السفير الفرنسي يبرز الروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين ويؤكد:

العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية ثرية والتعاون في تطور مستمر

العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية ثرية والتعاون في تطور مستمر
  • القراءات: 1057
م / بوسلان م / بوسلان
أكد سفير فرنسا بالجزائر، برنارد إيمييه، أن الروابط التي تجمع الجزائر وفرنسا هي روابط استثنائية جدا، مؤكدا بأن العلاقات القائمة بين البلدين هي علاقات ثرية ومكثفة وعلاقات متميزة ولا مثيل لها، فيما أبرز التطور المستمر للتعاون الثنائي بين البلدين ولا سيما من خلال تكثيف مشاريع الشراكة التي تجسدت في الفترة الأخيرة على أساسا مبدأ رابح –رابح.
وأشار السفير في كلمة ألقاها في حفل نظمته السفارة بالجزائر، بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي المصادف لـ14 جويلية من كل عام، وحضره بإقامته بالعاصمة كل من وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، وزير النقل بوجمعة طلعي، ووزير التجارة عمارة بين يونس، إلى أن الأشهر العشرة الأولى له في الجزائر، والتي قضاها لحد الآن في إطار المهمة التي كلّفه بها الرئيس الفرنسي، وحكومة بلاده شهدت نشاطا مكثفا جدا في إطار الحركية التي تميّز العلاقات بين البلدين منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الجزائر في ديسمبر 2012، مذكّرا بأنه خلال هذه الفترة قام باستقبال قرابة 10 وزراء فرنسيين، ومنهم وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس، الذي زار الجزائر لثلاث مرات، مع التحضير لزيارات قام بها وزراء جزائريون إلى فرنسا، فضلا عن تحضيره لزيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى باريس في إطار اللجنة الحكومية رفيعة المستوى في ديسمبر 2014، ثم استقباله قبل نحو شهر للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في زيارته الثانية التي أكد من خلالها رغبته في الحفاظ على شعلة الشراكة المتميزة التي أسس لها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
واعتبر المتحدث العلاقات القائمة بين الجزائر وفرنسا علاقات ثرية ومكثفة لقيامها على عدة عوامل مشتركة كالتاريخ والجغرافيا، والعلاقات الإنسانية، والتبادلات الاقتصادية واللغة المتبادلة، قائلا في هذا الصدد بأن "علاقاتنا الثنائية لا مثيل لها ولا تضاهيها أية علاقات أخرى." وأضاف الدبلوماسي الفرنسي في تقييمه للعلاقات الثنائية بأن "هذه العلاقات فريدة من نوعها وخارقة للعادة، بأتم معنى الكلمة". وذكر بأن البلدين قررا بناء مستقبل مشترك يختلف عن الماضي، ولكن دون نسيانه، مشيرا إلى أنه تكريسا لهذا الواجب قام وزير الدولة الفرنسي لشؤون المحاربين القدامى والذاكرة، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي بزيارة إلى ولاية سطيف أواخر أفريل الماضي، حيث وقف أمام النصب التذكاري لسعال بوزيد، أول ضحية سقطت خلال مجازر 8 ماي 1945. قبل أن يضيف بأن البلدين قررا اليوم المضي قدما والنظر إلى المستقبل.
كما أوضح السفير بأن العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية مكّنت على الصعيد السياسي بفضل الثقة المتبادلة من تحقيق عمل دبلوماسي استثنائي، تم خوضه على مستوى الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق السلام في مالي، وهو الاتفاق الذي تجسد ـ حسب السيد إيمييه ـ بفضل وساطة رائعة قادتها الجزائر ودعمتها فرنسا. كما أشار إلى أن هذه الثقة المتبادلة أتاحت توحيد الجهود  لإيجاد اتفاق مع المجموعة الدولية لإنهاء الأزمة في ليبيا، كما سمحت بتوحيد الجهود في إطار مكافحة آفة الإرهاب، مذكّرا بالمناسبة بأن هذا الإرهاب الذي عانت الجزائر من ويلاته خلال العشرية السوداء ضرب البلدين في الماضي، القريب مع الاغتيال الجبان للرعية الفرنسي هرفي غوردال، قبل أن يشير في نفس السياق إلى العمليات الإرهابية التي مست مؤخرا الجارة تونس  ومصر والتشاد والنيجر، وكذا فرنسا "التي تعرضت في 7 جانفي الماضي، إلى هجوم إرهابي استهدف ـ كما قال ـ حرية الصحافة والتعبير".
ودعا الدبلوماسي الفرنسي إلى مزيد من تضافر الجهود لملاحقة المجرمين ومكافحة الإرهاب إلى غاية القضاء عليه نهائيا، مبرزا التعاون القائم بين البلدين من أجل إرساء السلام والأمن في العالم وضمان مستقبل الأجيال القادمة، واستشهد في هذا الصدد بما قاله الرئيس الفرنسي هولاند، حول مستوى التعاون القائم بين الجزائر وفرنسا، والذي أكد بأنه تعاون يتقدم في مختلف المجالات..
وفي نفس السياق أكد السفير برنارد إيمييه، أن التعاون بين البلدين يتقدم في مجال التحضير للندوة الدولية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بباريس، من أجل التوصل إلى اتفاق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أكد بأن هذا التعاون يتقدم في المجال الاقتصادي من خلال تقوية الشراكة رابح -رابح التي أرسى معالمها البلدان، وتجسدت عبر فتح مصنع لرونو بوهران، وآخر لألستوم بعنابة، في انتظار إنهاء "بيجو" لمشروع إقامة مصنعه بالجزائر، مضيفا بأن هذا التعاون يتقدم كذلك من خلال الـ7000 مؤسسة فرنسية التي تصدر منتوجاتها إلى الجزائر، والـ500 مؤسسة أخرى المتواجدة في السوق الجزائرية وتشغل أكثر من 140 ألف عامل، معربا عن ارتياح فرنسا لعودتها إلى الصف الأول في قائمة الممونين للجزائر، مع إرادة قوية للاستثمار والإنتاج في الجزائر.
كما تتقدم علاقات التعاون بين البلدين في المجال الثقافي والعلمي والجامعي حسب السفير الفرنسي، من خلال التطور الكبير الذي عرفته هذه العلاقات في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن من بين أبرز مظاهر تطور هذه العلاقات استقبال فرنسا خلال العام الجاري، لأكثر من 23000 طالب جامعي جزائري، وكذا وجود 800 اتفاق في مجال التبادل العلمي والجامعي بين البلدين.
كما استشهد الدبلوماسي في تأكيده على أن علاقات التعاون بين الجزائر وفرنسا في تطور مستمر بوجود 11 مليون جزائري يتكلمون اللغة الفرنسية، وكذا وجود الملايين من الجزائريين المقيمين بفرنسا مقابل 35000 مواطن فرنسي مقيمين في الجزائر، ليخلص السفير في الأخير إلى أن البلدين ينتظرهما مخطط عمل مكثف لترقية العلاقات الثنائية والرفع من مستواها بشكل أكبر، مشيرا إلى برنامج اللقاءات الثنائية المقررة بدءا من الخريف المقبل بين مسؤولي البلدين، على انعقاد أشغال اللجنة الحكومية رفيعة المستوى في دورتها الثالثة المقررة مطلع 2016، والمتزامنة مع زيارة الوزير الأول الفرنسي إلى الجزائر. وأبرز السيد برنارد إيمييه، في الأخير استعداد وتجنّد كل طاقات السفارة للعمل على إنجاح مشاريع الشراكة وترقية العلاقات القوية والودية القائمة بين البلدين.