عبد القادر معسفن خبير التربية النفسانية:

الصداقة بين الأب وابنه ضرورية

الصداقة بين الأب وابنه ضرورية
  • القراءات: 1033
نور الهدى. ب نور الهدى. ب

يؤكد عبد القادر معسفن، خبير في التربية النفسية، أن دور الأب داخل العائلة لا يمكن تعويضه، فاهتمامه ورعايته بأطفاله كفيل بخلق مناخ أسري آمن، في جو يعمه الحب والعاطفة والراحة النفسية. ولا يمكن أن نرضى بدور أب له مسؤولية محددة وهي توفير المال للعائلة، فدوره يتعدى ذلك في التربية السليمة للأطفال،  حسبما أشارت إليه دراسة أمريكية من جامعة هارفرد، مفادها أن اللامبالاة في الطفولة أخطر من العنف. ويواصل معسفن قائلا؛ فلنتمعن في الآية القرآنية التالية: "الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، فإن التواصل مربوط بالرحمة، حيث بدأ الله عز وجل بقول الرحمن في خلق الإنسان وتعليمه البيان، وهذا يدل على أن حسن التربية تكون بالرحمة والتعاطف. 

وكثيرة هي العلاقات الاجتماعية داخل كل أسرة، فهناك العلاقة بين الأخوة وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة البنت بأمها ومن بين تلك العلاقات؛ علاقة الابن بوالده وهذه الأخيرة جد حساسة، نظرا لذهنية الرجل الكبير أو بالنسبة للرجل وهو صغير، فلكيه ذلك الخوف من التعبير عن مشاعر محددة، وحتى تكون تلك العلاقة فعالة وناجحة، لابد أن تكون علاقة صداقة قبل علاقة الأبوة، فذلك كفيل بكسر الجمود بينهما وخلق جو مريح في حدود الاحترام والتقدير التي تتوجها علاقة قوية مبنية على الثقة المتبادلة. وأشار المختص إلى أن بعض الآباء يحكمون على علاقتهم مع أبنائهم بالصداقة،  لاسيما إذا لم يتعد فارق السن 20 أو 25 سنة بين الابن والأب، لأن ذلك يساعد على التقرب من الطفل ومعرفة كل ما يشغل باله أو ما يثير اهتمامه ومساعدته على تخطي صعاب الحياة التي قد يمر بها خلال حياته، ومن هنا لا سبيل لخروج الابن إلى الشارع المملوء بالمخاطر، وأضاف المتحدث مخاطبا الآباء: "ليس المهم أن تشتري لعبة لابنك، وإنما المهم أن تلعب بها معه". 

ومن الطرف الآخر، يضيف المتحدث أن هناك علاقات متوترة بين الأب وأطفاله، يخلق ذلك التوتر في الصغر إذا ما أهمل الأب مسؤوليته تجاه ابنه التي تعتبر حقا له على أبيه، فإذا كان الأب مشغولا دائما بسبب العمل أو مشاغل أخرى من الحياة، فذلك يزيد من اتساع الفجوة بين الأب وابنه، ويؤدي إلى النفور وتفادي الطرفين الدخول في حوار مع بعضهما، فتتشكل حلقة مفرغة بين الأب والابن قادرة على أن تصل إلى تكون مشاعر بغيضة بينهما. ويضيف الخبير أن علاقة الأم بالطفل تكون بالفطرة، فبمجرد أن تعلم أنها حامل تتطور علاقتها بجنينها، في حين تبدأ صلة الأب به بعد الولادة، وبسبب هذه العلاقة المتأخرة، يصعب أحيانا على الأب تحديد مسؤوليته "الوجدانية" تجاه طفله، ومنه شعور الطفل بوجود الأب إلى جانبه. كما أشار محدثنا إلى أن طلاق الزوجين لا يعني الحكم على الأب بأنه تخلى عن مسؤوليته الوجدانية، فوجود الأب في حياة الطفل بصفة أو بأخرى مهم جدا ويمكن أن يطور صلة وروابط قوية بينهما، حتى عند غيابه عن البيت.