النظام الصحي الحالي يقوم على العلاج

المطلوب إعادة تأهيل المهنيين لمحاربة عدوى المستشفيات

المطلوب إعادة تأهيل المهنيين لمحاربة عدوى المستشفيات
  • القراءات: 641
حنان.  س حنان. س
ألح الدكتور تيمسيلين، خلال لقاء خاص مع «المساء»، على أهمية ترسيخ ثقافة غسل اليدين بالطرق الموصى بها عالميا في أوساط المهنيين العاملين في القطاع الصحي، خاصة ممن لديهم احتكاك مباشر مع المرضى. واعتبر أن النظافة الاستشفائية ترتكز بالدرجة الأولى على نظافة اليدين، كونهما العامل الأساسي المتسبب في انتقال عدوى الجراثيم المتعلقة بالوسط الاستشفائي. مبينا أن المستشفى يعد مكان تجمع للمرضى والأصحاء ومن السهل جدا انتقال العدوى، علما أن معدل الإصابة بعدوى الأمراض الاستشفائية وصل إلى 15%، حسب بعض خبراء الصحة العمومية.
ودعا نفس الأخصائي بالمناسبة، إلى توعية مهني القطاع بالأهمية القصوى للموضوع من طرف مسؤولي قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إضافة إلى فتح باب الرسكلة والتكوين المتواصل لترسيخ عادات جديدة فيما يخص الاهتمام بالنظافة الاستشفائية، بما في ذلك الاستعانة بتجارب وخبرات المختصين واعتماد الأساليب المعمول بها في هذا المجال، خاصة في الدول المتقدمة.
وأكد المختص مدير مخبر «نوزوكلين الجزائر» جوانب عديدة، منها غسل اليدين في الأسبوع العالمي لغسل الأيادي، وقد صادقت الجزائر على الاتفاقية الدولية للمنظمة العالمية للصحة سنة 2013، إذ من الواجب تنشيط وخلق حيوية في المصالح الصحية والهياكل الاستشفائية لهذا الغرض، لكن للأسف، مازلنا بعيدين جدا في هذا الجانب، والمهنيون لا يغسلون أيديهم بطريقة مهنية وصحيحة لأسباب كثيرة، أهمها إهمال احترام المعايير الدولية، إضافة إلى نقص منتوجات التعقيم الجيدة، فالميدان أثبت لنا أن النظافة ماتزال إلى اليوم معتمدة على بعض قطرات «الجافيل»، «لذلك أقول أن مسألة نظافة اليدين معقدة جدا ولا يعقل ألا تتوفر محاليل التعقيم الجيدة في مصالح، مثل الإنعاش أو مصلحة الأمومة والطفولة، حيث لا تتوفر فيها، أو حتى أماكن رمي القفازات بعد استعمالها وغيره من السلوكات الخاطئة التي تزيد من نسبة انتشار الأمراض المتعلقة بالوسط الاستشفائي». ويضيف: «فأمر وضع قارورات بها محلول «إيزيس» ـ مثلا- أمر غير مقبول تماما في الوقت الذي تعمل منظومة الصحة على تحسين خدماتها وتحقيق نتائج جيدة، ليس هكذا تتم محاربة الجراثيم الاستشفائية، فحتى عملية المحاربة نفسها بحاجة إلى تنظيم وهذا يكون تبعا لعدة نقاط؛ أولها إعادة إحياء لجان مراقبة النظافة الاستشفائية التي وضعتها وزارة الصحة سابقا، والمفروض أن تجتمع اللجان مرة كل شهر حسب قانون الجمهورية حتى يتم العمل بالتنسيق مع الخبراء في المجال، إضافة إلى وضع حصيلة عمل اللجنة لتكون بمثابة المرجع للمهنيين وخبراء الصحة،  دون إغفال إجراء التحقيقات الميدانية عن حالة المستشفيات وباقي الهياكل الصحية لأن الجراثيم الاستشفائية ليست مربوطة بالمستشفيات الكبرى وإنما لا تستثني مراكز العلاج ووحدات الصحة القاعدية، لذلك أكرر وأقول بأن موضوع التعقيم حساس جدا ويتطلب تكوين قاعدي للموارد البشرية، إضافة إلى تسوية وضعية العتاد الطبي وتحيينه بما يتماشى مع تطورات التكنولوجية العالمية».
ويواصل الخبير حديثه حول واقع النظافة الاستشفائية فيقول؛ إنه «ضبابي يُسبب فشلا للكفاءات الطبية عالية المستوى، لأنه يسبب ضغطا كبيرا من الناحية العملية وتخوفا مستمرا من خطر الإصابة بالعدوى الاستشفائية، علما أن من 5 إلى 10% من الجراثيم أصبحت مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية، بالتالي تصبح معها أنواع العلاج غير مجدية. وفي السياق، أكد الخبير أن الاعتماد على نظام العلاج دون الاعتماد على الوقاية أضر كثيرا بالميدان الصحي، والأصح –حسب المختص- أن يتم تخصيص ميزانية قائمة بذاتها لملف الوقاية ضمن ميزانية الوزارة «هذا الأمر وحده كفيل بدعم الوقاية التي هي أساس العلاج وليس العكس».