وسط حضور واسع للمواطنين بوهران

إحياء وعدة سيدي غالم بطفراوي

إحياء وعدة سيدي غالم بطفراوي
  • القراءات: 11903
خ. نافع خ. نافع
انطلقت مؤخرا، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة وعدة الولي الصالح سيدي غالم بالقرية التي تحمل اسمه بأعالي جبل ماخوخ ببلدية طفراوي، جنوب ولاية وهران، وسط حضور واسع للمواطنين الذين توافدوا من وهران والولايات المجاورة للإحتفال بهذه المناسبة والاستمتاع بألعاب الخيل والألعاب الفلكلورية، وكذا المناظر الجبلية الخلّابة التي تميز منطقة طفراوي.
تتميز هذه الوعدة بإقامة العديد من الأنشطة الاحتفالية وعلى رأسها عروض الفروسية والفنتازية، إضافة إلى تقديم استعراضات فلكلورية تمتزج فيها "الغيطة" والبندير مع أصوات البارود.
ومن تقاليد هذه الوعدة، إقامة مأدبة غذاء جماعية، يشارك في إعدادها الضيوف  وجميع سكان طفراوي، وتتخللها إقامة العديد من الأنشطة الدينية، منها تقديم المدائح الدينية التي شارك في آدائها عدد من أئمة مساجد المنطقة، إلى جانب مشاركة شيوخ وأعيان ‘’عرش الغوالم’’ في إصلاح ذات البين وحل النزاعات والمشاكل القائمة ما بين العائلات والجيران. كما استغل سكان طفراوي هذه المناسبة ـ حسب رئيس بلدية طفراوي السيد، الوافي ـ لاستذكار المعركة الشهيرة التي قادها أبناء المنطقة ضد الاستعمار الفرنسي والتي تعرف بمعركة سيدي غالم، وذلك بتاريخ 18 جويلية 1956 وكبدت الجيش الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ورد عليها بوحشية، حيث تعرض المئات من سكان المنطقة لأبشع صور التعذيب والإبادة واستشهد خلالها أزيد من 200 شخص.وحسب السيدة فتيحة لكبار، مختصة في تاريخ المنطقة، فقد أسس وعدة سيدي غالم  أحفاد هذا الولي الصالح المعروفون في وهران بالغوالم، حيث اتفقوا على إقامة وعدته في كل سنة تكريما له ولعائلاتهم المعروفة في وهران، لكن بعض أحفاد الولي الصالح سيدي غانم يقولون إن أصولهم تركية بدليل أن اسمه الكامل سيدي غالم التركي، وقد جاء جدهم إلى وهران أثناء الوجود العثماني بالجزائر الذي كان يقوده سيدي محمد بوشلاغم التركي سنة 1792، في حين أن عائلات غالمية أخرى تقول إنها من أشراف أهل البيت نسبة لسيدنا علي كرم الله وجهه.. وتتفرع بعض الألقاب من العائلات الغالمية إلى: قواسمية، محامدة، بوخاري، بشير الصغير، بشير الكبير، طواهرية ومختاري.
وتضيف السيدة لكبار أن الغوالم ليسوا أبناء منطقة طفراوي الأصليين، بل تمت استضافتهم فقط، أما أبناء طفراوي فهم يمتدون من منطقة طفراوي إلى تازوغة والقديس مور سامور ووادي الصباح بعين تموشنت حتى معسكر.. وكل من يحضر وعدة سيدي غانم من طوافرة وعروشهم الكبيرة من أبناء مدينة وهران الذين حاربوا من أجل تحريرها من الغزاة. وشهداء معركة سيدي غالم الشهيرة ضد الجيش الفرنسي هم طفراويون واشترك معهم أبناء عمومتهم من أبناء مغراوة وأعراش المديونة التي كانت تسكن وسط وهران بأحياء المدينة الجديدة والحمرى والمديوني حاليا، واستشهد منهم 200 مجاهد وهم من يعرفون بشهداء معركة الغوالم الشهيرة والمؤرخون يعتبرون المغراوة من بني وهران وسيدي محمد بن عمر الهواري هو مغراوي زناتي المولود بقرية هوارة شرق مستغانم.