إحياء الذكرى الـ55 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960

زيتوني يدعو إلى التدبر في معاني الذكرى واستلهام الدروس

زيتوني يدعو إلى التدبر في معاني الذكرى واستلهام الدروس
  • القراءات: 904
س. عيشوني/ آسيا.ع/ م.عبدالكريم س. عيشوني/ آسيا.ع/ م.عبدالكريم

دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أول أمس، خلال إشرافه على ندوة تاريخية أقيمت بجامعة خميس مليانة، بمناسبة الذكرى الـ55 لمظاهرات11 ديسمبر 1960، الجميع إلى التدبر في معاني هذه الذكرى الجليلة واستلهام الدروس التي جسدتها مظاهرات الشعب، وهي المصير الواحد وتضافر جهود أبناء الأمة جميعا على منهج واحد. وطالب أبناء الوطن بأن يتشبّعوا بهذه القيم وأن يجسدوها على أرض الواقع لشحذ الهمم وتقوية العزائم لمواكبة الحركية الوطنية في التنمية والازدهار. كما دعا الوزير، إلى حماية الإرث التاريخي والثقافي المرتبط بالمقاومة الشعبية، من خلال تثمين وتبليغ هذه القيم حتى تشيع معاني البطولة والفداء بين الناشئة والأجيال الصاعدة، هذه الأخيرة، المطالبة هي الأخرى بأن تسترشد بالمضامين الفكرية والمرامي الوطنية التي أسست لمشروع بناء الدولة الجزائرية المستقلة وأرست دعائمها.  

وبالنظر إلى الظروف السياسية والاقتصادية الدولية الراهنة، قال الوزير إنه يتعين علينا مضاعفة المبادرات الهادفة لحماية مكتسبات الوطن وصون حرمة مؤسساته للارتقاء به إلى المكانة الجديرة بتضحيات الشهداء بين الدول المتقدمة، وذكر برسالة رئيس الجمهورية بمناسبة يوم الطالب التي جاء فيها أن المهمة الملقاة على شباب الأمة تتمثل في استلام المشعل المقدس الذي أوقد جذوته أولئك الشهداء وذلك بالوفاء الدائم للقيم الوطنية. من جهة أخرى، أبرز الأمين الولائي للجمعية الوطنية لمعطوبي حرب التحرير الوطني، مشات مختار، على هامش لقاء نظم أول أمس بعين تيموشنت، أن الراحلة "عمامة" كانت أول امرأة جزائرية رفعت العلم الوطني خلال هذه المظاهرات، فيما قامت امرأة أخرى تسمى "خيرة" كانت تقطن بحي سيدي سعيد الشعبي، بإخاطة هذا العلم. 

وأفاد مجاهدون وشهود تاريخيون، بأنه تم تحضير مظاهرات 9 ديسمبر 1960 بشكل محكم من قبل مسؤولي جبهة التحرير الوطني للتصدي لمطامع ديغول، انطلاقا من مطار تلمسان إلى غاية وصوله إلى عين تموشنت، حيث لم يتمكن من إلقاء خطابه أمام مقر البلدية. وأشار رئيس جمعية "9 ديسمبر 1960" بن عبد السلام محمد، في هذا السياق، إلى اتساع رقعة هذه المظاهرات الشعبية التي شملت كامل التراب الوطني بين 9 و17 ديسمبر 1960 وكانت بمثابة شرارة حقيقية أعطت دفعا جديدا للثورة المسلحة. كما أكد المؤرخ الشيخ بوشيخي، من جهته، أن مظاهرات 9 ديسمبر رسخت بشكل نهائي نهاية الجزائر الفرنسية، حيث لم يتمكن الجنرال ديغول من إلقاء خطابه الذي كان مقررا بالساحة التي تحمل اليوم اسم "9 ديسمبر 1960"، أين تم وضع منصة قبالة دار البلدية. وأوضح أن الجزائريين بخروجهم إلى الشارع بأعداد هائلة في ذلك اليوم، أظهروا تمسكهم العميق باستقلال بلادهم. 

   نشاطات وبرامج مكثفة لإحياء الذكرى عبر مختلف الولايات

 وعلى غرار باقي ولايات الوطن، أحيت ولايتي برج بوعريريج وسطيف المناسبة بتدشينات بربط 1900 منزل بالغاز الطبيعي، وكانت البداية بكل من قرية لملز ببلدية المهير الواقعة شمال الولاية، بمجموع 600 منزل. وبذات البلدية، تم وضع حيز الخدمة محطة الخدمات التابعة لمؤسسة نفطال بمنطقة حمام البيان. وبنفس المناسبة، سطرت ولاية الجزائر برنامجا خاصا للاحتفال، يتضمن عدة نشاطات ثقافية وتاريخية و رياضية منها تنظيم لقاء مع ممثلي الأسرة الثورية للتذكير بتضحيات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وتقديم عرض مسرحي للفرقة الكشفية، فروج أحمد مرزوقي التابع لبلدية بلوزداد بساحة 11 ديسمبر 1960 حول أحداث اليوم الذي رفض فيه الجزائريون مشروع شارل ديغول. 

وبذات البلدية، سيحمل المركز التجاري المتواجد بشارع 135 محمد بلوزداد بالمناسبة اسم الشهيدة "صليحة واتيكي"، كما ستقوم مصالح بلدية الجزائر الوسطى من جهتها بإقامة نصب تذكاري بشارع كريم بلقاسم تكريما لروح الشهيد عمارة محمد. من جهتها، وضعت مصالح أمن ولاية الجزائر، برنامجا خاصا بالمناسبة، يتضمن محاضرات تاريخية بالتنسيق مع عدد من المؤسسات التربوية لفائدة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي ينشطها مجاهدون من خلال شهاداتهم الحية وكذا محاضرات أساتذة مختصين في مجال التاريخ الثوري. وستحتضن دور الثقافة، بالتنسيق مع مصالح الأمن عروض أفلام وثائقية تتمحور حول الأحداث والبطولات التي سجلتها الثورة الجزائرية، إلى جاب تنظيم أبواب مفتوحة عبر مختلف مصالح أمن ولاية الجزائر، تتضمن التخصصات والمهام الأساسية التي تقوم بها مختلف مصالح الشرطة.  

وبالشلف، أشرفت السلطات الولائية، المدنية والعسكرية وبحضور الأسرة الثورية، على وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء بمقبرة حي بن سونة، ليتم بعدها تسمية بعض الشوارع لبلدية الشلف بأسماء شهداء الجزائر. كما شهدت دار الثقافة العديد من النشاطات من معارض خاصة بمجاهدي وشهداء الثورة وفضاءات فكرية لمعرفة مراحل الثورة الجزائرية قصد ترسيخها في أذهان الأجيال الصاعدة. كما شهدت المناسبة أيضا تدشين ملعب جواري مغطى بالعشب الاصطناعي بحي لالة عودة الذي يعد مكسبا وفضاء رياضيا تعززت به المنطقة والمناطق المجاورة.