ميهوبي، نوري وزوخ يشرفون على انطلاق موسم الاصطياف بالعاصمة

منتزه "الصابلات" قبلة المصطافين ومفخرة العاصميين

منتزه "الصابلات" قبلة المصطافين ومفخرة العاصميين
  • القراءات: 3202
جميلة.أ جميلة.أ
أعطى وزيرا الثقافة والموارد المائية والبيئة رفقة والي العاصمة، أمس، إشارة الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف 2015، وذلك من منتزه "الصابلات" الذي تدعم بمرافق جديدة ارتقت بالمكان إلى مستوى عال في الاستقبال، ليتحول موقع "الصابلات" الى مفخرة لسكان العاصمة بفضل جهود الدولة وإرادتها في إحداث التغيير اللازم بما يليق ومستوى سمعة العاصمة والارتقاء بها إلى مستوى حواضر المتوسط.
وسينسى سكان العاصمة في غضون أسابيع معدودة ذلك المنظر المقزز لمصب وادي الحراش وتلك الروائح الكريهة المنبعثة من جوانبه وصولا إلى آخر نقطة له على مستوى الصابلات الذي تغير منظره بشكل جذري، خاصة بعد فتح مسبحين ومرافق أخرى كالمطاعم ومتحف، ستستقبل المصطافين والعائلات الراغبة في شم نسيم البحر والتجول مشيا عبر مكسرات الأمواج التي تمتد إلى عرض البحر.. سيدرك زوار متنزه الصابلات أن الاستثمار الذي كرس للمشروع الذي قدرت تكلفته المالية قرابة 20 مليار دج يستحقه فعلا.
وعبر وزير الموارد المائية والبيئة، السيد عبد الوهاب نوري، عن افتخاره بما تم إنجازه بموقع الصابلات الذي كان في الماضي القريب نقطة سوداء وعار على سكان الولاية ليتحول بفضل جهود الدولة إلى مفخرة ومكسبا للمدينة التي تعد من حواضر البحر المتوسط، مضيفا أن الجزائر في أمس الحاجة الى ثقافة بيئية وحس مدني تتماشى والجهود التي تقوم بها الدولة للارتقاء بالإطار المعيشي للمواطن، وقال الوزير إن المشاريع التي تتسلمها الولاية في هذا الإطار هي مدعاة للفخر والاعتزاز وعلى المواطن أن يحافظ عليها.
من جانبه، وصف وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي متنزه الصابلات برئة العاصمة التي لها أن تفخر بواجهة بحرية مبهرة ستعيد للعاصمة سواحها الوطنيين والأجانب، وحيا الوزير القائمين على هذا الانجاز الذي سيعيد الأمل للكثير من الجزائريين ويدفعهم إلى إعادة حساباتهم وتوجيه أنظارهم الى بلدهم.
بدوره، أكد والي ولاية الجزائر، السيد عبد القادر زوخ، حرص سلطات الولاية هذه السنة على توفير أحسن الظروف لاستقبال المصطافين بمختلف الشواطئ وفضاءات النزهة من غابات ومسابح الهواء الطلق والواجهات البحرية المهيأة، وفي هذا الإطار تم تسخير 12 مؤسسة ولائية بتعداد 1800 عون مسخر لتهيئة المنافذ والطرقات المؤدية للشواطئ وتنظيفها ومدها بالإنارة العمومية.. منهم 1075 عونا تم توظيفهم بصفة موسمية من بين مناطق الساحلية الدين كانوا يمارسون نشاطاتهم بمختلف الشواطئ بصفة غير منظمة.
وأوضح عبد القادر زوخ بعد أن تفقد أمس العديد من المواقع بولاية الجزائر، المدرجة ضمن برنامج الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف2015 أنه تم خلال هذا الموسم إشراك أفراد مندوبية الحرس البلدي لولاية الجزائر عبر 9 شواطئ في عمليات الحراسة ومرافقة أعوان المؤسسات الولائية في مهامهم، كما تم -يضيف الوالي- اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة مقارنة بموسم الاصطياف الفارط والتي ستضفي راحة وارتياح لدى المصطافين.
ومن بين النقاط المدرجة لهذا الموسم، التكفل بتنظيم وتسيير حظائر ركن السيارات عبر كافة الشواطئ، وتجهيز 17 شاطئا ذي توافد كبير للمصطافين بالطاولات والكراسي والمظلات الشمسية لاستعمالها مجانا من طرف المصطافين مع تجهيز كافة الشواطئ بدورات المياه والمرشات وغرف تبديل الملابس ناهيك عن توفير 28 محلا مجهزا لبيع المشروبات والمرطبات والمأكولات الخفيفة طوال الموسم. وفي إطار التنشيط الثقافي والترفيهي على مستوى الشواطئ، تم تسطير برامج ثرية مخصصة للأطفال في النهار والعائلات أثناء السهرات الصيفية، كما شرعت الولاية مع اتصالات الجزائر في توفير شبكة الانترنت الويفي بـ16 شاطئا على مستوى أربع دوائر إدارية و8 بلديات ساحلية بمعدل ساعة إبحار مجانية لكل مصطاف في اليوم.
وضمن نفس المسعى، تمت تهيئة وإنجاز عدة فضاءات النزهة المصطافين بالعاصمة منها موقع الصابلات الذي تم توسعته على امتداد 3 كلم، و3 مسابح بالضفة اليسرى لوادي الحراش، ناهيك عن فتح 6 غابات حضرية لراحة واستجمام العائلات وفي الإطار تم إعادة فتح الحديقة العمومية الكائنة بشارع الإخوة بوعدو ببلدية المدنية للجمهور بعد إعادة تهيئتها، كما تم فتح ”مطعم الجزائر” بمسمكة الميناء والمسير من قبل سلسلة فنادق الجزائر. وشرعت مصالح الدرك والأمن الوطني منذ أمس في تعزيز تغطيتها الامنية عبر الشواطئ  وأماكن الاصطياف لضمان أمن وراحة المصطافين إلى جانب مصالح الحماية المدنية التي جندت 650 عونا مختصا في الحراسة والإنقاذ والإسعاف.
 مشروع ضخم في مستوى العاصمة
تزود أمس، منتزه الصابلات بثلاثة مسابح راقية ستجلب لا محالة المئات من المصطافين، وخاصة العائلات التي هيئت لها مرافق تليق بها، وتجري على مستوى الموقع عدة أشغال تهيئة وإنجاز مرافق ترفيهية جديدة على غرار إنجاز مسرح على الهواء الطلق بشاطئ الصابلات، و7 مسابح بشاطئ باب الوادي، ويتوقع أن يعرف عدد مرتادي شاطئ الصابلات بعد انتهاء كافة أشغال التهيئة خلال موسم اصطياف 2016،  زيادة محسوسة تقدّر بأزيد من 60 ألف زائر يوميا خاصة أنه سيكون أكبر شواطئ العاصمة بامتداده على طول يقدر بـ4 كلم.
وعرف هذا الشاطئ الذي تدخل أشغال تهيئته في إطار المخطط الاستراتيجي لتطوير مدينة الجزائر (2009- 2029)، وافتتح جزء منه خلال موسم اصطياف (2013-2014)، إقبالا كبيرا للمواطنين بلغ عددهم نحو 40 زائرا يوميا، كما تجري على مستوى منتزه الصابلات أشغال إنجاز العديد من المرافق التي من شأنها تحسين ظروف استقبال هذا العدد من المصطافين للشاطئ أو الزوار الذين يفضّلون التوجه نحو المساحات الخضراء بالمكان، والتي ستصل رقعتها إلى 10 هكتارات يتوسطها مسلك مهيأ على طول 8 كلم فور انتهاء كافة الأشغال.
وأوضح السيد رابحي محمد نور الدين، مدير الأشغال العمومـــــــية، أن مــــــــــن بين هذه المرافق إنجاز مسرح على الهواء الطلق يضم مدرجات تتسع لـ1.500 مقعد، وسيمكن إنجاز هذا المسرح من إقامة نشاطات ثقافية وفنية مختلفة بالمنتزه ستسهم في زيادة إقبال الزوار على المكان، والذين سيلمسون وجود تغيير جذري خلال موسم اصطياف 2016، من حيث المرافق المتوفرة مقارنة بما تم وضعه في الخدمة عند افتتاح الشطر الأول من هذا الفضاء الترفيهي.
وإضافة إلى إنجاز المسرح ،سيتم إنشاء 10 مطاعم بالمنتزه انطلقت الأشغال بـ6 منها في انتظار انطلاق أشغال البقية في الأيام القليلة القادمة، إلا أن الإشكال الذي سيبقى قائما هو ”التلوث” الحاصل على مستوى الصابلات لاسيما الناتج عن تدفق الزيوت المنبعثة من السفن، أو المياه التي تصب من وادي الحراش، وهو من العراقيل التي يمكن أن تنعكس على الصابلات ولا تسمح بالتالي بأن يكون الشاطئ المثالي للولاية.