اختتمت مساء أمس السبت، بالقاعة البيضوية للمركب الأولمبي محمد-بوضياف (الجزائر العاصمة)، أشغال المؤتمر الـ10 لحزب جبهة التحرير الوطني  بالمصادقة على قائمة أعضاء اللجنة المركزية التي تتشكل من 489 عضوا. كما زكى أعضاء اللجنة المركزية السيد عمار سعداني أمينا عاما للحزب لعهدة مدتها خمس سنوات. وذلك برفع الأيدي وبالإجماع. وتتضمن القائمة منتخبين عن المحافظات، وكذا أعضاء القائمة الوطنية. وحسب القائمة التي تمت تلاوتها فقد تضمنت اللجنة المركزية أعضاء جددا من بينهم وزيران من الحكومة ويتعلق الأمر بالطاهر حجار، وعبد المجيد تبون، فيما غابت عنها أسماء بارزة على غرار الأمينين العامين السابقين بوعلام بن حمودة، وعبد العزيز بلخادم، وكذا عبد الرحمن بلعياط، وعبد الكريم عبادة وصالح قوجيل.
للإشارة فإن أعضاء قائمة اللجنة المركزية المنبثقة عن هذا المؤتمر قد توسعت إلى هذا العدد لأول مرة منذ تأسيس الحزب، كما أكده مقرر لجنة الترشيحات. وعرفت الجلسة الختامية المصادقة أيضا على بيان السياسة العامة الذي قدم جملة من التوصيات منها على وجه الخصوص إعادة النظر في قانوني البلدية والولاية، وترقية اللغة الأمازيغية إلى لغة وطنية ورسمية ومواصلة عملية الإصلاحات السياسية. من جهة أخرى، طالبت اللائحة فرنسا بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية.  وقبل رفع الجلسة ألقى الأمين العام المنتهية عهدته عمار سعداني، كلمة أثنى فيها على مجهودات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "الذي اقترن اسمه مع  مختلف الإنجازات التي حققتها الجزائر".
وكانت أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، استمرت أمس، بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي في يومها الثالث والأخير إلى ساعات متأخرة، حيث تم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية. ليقوم بعدها هؤلاء بانتخاب الأمين العام للحزب لمدة خمس سنوات، طبقا للتعديلات الجديدة في القانون الأساسي الذي تمت المصادقة عليه خلال هذا المؤتمر. وقد أكد عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، أن عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية تجري في جو ديمقراطي، مشيرا إلى أنه تنفيذا لتعليمات الأمين العام عمار سعداني، فقد تم انتقاء رجلين وامرأة عن كل محافظة مقر الولاية ورجل وامرأة عن المحافظات المستحدثة.
كما أكد المتحدث بأن الأمين العام عمار سعداني، يحظى بإجماع داخل هياكل الحزب العتيد، ولذلك لم يتقدم أي مترشح آخر بجانبه، للظفر بهذا المنصب للعهدة الجديدة الممتدة على 5 سنوات، غير مستبعد أن تتم إعادة انتخابه على رأس الأفلان من خلال تزكيته من قبل اللجنة المركزية. وكان المؤتمر قد صادق على القانون الأساسي للحزب أول أمس الجمعة، حيث  نص هذا الأخير على رفع عدد أعضاء اللجنة المركزية إلى 505 أعضاء وكذا رفع عدد أعضاء المكتب الوطني من 15 إلى 19 عضوا، مع التنصيص على أن الأمين العام للحزب ييتم انتخابه من قبل أعضاء اللجنة المركزية، الذين يشترط فيهم أن يكونوا يحوزون على 10 سنوات أقدمية في الحزب.
كما تشير المادة 35 من ذات القانون أنه في حال شغور منصب الأمين العام للحزب فإن مهمة تسيير الحزب بالنيابة تسند إلى عضو للجنة المركزية الأكبر سنّا، على أن تعقد دورة استثنائية للجنة في آجال أقصاها 30 يوما لانتخاب الأمين العام الجديد، وتجتمع اللجنة المركزية للحزب طبقا لنفس القانون في دورة عادية مرة واحدة في السنة وفي دورة استثنائية بدعوة من الأمين العام أو ثلثي أعضاء اللجنة.
وكانت أشغال المؤتمر العاشر للأفلان والتي انطلقت الخميس المنصرم، بحضور الوزير الأول، وعدد من الشخصيات الوطنية والدولية، تميّزت بقراءة رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أعرب عن ارتياحه لتمكن مناضلي الحزب العتيد من الحفاظ على تماسك هذه التشكيلة السياسية، داعيا إيّاهم إلى مواصلة مسيرة أمجاد جبهة التحرير من خلال الإسهام الايجابي في معركة البناء، ودعم المكاسب الديمقراطية التي تحققت للبلاد.