فيما فتحت وزارة الداخلية تحقيقا في حادث المركب السياحي “أزور”

”مافيا الملاهي” وراء مقتل 7 أشخاص و جرح ثلاثة

”مافيا الملاهي” وراء مقتل 7 أشخاص و جرح ثلاثة
  • القراءات: 1498
نوال. ح / نسيمة زيداني نوال. ح / نسيمة زيداني

أسفر شجار بين مافيا الملاهي وحارس البوابة بالجناح الأرضي للمركب السياحي "أزور" بزرالدة، في حدود الساعة الثانية والنصف من صباح أمس عن مقتل سبعة أشخاص (بينهم امرأتان) وجرح 3 أشخاص حسب بيان وزارة الداخلية التي أعلنت عن فتح تحقيق. أكد المكلف بخلية الإعلام لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، نسيم برناوي لـ"المساء" وفاة 7 أشخاص اختناقا، إثر حريق شب على مستوى الجناح الأرضي لأحد الشاليهات مساحته 200 متر مربع وإصابة آخر بحروق تم تحويله من قبل مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى زرالدة لتلقي العلاج المناسب. وتدخلت وحدات الحماية المدنية في الوقت المناسب لإخماد الحريق، حيث تم تسخير 7 شاحنات إطفاء و10 سيارات إسعاف قبل أن يتم إخماده كليا في حدود الساعة الرابعة صباحا - يضيف مصدرنا-

روضة أطفال تتحول إلى ملهى "غير قانوني"

عند تنقلنا إلى عين المكان، كشف لنا أحد المقيمين بالمركب أن الواقعة أثارت رعبا كبيرا وسط السكان، حيث تحول المركب إلى مسرح لـ"مافيا" الملاهي الليلية وأكد لنا أن الجريمة وقعت عقب مشادات كلامية بين حارس بوابة ملهى غير قانوني يسمى "الخيمة" ويتواجد داخل المركب الذي رفض دخول شباب كانوا يرغبون في السهر. وأضاف أن الشباب ثار غضبهم وخرجوا ليعودوا بعد ذلك مقتحمين المكان بثلاث سيارات، مهاجمين   الملهى، حيث حاصروا المكان لمنع خروج الساهرين وقاموا بإطلاق النار داخل القاعة عبر النوافذ لتنتهي القصة بمقتل 7 أشخاص وجرح آخر، ليفر الهاربون قبل قدوم رجال الدرك الوطني.

الضحايا أغلبهم عمال بالمركب

وكشف لنا شاهد عيان بالمركب السياحي أن الضحايا أغلبهم من عمال المركب كانوا متواجدين داخل القاعة التي تحولت إلى ساحة معركة، مضيفا أن نشاط الملهى غير مصرح به إطلاقا. ويتوسط منازل العائلات، ناهيك عن عدم توفر الأمن بفندق مصنف بثلاث نجوم. وعبّر بعض العمال عن تأسفهم للجرائم التي تحدث في غياب الأمن والتي تودي بحياة أشخاص أبرياء، لذا يطالبون بتوفير الحماية، لاسيما وأن منطقة زرالدة تنتشر بها كل أنواع الجرائم بما فيها القتل. بالمقابل، وصف قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بزرالدة السيد، ميخاليف سمير الحادث بالإجرامي ووكيل الجمهورية انطلق في التحقيق مباشرة بعد وقوع الحادث.   

الكشف عن هوية المجرمين

أوضح سمير ميخاليف أنه عقب التحقيق في الجريمة المقترفة في حق مواطنين أبرياء، تم الكشف عن هوية ثلاثة مجرمين، لكن لم يتم استدعاؤهم بعد ليبقى التحقيق متواصلا. ووصف مصدرنا هؤلاء بالخارجين عن القانون، مشيرا إلى أن الضحايا توفوا نتيجة الاختناق بالدخان قبل أن تلتهم ألسنة النيران كامل المبنى والتحقيقات متواصلة للوصول إلى بقية هوية أفراد العصابة. 

غول يـتأسف ويعلن عن تنظيم نشاط الملاهي

تأسف وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية، السيد عمر غول أمس للحادث الذي وقع ليلة أول أمس بأحد الشاليهات بإقامة الشاطئ الأزرق بزرالدة، والذي أدى إلى وفاة سبعة أشخاص من بينهم امرأتين، مع العلم أن هذا الأخير كان يستغل كملهى ليلي بطريقة غير شرعية. وأكد غول في تصريح لـ"المساء"، على هامش حفل التوقيع على اتفاقية شراكة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أن الملف في يد أعوان الدرك للتحقيق في الحادثة وتوقيف المتهمين الرئيسيين.أما فيما يخص تنظيم نشاط الملاهي الليلية، فأشار الوزير إلى أن هذه الأخيرة كانت تابعة  لمؤسسات تسيير مساهمات الدولة، وقد تم استخلافها مؤخرا بمجمع الفندقة والسياحة والفضاء الحموي، الذي يقوم حاليا، بأمر من مجلس مساهمات الدولة، بالتحضير لسن مجموعة من القوانين وتحيين دفاتر الشروط لتهذيب نشاط هذه الملاهي ليتماشى وطلبات السواح دون إلحاق الضرر بالسكان والمجمعات السياحية التي تحتضن مثل هذه النشاطات، مشيرا إلى أن الوزارة عازمة على تقنين نشاط الملاهي حتى يكون لها طابع اقتصادي.

مدير السياحة: الشاليه ليس ملكا لإقامة الشاطئ الأزرق

أكد مدير السياحة بولاية الجزائر السيد، صالح بن عكمون لـ"المساء" أن الحادثة وقعت بشاليه يقع داخل محيط إقامة الشاطئ الأزرق، لكنه لا يعد من بين مرافق الإقامة كون المبنى ملكا خاصا قام بتأجيره لشخص آخر استغله كلمهى ليلي غير شرعي.وعن مسؤولية إدارة الإقامة في مثل هذه النشاطات غير الشرعية، أشار بن عكمون إلى أن عملية مراقبة الملاهي الليلية من مسؤولية مصالح الأمن وأفراد الدرك الوطني، مؤكدا أن كل المترددين على هذا الموقع السياحي يعرفون جيدا أن المكان مستغل في نشاط غير رسمي، وعليه فإن مديرية السياحة تنتظر صدور دفاتر الشروط الجديدة لتنظيم هذا النشاط الذي انتشر مثل "الفطريات" عبر كل المنتجعات السياحية الكبرى، وهو ما أصبح يمثل "نقطة سوادء" بالنسبة للسياحة. وبخصوص حيثيات الحادث، أشار مدير السياحية إلى أن الأمر يتعلق بعمل إجرامي أدى إلى وفاة سبعة أشخاص من بينهم امرأتين، وأن التحقيق متواصل.