رمضانيات عنابة

ساحة الثورة مقصد العائلات والمغتربين وعشاق الشواطئ

ساحة الثورة مقصد العائلات والمغتربين وعشاق الشواطئ
  • القراءات: 3125
هبة أيوب   هبة أيوب
تعرف ساحة الثورة "الكور العنابي" خلال رمضان إقبالا واسعا من العائلات التي تفضل الجلوس في هذه الساحة المحاذية لميناء عنابة لارتشاف كؤوس الشاي المعبق بالنعناع الأخضر أو تناول المثلجات المصنوعة من خلاصة الليمون. وعلى وقع أنغام المالوف يقضي أهالي بونة ساعات طويلة في "الكور" من أجل التمتع بنسمات البحر وكسر رتابة السنة، إلى جانب الهروب من لفح الحرارة ورطوبة المنازل.
تزينت ساحة الثورة في رمضان هذه الفئة وعلى غير عادتها، بالفوانيس والمصابيح بمختلف أشكالها وألوانها، مما يوحي للزائر أن عنابة تحولت إلى عروس البحر المتوسط، خاصة مع توفير عامل الأمن مما يسمح للعائلات بقضاء سهرات إلى وقت السحور. فقد ساعد المخطط الأمني لمصالح الشرطة والدرك، على تعزيز الأمن واستقطاب، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان نحو 15 ألف مغترب، اختاروا شواطئ عنابة لقضاء شهر رمضان مع الأهل، في انتظار ارتفاع عدد السواح بداية شهر أوت القادم، حسب مديرية السياحة بعنابة.
وحسب بعض العائلات التي التقيناها خلال إحدى السهرات، فإن "الكور العنابي" مقصد مهم لأنه يعرف حركية غير عادية خلال رمضان، خاصة أن هذه المنطقة السياحية تقدم لزبائنها أنواعا مختلفة من المثلجات خاصة منها (الكريبوني) الذي تشتهر بـه محلات "الدب القطبي" التي تعد من أقدم المحلات الموجودة في ساحة الثورة، وما يزال لسنوات يستقطب الآلاف من عشاق المثلجات التي تبدع عائلة برحال في إعدادها منذ الستينيات. وحسب صاحب المحل، فإن (الكريبوني) يحضر بمواد طبيعية يغلب عليها الليم أو الليمون ذو اللون الأصفر، ومن خلاصته يتم صنع أنواع مختلفة من المثلجات على غرار "صوربي الفراولة" و "صوربي المانجا" وغيره..
وغير بعيد عن ساحة الثورة، يوجد مطعم شعبي يقصده المواطنون خلال السهرة لتناول الشواء على الجمر والذي يقدم في أطباق تقليدية مصنوعة من الخشب أو سعف النخيل، الأمر الذي يزيد من "بنّة" الأطباق، يضاف لمائدة الساهرين عصير الجزر أو الفواكه الموسمية، كل ذلك له وقع خاص عند المغتربين، وهو ما أكدته لنا السيدة "لينا" وأطفالها الثلاثة، حيث فضلت تتناول الشواء في هذا المطعم التقليدي الذي تجتمع فيه رائحة البلاد والأجداد والتي غادرتها متوجهة إلى ديار الغربة بباريس.
وفي الوجهة المقابلة لشواطئ ريزي عمر، تفضل عائلات أخرى قضاء سهرتها حتى موعد السحور مع تناول المثلجات والذرة المشوية على الفحم.. وأمام هذا التنوع السياحي، تكون بونة قد صنعت الفرجة لزوارها والسواح الأجانب خلال رمضان، خاصة مع برمجة العديد من السهرات منها ليالي المالوف ومهرجان الأغنية الحضرية والذي يوفر سهرات مجانية للعائلات طول شهر رمضان.