليد التي اختُتمت أمس بمصر، إلى أسوأ نتيجة في هذه المنافسة بعد الأداء الضعيف الذي قدّمه أشبال صالح بوشكريو، حيث فقدت اليد الجزائرية كل هيبتها على الصعيد العربي والإفريقي بعدما فقدت تأشيرة التأهل إلى مونديال فرنسا 2017.  وبهذا الإخفاق، أكدت كرة اليد الجزائرية، للمرة الثانية على التوالي، تدهورها الرهيب بعد المشاركة الكارثية في مونديال قطر 2015، عندما حل المركز الأخير من بين 24 منتخب.

بداية غير موفقة أمام مصر

افتتح السباعي الجزائري مشواره في "كان" 2016، بتعثر أمام منتخب البلد المنظم مصر الذي عرف كيف يحسم المباراة لصالحه، حيث لم يعرف زملاء بركوس كيف أن يتعاملوا مع الدقائق الأولى أمام منتخب "الفراعنة" الذي لديه أجنحة لاترحم هذا ما جعل مصر تأخد الفارق في الشوط الأول وتسير المباراة في ظل تواصل إهدار السباعي الجزائر لرميات سبعة أمتار والتسديدات على مستوى الدائرة إضافة إلى تسديدات عشوائية في وسط مرمى الخصم لا تسمن ولا تغني من جوع وانتهى اللقاء بنتيجة (22-18) .

فوز مريح للجزائر ضد الغابون 

في المباراة الثانية للدور التمهيدي، سجل المنتخب الوطني أول فوز له في المنافسة على حساب نظيره الغابوني بنتيجة (35-24)، ضمن الجولة الثانية (المجموعة الأولى). ولم يتمكن "الخضر" من الدخول مبكرا في أجواء المباراة وتجسد ذلك بالكرات الكثيرة الضائعة مقابل فعالية غابونية في استغلال الفرص، مما جعل النتيجة تستقر على التعادل (8-8) عند الدقيقة 15. وعانى السباعي الجزائري كثيرا على مستوى الدفاع لكن ذلك لم يمنعه من العودة إلى غرف الملابس متقدما بفارق خمسة أهداف (19-14). في المرحلة الثانية، تحسن أداء زملاء مسعود بركوس بشكل ملحوظ وهو ما سمح لهم بتوسيع الفارق لتصبح النتيجة 28-18 في حدود الدقيقة 45. أما باقي مجريات اللقاء عرفت تبادل الأهداف مع ارتكاب أخطاء في التركيز من الجانبين لتختتم المباراة بنتيجة لصالح الجزائر (35-24).  

 الجزائر تؤكد أمام المغرب  

وفي المواجهة الثالثة، أكد المنتخب الوطني صحوته بعد تغلبه على نظيره المغربي بنتيجة (27 -22)، ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الأولى .بعد مرور خمس دقائق من اللعب، تقدم "الخضر" بنتيجة (5 -1)، ليواصلوا تقدمهم في النتيجة (12 -7) بفضل الدفاع المتماسك والهجوم المنظم. لتتراجع وتيرة اللعب في العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول الذي انتهى بتقدم الجزائر (15- 10). وفي الشوط الثاني بدأ المنتخب المغربي يحقق عودة تدريجية في النتيجة، في ظل الخروج الاضطراري لمسعود بركوس بسبب الإصابة في الكاحل. واقترب المغاربة في النتيجة مقلصين الفارق إلى ثلاثة أهداف فقط (20-17) لاسيما بعد معاناة الجزائر من النقص العددي اثر خروج بعض العناصر بدقيقتين. ثم تراجعت وتيرة النخبة الوطنية أمام رغبة كبيرة للمغرب في العودة، كما تلقى "الخضر" ضربة أخرى بإصابة الحارس عبد الله بن مني في الركبة بعد توقيفه لكرة قوية، إثر هجمة مرتدة للفريق المنافس، غير أن فارق الأهداف بقي بثلاث نقاط (22- 19) لفائدة الجزائر. 

"الخضر" يفتكون تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي

وفي المقابلة الرابعة، افتك السباعي الجزائري تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي، بعد فوزه على الكاميرون بنتيجة( 34-27) ضمن الجولة الرابعة للمجموعة الأولى. وعرفت المباراة سيطرة التشكيلة الوطنية أمام منافس لجأ في معظم مراحل اللقاء إلى اعتماد الخشونة مما كلفهم التوقيف لعدة مرات. وبعد سيطرة شبه كلي على مجريات الشوط الأول تراجع أداء "الخضر" وعاد الكاميرونيون في النتيجة (16-11) مع نهاية المرحلة الأولى. ومع بداية الشوط الثاني من المواجهة، سعى المنتخب الكاميروني إلى العودة في النتيجة مستغلين هفوات دفاعية جزائرية مخيفة وعودة الحارس عادل بوسمال الذي استغل غياب الحارس الأساسي بن مني المصاب. وتمكن الكامرونيون من العودة في النتيجة (26- 23)، غير أن خبرة التشكيلة الجزائرية سمحت لهم بإنهاء المواجهة لصالحهم ب(34 -27). 

عودة قوية لـ"الخضر" بعد شوط أول متواضع

بعد شوط أول متواضع انتهى بتقدم نيجيريا (12-11)، عاد المنتخب الوطني لكرة اليد بقوة في المرحلة الثانية محققا فوزا مريحا بنتيجة (31-23)، لحساب الجولة الخامسة والأخيرة (المجموعة الأولى) للمنافسة.لم يجد صالح بوشكريو الحلول في الثلاثين دقيقة الأولى من عمر اللقاء أمام منافس نيجيري خسر مباراته في الجولة الماضية ضد المغرب (25-20). وبدت المواجهة متوازنة حيث بقي التعادل سيد الموقف (6-6) لغاية الدقيقة الـ18 في ظل تضييع الجزائريين للعديد من الكرات السهلة إضافة لتألق الحارس النيجيري. ونجح المنتخب النيجيري في التقدم عند الدقيقة 27 بنتيجة (10-9) ثم أنهى الشوط الأول لصالحه (12-11) محققا نصف مفاجأة. وفي الشوط الثاني، أحس بوشكريو بالخطر وقرر إقحام لاعبيه الأساسيين بعدما منح الفرصة لمجمل التعداد في بداية المباراة لكن هذا الخيار وضع الفريق في وضعية صعبة. بعد ذلك نجح بوجناح وزملائه في التحكم مجددا في اللعب مسجلين الهدف تلو الآخر ليتقدموا في النتيجة (18-15) بعد 8 دقائق فقط. 

المنتخب الجزائري بوجهين مختلفين

تأهل المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي بعد فوزه على نظيره من جمهورية الكونغو الديمقراطية بنتيجة (34- 25) لحساب الدور ربع نهائي للكان.بداية اللقاء كان صعبا للتشكيلتين الجزائرية والكونغولية اللتين تبادلتا الهجمات إلى غاية الدقيقة العاشرة حيث كانت النتيجة متعادلة (6-6). بعدها تحكم السباعي الجزائري بزمام الأمور وتقدم بفارق أربعة أهداف (10-14)، لكن ذلك لم يدم طويلا بسبب ارتباك مجاني للدفاع الوطني وتوتر أعصاب رفاق الهداف مسعود بركوس (8 أهداف)، مما سمح للكونغوليين بتسجيل أهداف سهلة، لينتهي الشوط الأول لصالح السباعي الجزائري (16-13). في الشوط الثاني، تحسن مردود الدفاع الجزائري الذي بدا أكثر صلابة وتحكما الشيء الذي أعطى ثقة أكبر للاعبين الذين راحوا يعمقون الفارق على مر الدقائق:20-16 (د 38)، ثم 26-20 (د 45). 

إقصاء مخيب لـ"الخضر"

أقصي المنتخب الوطني من الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم (كان-2016) على يد نظيره التونسي الذي هزمه بنتيجة (18-27)، فاقدا بذلك اللقب الذي توج به سنة 2014 خلال الطبعة 21 التي احتضنتها الجزائر. واقتطع المنتخب التونسي تأشيرة التأهل للمباراة النهائية بالنتيجة والأداء في ظل بروز فارق شاسع في المستوى مع منافسه الجزائري الذي بدا مفككا وغير قادرا بدنيا على مجاراة النسق الذي فرضه "نسور قرطاج". ولم يدخل أشبال المدرب صالح بوشكريو المباراة جيدا مضيعين الكثير من الكرات السهلة مما جعل التونسيين الذين نجحوا لحد بعيد في تطبيق نظام 4-2 يتقدمون في النتيجة. خلال المرحلة الثانية الأداء الجزائري كان كارثيا بكل المواصفات، حيث تحكم التونسيون بقياد المدرب الفرنسي سيلفان نوي في زمام الأمور مسجلين الهدف تلو الأخر.

إخفاق رهيب في التأهل لمونديال فرنسا

أخفق المنتخب الوطني في احتلال المركز الثالث المؤهل لمونديال فرنسا 2017، بعد انهزامه أمام أنغولا بنتيجة (19-25)، في اللقاء الترتيبي للكان.خيب رفاق محمد مقراني كل الآمال وضيعوا الهدف المسطر الذي فتح تأويلات بخصوص مستقبل رئيس الاتحادية سعيد بوعمرة والناخب الوطني صالح بوشكريو. ونجح الأنغوليون منذ بداية اللقاء في إسالة العرق البارد لتشكيلة جزائرية كانت بعيدة كل البعد عن مستواها الحقيقي المعهود.