حسب أرقام "الفورام":

300 ألف طفل عامل ومتسول في الجزائر

300 ألف طفل عامل ومتسول في الجزائر
  • 947
حنان. س حنان. س

كشف البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، عن أن ظاهرة تسول الأطفال أو التسول بالأطفال، خاصة منهم الرضع، مازلت منتشرة في مجتمعنا، بالرغم من صدور قانون حماية الطفولة الأخير، والذي يدين من يجبر طفلا أقل من 15 سنة على العمل، بسنتين سجنا نافذا، وأوضح أن تسول الأطفال كظاهرة اجتماعية  بقيت محصورة في خانة عمالة الأطفال التي تشير أرقام الفورام بشأنها، إلى أنها في حدود 300 ألف طفل عامل أقل من 15 سنة.

قال البروفسور خياطي في لقاء مع "المساء"، أن الشارع يشكل الخطر رقم واحد المحدق بالطفولة الجزائرية، معتبرا أن الطفل الذي يعيش في الشارع سواء كان متسولا أو يُتسول به، قتلت طفولته بشكل أو بآخر، "كون الشارع لا يعلم هؤلاء الأطفال سوى الأشياء السلبية التي تقمع الطفولة وتظل آثارها مزمنة".

وطالب البروفيسور خياطي السلطات المعنية بالتدخل لحل ليس فقط ظاهرة التسول عند الأطفال وإنما عمالة الأطفال بشكل عام، كون القانون الذي يحمي الطفولة موجود وما ينقص هو تفعيله فقط وتطبيقه"، مشددا على ضرورة معاقبة الأولياء الذين يجبرون أبناءهم على التسول، أو حتى زجهم لسوق الأعمال الموسمية، مثلا، خلال العطلة الصيفية من أجل توفير مصاريف الدخول المدرسي أو غيره.

وأضاف البروفسور أن هيئة الفورام لم يكن لها بحث متخصص حول تسول الأطفال كظاهرة قائمة بذاتها، "وإنما أدرجنا التسول ضمن عمالة الأطفال في بحث قمنا به قبيل سنوات وأظهرت نتائجه وجود 300 ألف طفل أقل من 15 سنة في سوق العمل، ونشير إلى أنه نفس الرقم الذي قدمته بحوث "اليونيسيف" هنا بالجزائر حول نفس الظاهرة". معتبرا أن هذه الآفات الاجتماعية المتربصة بالطفولة طفت في مجتمعنا خلال العقود الأربعة الماضية، مرجعا أسبابها بالدرجة الأولى إلى مخلفات سنوات اللاأمن، وتراجع القدرة المعيشية وتفشي البطالة وأزمة السكن وارتفاع نسبة الطلاق.

من جهة أخرى، أكد محدثنا أن ظاهرة تسول الأطفال اللاجئين سواء السوريين أو الأفارقة أصبحت واقعا فرض نفسه، خاصة مع تدهور الأوضاع الإنسانية في البلدان الأصلية لهؤلاء، معتبرا أن أمر استغلال الأطفال وسط هؤلاء للتسول والربح المادي "يتنافى مع الأخلاق والضمير الإنساني"، موضحا أن تقديم المساعدات لهؤلاء يكون بترخيص من وزارة الداخلية، كونها المسؤول عن نشاط المجتمع المدني.

كما أفاد محدثنا بأن خطرا آخر يحدق بالطفولة الجزائرية، يتمثل في الأمراض الصدرية المتسبب رقم واحد في وفيات الأطفال، تأتي على رأسها أمراض الحساسية والربو "بسبب التلوث البيئي وتدني نسبة الرضاعة الطبيعية. كما أظهرت بحوثنا تنامي الأمراض النادرة التي تتطلب تكفلا طبيا متعدد الاختصاصات، وإمكانيات ضخمة خاصة أن الأمراض النادرة تتطلب أدوية خاصة ونادرة، بالتالي فالتكلفة كبيرة جدا، والحل يبقى دائما في التشخيص المبكر لتفادي تعقيدات الحالات المرضية أكثر".

ولكون الفورام تهتم بالطفولة، فإن أنشطتها الخاصة بكفالة اليتامى تفيد بكفالة ما يصل إلى 8 آلاف يتيم، 55 % منهم يكفلهم الهلال الأحمر الإماراتي، فيما النسبة المتبقية يكفلهم أشخاص معنويون من أصحاب مؤسسات وجمعيات، وقال البروفسور بأنه لمس مؤخرا اهتماما متزايدا من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، خاصة في فرنسا وكندا بكفالة اليتامى.