ممثلو شركات بترولية أجنبية عاملة بالجزائر يؤكدون:

الكفاءات موجودة والجيل الجديد مختلف

الكفاءات موجودة والجيل الجديد مختلف
  • القراءات: 1176
حنان حيمر حنان حيمر

أجمع ممثلو شركات أجنبية تعمل في مجال البترول والغاز على أن الجزائر تملك كفاءات هامة في قطاع الطاقة، لاسيما المهندسون والتقنيون المتخرجون من الجامعات الجزائرية. وأكدوا عدم مواجهتهم لأي صعوبات في توظيف عمالة محلية لاسيما من الجامعيين، رغم أملهم في إيجاد أكبر عدد من المهندسين الذين يتقنون اللغة الانجليزي وقال إسماعيل بوضربة، مسير بشركة جنرال إلكتريك، خلال قمة الغاز والبترول لبلدان شمال إفريقيا المنعقدة منذ يومين بالجزائر العاصمة، "ليس لدينا عوائق خاصة بالتوظيف...فلدينا المؤهلات المطلوبة لاسيما في مجال الهندسة، حيث تتوفر نوعية في الموارد البشرية، لكن نتمنى فقط أن نجد موظفين أنجلفونيين أكثر".

ورغم إقراره بوجود "هوة" في العالم بين نوعية التكوين والتعليم بين جامعات الشمال وجامعات الجنوب، فإنه نفى تسجيل أي انشغال بخصوص توفر الموارد البشرية في الجزائر، مشيرا إلى أن الكثير من الجامعيين البطالين ينتظرون فرص عمل. وأوضح أن شركته تعمل عند توظيفها لكفاءات محلية على تكوينها وإدماجها في برامج ضمن فروعها في الخارج. في نفس الاتجاه، جاء رأي عبد الوهاب شباط، المسير العام بشركة شلومبرغر، الذي أكد عدم وجود مشاكل في التوظيف بالجزائر، رغم الفرق في نوعية التعليم بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، إلا أنه تحدث عن وجود "فرق كبير" في الذهنيات بين الجيل الجديد والجيل القديم، "وهو ما لاحظناه في مقابلات التوظيف" كما أشار إليه.

وأوضح أن جيل اليوم من الشباب المتخرجين من الجامعات يبحثون عن مسيرة مهنية أفضل وبرامج للتطور المهني، مضيفا أنه جيل متطلب أكثر من سابقيه، لأنه يملك المؤهلات ولأنه يريد وضعية أفضل. ولم يتردد في القول إن الجامعات الجزائرية والمدارس العليا، لاسيما في المجال التقني تخرّج كفاءات، تمكن الشركة من التوظيف المحلي، بل إنه تحدث عن "تصدير كفاءات جزائرية" لفروعها في الخارج. من جانبه، اعتبر يحيا زكرياء، ممثل شركة "أن بي أس" الخاصة بالخدمات في مجال المحروقات، أنه لاصعوبة في إيجاد المؤهلات المهنية بالجزائر، مشيرا إلى أن 50 بالمائة من موظفي الشركة جزائريون، وأنه لامشكل في إيجاد المواصفات التي يتم البحث عنها.

وتعد مسألة توفر الموارد البشرية انشغالا كبيرا بالنسبة للشركات لاسيما البترولية، التي تبحث عن تخصصات معينة في المجالات التقنية والهندسية. وكثيرا ما تفضل الأجنبية منها العاملة في الجزائر توظيف كفاءات محلية، بالنظر إلى قلة تكلفتها مقارنة بالكفاءات المغتربة. ويعد توفر اليد العاملة المؤهلة محليا من أهم العوامل الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، ويبدو من خلال التصريحات السابقة وجود قبول لدى أهم الشركات الأجنبية العاملة ببلادنا لنوعية الموارد البشرية المتوفرة، بالرغم من الانتقادات الكبيرة الموجهة لنوعية التعليم في الجامعات الجزائرية والحديث عن تخريج طلبة بدون أي مؤهلات تمكنها من ولوج عالم الشغل. وتعد مسألة التأهيل للعمل انشغالا لدى السلطات الجزائرية، التي وضعت في الآونة الأخيرة سلسلة من الإجراءات لمواكبة التطورات المسجلة في عالم الشغل، وتقريب الجامعة من المؤسسات الاقتصادية بغية إحداث تنسيق بين حاجيات الشغل والتكوين الجامعي.