الصحافة الإلكترونية تزاحم الجرائد رغم عدم شرعيّتها

6 مواقع إخبارية تتنافس في نقل الأخبار

6 مواقع إخبارية تتنافس في نقل الأخبار
  • القراءات: 2377
نوال. ح نوال. ح

ارتبط الإعلام الجزائري، على غرار الإعلام العالمي، بتطور التكنولوجيات الحديثة في الإعلام والاتصال؛ إذ اعتمدت الجرائد الورقية جرائد إلكترونية موازية، مستغلة في ذلك خفض تكاليف الطباعة وسهولة النشر . ونظرا لتطور الإعلام وسط المنافسة الحادة بين مختلف العناوين الصحفية، لجأ عدد من الناشرين إلى إنشاء مواقع إلكترونية إخبارية تنافس الجرائد الورقية في نقل الخبر وسرعة النشر، خاصة أنها غير مرتبطة بمواعيد الطبع ولا بالمساحة  الإعلامية، غير أن غياب قانون واضح لتنظيم عمل هذه المواقع جعل الصحفيين غير قادرين على تغطية التظاهرات الرسمية؛ من منطلق أنهم لا يملكون بطاقة صحفي محترف، والمواقع غير معترف بها من الناحية القانونية.

 تطورُ العمل الصحفي خلال العشر سنوات الفارطة تزامنَ وتطورَ وسائل الاتصال، فبعد أن كان القلم لا يفارق الصحفي تحوّل هذا الأخير إلى لوحة رقمية أو هاتف نقال يمكن نقله بسهولة وحفظ كل البيانات في شريحة التخزين؛ من صور وفيديوهات وحتى رؤوس أقلام.  وهي التكنولوجيات التي تسمح للصحفيين بالبقاء دوما على اتصال مع مسؤوليهم، والاطلاع كل دقيقة على آخر الأخبار؛ من خلال استعمال الأنترنت، وتصفّح كل أخبار العالم بمجرد النقر على الخانة المطلوبة، ناهيك عن المساعدة التي تقدمها محركات البحث التي قلّصت فترة البحث عن المعلومات لثوان فقط، بعد أن كان الصحفي مطالَبا بالبحث في الأرشيف الورقي لساعات أو أيام.

السرعة التي تطورت بها خدمات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، جعلت الناشرين يواكبون هذا التطور، ليتم فتح مواقع إلكترونية لكل جريدة عبر الشبكة العنكبوتية، تتضمن كل المقالات المنشورة، بالإضافة إلى إصدار نسخة إلكترونية للجريدة، يمكن الاطلاع عليها قبل صدور النسخة الورقية.

ونظرا لسهولة النشر عبر الأنترنت تحوّل عدد من الناشرين إلى الأنترنت لإصدار مواقع إخبارية إلكترونية، بلغت إلى غاية اليوم 6 مواقع، منها موقع إخباري واحد معتمد؛ على أساس أنه موقع إخباري أجنبي يصدر من فرنسا، في حين تنشط البقية بدون صفة قانونية. وحسب تصريح الصحفي طارق حفيظ الذي ينشط في موقع "أمباكت 24"، فإن العمل بموقع إلكتروني مختلف كثيرا عن العمل في جريدة ورقية؛ من منطلق أن الصحفي مطالَب بالسرعة والدقة، كما أن مقاله يجب أن يكون مقتضبا، ويتضمن كل المعلومات، وذلك عكس الصحفي العامل في الجريدة العادية؛ إذ له الوقت الكافي للتأكد من الخبر وإثراء مقاله.

كما تطرق محدثنا لوجوب استعمال كلمات وجمل قصيرة عند بناء المقال؛ لأن المساحة مضبوطة جدا من طرف الناشرين، "ونحن مطالَبون بالوصول إلى مصادر الخبر، ونشر المعلومة في وقت قياسي للحصول على السبق الصحفي، لكن ظروف العمل، بالمقابل، لا تساعد الصحفيين على أداء مهامهم على أكمل وجه، خاصة أنه لا يمكننا الاستفادة من  بطاقة الصحفي المحترف؛ من منطلق أن الموقع غير معتمَد رسميا. ورغم أن قانون الإعلام الصادر سنة 2012 يتضمن ست مواد في الباب الخامس الذي يتطرق للإعلام الإلكتروني، فإن هذه الأخيرة تركز على التعريف بالإعلام الإلكتروني بدون التطرق للضوابط والصلاحيات التي يستفيد منها الصحفي في هذا المجال، مع العلم أن المواقع الإلكترونية لا تستفيد من الإشهار الذي يُعتبر الممون الرئيس لكل جريدة إخبارية، بالإضافة إلى أن كل الهيئات الرسمية لا تعترف بهذا النوع من الإعلام، "لذلك تجدنا نفضّل العمل في الخفاء، مستغلين في ذلك خبرتنا المهنية في الصحافة المكتوبة".

وشاطرت الصحفية عشيرة معمري الطرح بخصوص المشاكل المهنية التي يعاني منها الصحفي في المواقع الإلكترونية، مشيرة إلى أن غالبية الصحافيين يشتغلون بدون عقود وبأجور زهيدة، وذلك لأن المواقع تنشط بدون اعتماد. وأكدت الصحفية التي تنشط في موقع "كل شيء عن الجزائر"، أن عملها تحوّل من العمل المكتبي إلى الافتراضي. وبالنظر إلى كون مقر رئاسة التحرير يقع في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، فإن كل الاجتماعات مع المسؤولين  تتم عبر الأنترنت. وما يساعد الصحفيين الناشطين في هذا الموقع هو حصوله على اعتماد من طرف الوزارة على أساس موقع إخباري أجنبي. وتم فتح مكتب للموقع بالجزائر العاصمة، والتوقيع على عقود عمل، والاتفاق على أجور تتماشى وما هو معمول به في باقي الجرائد الإخبارية.

 لكن فيما يخص بطاقة الصحفي المحترف، تقول محدثتنا، فإن هناك العديد من الصحفيين الذين ينشطون في الجرائد والمواقع الإلكترونية في نفس الوقت، وبذلك يستغلون بطاقة الصحفي التي تحصّلوا عليها في جرائدهم لبلوغ مصادر الخبر، والمشاركة في مختلف التظاهرات والندوات الرسمية، لكن في مثل هذه الظروف فإن الصحفي ينشط كمتعاقد مع الموقع. وبالنسبة للصحفيين الذين ينشطون في الموقع وحده، فهم يجدون صعوبة كبيرة في تغطية الأحداث الرسمية. وفي انتظار تدعيم قانون الإعلام بمرسوم وزاري يحدد آليات وشروط فتح موقع إلكتروني، تحولت بعض المعلومات الصادرة عبر المواقع الناشطة بالساحة الإعلامية، إلى مصدر لباقي الصحفيين الذين يقومون بإثرائها في مقالات تأخذ حيزا كبيرا من الصفحات الأولى للجرائد.