في انتظار المصادقة على نصوصها القانونية

"أفريبول" تدشن مقرها بالجزائر

"أفريبول" تدشن مقرها بالجزائر
  • القراءات: 1704
جميلة. أ جميلة. أ

خطت آلية التعاون الشرطي الافريقي "أفريبول" أولى خطواتها العملية من خلال تدشين المقر الذي سيحتضن هذا المشروع الافريقي والكائن ببن عكنون بالجزائر، الذي سيشكل أداة  للتعاون الشرطي الدولي تضمن ردا مشتركا أمام التهديدات المستحدثة الماسة بالسلم والأمن التي تواجهها بلداننا. وستضمن "أفريبول" نشاطا يتماشى ومبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والحكم الراشد، ووفقا للدستور والميثاق الافريقي، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء مع الاحترام الكامل لتشريعاتها الوطنية.

وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أمس، لدى إشرافه على افتتاح اشغال اجتماع المديرين والمفتشين العامين للشرطة الأفارقة حول "الافريبول"، عزم الجزائر المتواصل على دعم هذه الآلية الإفريقية للتعاون الشرطي، والسعي مع جميع الأطراف للرقي بعملها وأدائها ورفع مستوى التنسيق والتعاون فيما بين دول القارة ومع باقي الشركاء في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان.

كما شدد السيد بدوي على حرص الجزائر على تحقيق أهداف ترقية الشراكة الإفريقية وتوطيد التعاون الدولي والإقليمي، لاسيما من خلال المساهمة بتجربتها وخبرتها وإمكانياتها في هذا المجال، وهو ما يتجلى في دعمها وتوفيرها للشروط المادية والتنظيمية التي من شأنها ضمان السير الحسن لهذه الآلية التي زودت بمقر يليق بمكانتها وبعدها القاري والاستراتيجي، وهو المقر الذي تم تدشينه، أمس، والذي يترجم "الاهتمام الشديد" الذي توليه بلادنا لهذا الجانب وحرصها الكبير على تعزيز التعاون والتنسيق في المسائل ذات الصلة بالأمن في إفريقيا ودولها. 

وتستجيب الآلية الجديدة -يقول الوزير- للتحديات التي تواجهها القارة السمراء والتهديدات الأمنية الكبيرة من الإجرام بشتى صوره، والإرهاب وتجارة الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر وغيرها، وهي الجرائم التي تعرف منحى تصاعديا، فرضت على دول إفريقيا التعاون بشكل أكبر في مجال محاربة الجريمة وتنسيق عملها أكثر لمجابهة الإرهاب الذي تأكدت صفته الدولية وخطورته على العالم، مؤكدا في هذا السياق أن آلية التعاون الشرطي هي الإطار المثالي والمتين لإرساء قواعد العمل الجماعي والتضامني بين الدول الإفريقية.

من جانبه، أكد المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، أن "أفريبول" تشكل أداة تعاون دولي لا يمكن الاستغناء عنها في مجال الشرطة لمواجهة المخاطر الجديدة التي تهدد السلم والأمن. وبعد أن أعرب عن تعاطفه وتضامنه مع البلدان التي تأثرت مؤخرا بالاعتداءات الإرهابية الشنيعة والقاتلة التي تمس بالقيم الإنسانية ومعايير الحضارة، اعتبر اللواء هامل أنه من الضروري أن تكون مكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان متواصلة وتضامنية من أجل وضع حد للعنف والتطرف بكل أنواعه.

وتطرق اللواء هامل إلى أهم المبادئ والأهداف المشتركة التي تقف عليها آلية الافريبول والمبنية على مقاربة تهدف إلى بناء تصور يقوم على تضافر القدرات التقنية وتكثيف التعاون العملي والتعاون المتبادل. وعبر المتحدث عن ارتياحة  لكون أشغال اللجنة الخاصة قد مكنت من تخطي جميع مراحل المسار العملي لأفريبول بنجاح بفضل عزيمة الأعضاء والتزامهم والتنسيق مع منظمات الشرطة شبه الإقليمية الإفريقية مع حرصها على إدراج الأهداف ضمن الأولويات في مجال الوقاية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بالقارة. 

المفوض المكلف بالسلم والأمن للاتحاد الافريقي، اسماعيل شرقي، أكد من جانبه أن إنشاء "أفريبول" على المستوى الافريقي سيسمح بضمان تنسيق وتعاون مصالح الشرطة الافريقية لمكافحة مختلف الآفات التي تهدد البلدان بشكل ناجع وعلى كافة المستويات، مضيفا أن الوضع يزداد خطورة مع تنامي الارهاب والمتاجرة بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات والإجرام عبر الانترنت، وكذا الجوانب الجديدة للجريمة المنظمة التي تحول إفريقيا إلى نقطة عبور دولية لمختلف نشاطات التهريب. وعن دور الشرطة في استتباب الديمقراطية ودفع التنمية المستدامة، أكد السيد شرقي أن هذه الأخيرة تعد عاملا أساسيا لضمان احترام القانون واستتباب النظام في المجتمعات المستقرة، معبرا عن وعي الاتحاد الافريقي بأن الشرطة عامل أساسي لضمان احترام القانون واستتباب النظام في المجتمعات المستقرة وإعادة بسط سيادة القانون وضمان استقرار البلدان ما بعد النزاعات. 

ومن جهته، أبرز الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، جهود الجزائر الكبيرة والدائمة لإنشاء "أفريبول"، مؤكدا بأن "التحديات التي تواجهها القارة المتمثلة في المخدرات والهجرة غير الشرعية بحاجة إلى تنسيق كافة الطاقات، مضيفا أن منح الجزائر مقرا لأفريبول بعد إنشائها ليس "صدفة" وإنما نتاج جهود هذا البلد الذي ما فتئ يعمل من أجل ترقية العلاقات بين البلدان الإفريقية، والدليل استجابة ما يقارب الـ٤٠ دولة افريقية في هذا الاجتماع الهام والمصيري.

للاشارة، تختتم اليوم أشغال اجتماع قادة الشرطة الأفارقة بعد جلسات مغلقة خصصت للمصادقة على النصوص القانونية المتعلقة بإطلاق آلية التعاون بين مختلف أجهزة الشرطة الافريقية (أفريبول)، وتم أمس التدشين الرسمي لمقر الافريبول من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية رفقة والي العاصمة والمدير العام للامن الوطني وضيوف الجزائر من قادة الشرطة الافارقة.. ويقع المقر بأعالي العاصمة في موقع استراتيجي بمحاذاة مقر الشرطة القضائية الذي يحتضن مكتب الربط مع منظمة الانتربول (الشرطة الدولية)، ويتربع المقر على مساحة 1.4 هكتار وتكلف انجازه أربعة ملايين دولار، وهو يتوفر على جميع المرافق الضرورية وبتقنيات متطورة، منها ٢٨ مكتبا وقاعتي اجتماع.