تأسيس اللجنة التنزانية للتضامن مع الشعب الصحراوي

إجماع على كسر التعتيم والحصار الإعلامي الدولي على القضية الصحراوية

إجماع على كسر التعتيم والحصار الإعلامي الدولي على القضية الصحراوية
  • القراءات: 929
أجمع مشاركون في فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية التي تحتضنها مدينة بومرداس على ضرورة "كسر الحصار الإعلامي" المفروض دوليا على القضية الصحراوية بغية تمكين  شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره. وأكد مختصون في اليوم الثالث من فعاليات الجامعة على تعتيم غربي مقصود إزاء القضية الصحراوية وترويج لحقائق مزيفة وحتى عندما يتم التطرق إليها في مناسبات نادرة فإما يكون مشوها أو بعيدا عن الحقيقة.
وقال الدكتور لزهر ماروك، أخصائي في القضايا الإعلامية بجامعة الجزائر إن وسائل الإعلام التقليدية منها والحديثة أصبحت "أكثر فتكا وتأثيرا في الرأي العام في ظل العولمة لذلك يتوجب على الشعب الصحراوي خوض هذه المعركة جديا والتركيز على هذا المجال أكثر فأكثر بغرض الترويج لقضيته في العالم". وأرجع المحاضر سبب غياب القضية في الإعلام الدولي رغم عدالتها إلى تحيز الإعلام الدولي الذي يسير في اتجاه سياسي معين" بسبب تحكم مصالح مالية واقتصادية فيه من خلال الشركات المتعددة الجنسيات المرتبطة مصالحها والمتشابكة والمتعارضة مع مصالح الشعوب، إضافة إلي أنه إعلام "مخترق إستخباراتيا ومن النخب الخفية" التي تعمل على توجيهه في اتجاهات مصلحية معينة.
وهو ما جعله يؤكد أن التحدي كبير للإعلام الصحراوي يكمن في "خلق رأي عام عالمي متعاطف مع القضية بحسن توظيف الوسائل الإعلامية المتاحة مع تأكيده على أهمية مساهمة كل الشعب الصحراوي في هذا الجهد من خلال استغلال وتوظيف مختلف شبكات ووسائط التواصل الاجتماعي لما لها من أثر بالغ في التأثير وتجنيد الرأي العام". وطالب الدكتور صويلح بوجمعة في مداخلته بخصوص "حماية الثروات الطبيعية الصحراوية والحق المشروع في الدفاع عنها" الأمم المتحدة إلى ضرورة خلق "هيئة أممية" خاصة بالأراضي الصحراوية المحتلة تعنى بـ«حماية وجرد ومتابعة الثروات الطبيعية المتنوعة التي تخضع حاليا لعملية استنزاف من طرف المحتل المغربي".
وجدد لأجل ذلك مطالبة الأمين العام الأممي بان كي مون، بضرورة الإسراع في خلق آلية أممية لحماية حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة تحت مظلة بعثة "مينورسو" والكشف سريعا عن الإجراءات الإضافية التي وعد بها في حالة عدم استجابة مجلس الأمن الدولي لما أورده في تقريره لإيجاد حل سريع للقضية.  كما دعا الصحراويين بالأراضي المحتلة إلى ضرورة إنشاء هيئات حقوقية مستقلة، مهمتها حماية حقوق الإنسان والثروات بأعداد كثيرة بغرض "التأثير في الرأي العام العالمي والضغط على النظام المحتل وفضح ممارساته بشكل سريع ومتواصل على المستوى العالمي".
وتزامنت فعاليات الجامعة الصيفية لكوادر الدولة الصحراوية مع تأسيس مجموعة من المفكرين والباحثين والطلاب والفنانين التنزانيين أمس بجامعة دار السلام اللجنة التنزانية للتضامن مع الشعب الصحراوي وكفاحه العادل من أجل نيل حريته. وأكد رئيس اللجنة آدو شايبو على "التزامه بدعم الشعب الصحراوي من أجل تحرير بلاده وتحسيس الرأي العام حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الاستعمارية المغربية ضد المدنيين الصحراويين العزل ونهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية".
من جانبه، أعرب السفير الصحراوي في تنزانيا، إبراهيم سالم بوسيف عن تقديره لأعضاء اللجنة على هذه الالتفاتة التضامنية مع الشعب الصحراوي" مثمنا "المساهمة البارزة لتنزانيا في النضال من أجل تحرير إفريقيا". وأكد أن "إنشاء هذه اللجنة يعبر عن تضامن المواطن الإفريقي لدعم إخوته في أماكن أخرى من القارة". ويأتي تشكيل هذه اللجنة ليؤكد اتساع دائرة التضامن على المستوى الإفريقي مع كفاح شعب الصحراء الغربية التي تبقى تشكل آخر مسألة تصفية استعمار في القارة السمراء.