الحرفية فريدة بلقاضي لـ "المساء":

مستعدة لأفني حياتي في ممارسة الحرفة التقليدية

مستعدة لأفني حياتي في ممارسة الحرفة التقليدية
  • القراءات: 1138
 وردة زرقين وردة زرقين
في مشاركتها خلال معرض المرأة الحرفية الذي أقيم مؤخرا بمركز التسلية العلمية «صالح بوبنيدر» بقالمة، عرضت السيدة فريدة بلقاضي ما أبدعته أناملها الذهبية من تحف رائعة ومتنوعة بأشكال وألوان مختلفة لقيت إقبالا كبيرا من طرف الزوار من نقش على الزجاج والفخار والألواح، إلى جانب تحف مصنوعة بالعجين بألوان جميلة، وتحف أخرى مصنوعة بأحجار بحرية، حيوانات البحر وحتى المرجان وتحف أخرى مزينة بالرمل وأغصان الأشجار، الحبوب الجافة وقطع من القماش والجلد وغيرها.  «المساء» اقتربت من هذه الحرفية المبدعة ونقلت لكم هذا الحوار...
❊ "المساء": كيف تقدمين نفسك؟
فريدة بلقاضي: أنا سيدة متزوجة وأم لـ4 أبناء. في البداية كنت أمارس حرفة الخياطة والطرز التقليدي، حيث شاركت خلالها في العديد من المعارض منها معارض دولية ، 2 بـ «سفاكس» و3 برياض الفتح، كما شاركت في معارض على مدار السنة في كل من سكيكدة، جيجل، معسكر، سوق أهراس، عنابة، بسكرة وغيرها، وحبي للحرفة التقليدية جعلني أفني حياتي في ممارستها رغم كل العراقيل.
❊  قلت أنك شاركت من قبل في معارض بحرفة الخياطة والطرز التقليدي، لكن هذه المرة أنت تشاركين بحرفة أخرى؟
❊ صحيح، عملت كثيرا لتطوير حرفة الخياطة والطرز التقليدي منذ سنوات وأتقنتها جيدا، لكن حبي للحرفة اليدوية جعلني أبدع وأتفنــن في صنع تحف التزيين، خاصة أنني شغوفة بالحرفة اليدوية وأعمل جاهدة لأبدع فيها بما أنها لقيت رواجا كبيرا.
❊ كيف جاءتك فكرة تغيير الحرفة؟
❊ منذ سنوات، مارست فن تزيين الأواني عن طريق الرسم، لكن مشاركتي في المعارض الخاصة بالخياطة والطرز التقليدي، ومع احتكاكي بالمشاركات، صرت أبدع في النقش على الزجاج والفخار وحتى الألواح خاصة أواني التزيين، لقد وهبني الله عز وجل أفكارا لأجسدها على أرض الواقع، بدأت بالرسم على إبريق من فخار ثم تفننت في الرسم على الزجاج، ولما طرحت الفكرة على غرفة الصناعة التقليدية والحرف بقالمة، اقترح علي مديرها الحالي المشاركة في المعارض بفن النقش على الزجاج والفخار نظرا لإعجابه بما صنعته من تحف رائعة.
❊ هل نستطيع القول أنك تركت حرفة الخياطة والطرز التقليدي واتجهت إلى حرفة النقش على الزجاج والفخار؟
❊ أنا لم أترك حرفة الخياطة والطرز التقليدي، لكن مشكل المحل أصبح عائقا خاصة وأني أسكن رفقة زوجي وأبنائي في شقة، لا أستطيع وضع الماكينات فيها، من جهة أخرى بلغت 60 سنة وهذا لا يسمح لي قانونيا بالاستفادة من محل، فكل هذه الأسباب جعلتني أغير الحرفة لأصنع تحفا وبيعها للحصول على مبالغ مالية لمعالجة أبنائي الذين يعانون من أمراض مزمنة.
❊ تحفك رائعة ومتنوعة، هل بإمكانك أن تحدثينا عن طريقة صنعها؟
❊ الحرفة بالنسبة لي فن راق وتحتاج عقلا مبدعا، فأنا شغوفة بهذه الحرفة، لقد استطعت أن اعادة تأهيلها القارورات البلاستيكية المرمية لأحولها لإناء للتزيين لوضع الأزهار وحتى الأقلام. ولتزيين طاولة غرفة النوم، صنعت مرآة مع نحتها من حافظة للنقود غير مستعملة، كما أبدعت في تزيين القلة من الطين بقطع جلدية بألوان سوداء، بنية وخضراء داكنة أقتنيها من عند الخياط، أما الأطباق الخاصة بحنة العروس هي كذلك لها نصيب من التزيين بطريقة مختلفة حيث أبدع في تزيينها بالعجين في كل مرة نموذج جديد، كما اتخذت من أغصان الأشجار المتساقطة تحفا بعد تزيينها بالأصداف وكذا الصحون غير المستعملة والتي لا تحتاجها ربات البيوت للأكل، أستغلها وأبدع في تزيينها بالنقش بالرمل، وعند ذهابي للبحر أجلب معي الرمل، الأحجار بمختلف أنواعها وحتى المرجان، إلى جانب حيوانات البحر مثل السرطان، التوالب وغيرها وأبدع في وضعها وتزيينها.
❊ كيف تبدعين في التزيين بحيوانات البحر؟
❊ عندما أذهب إلى البحر أجلب مختلف حيوانات البحر ثم أضعها في ماء طبيعي من الحنفية مع كمية كبيرة من الملح وأتركها حتى تجف تحت أشعة الشمس والهواء، وبعد ما تجف أنزع منها الملح المتبقي ثم أقوم بطلائها بألوان مختلفة لإعطائها ألوانا تذهل العقول ثم أصنع تحفا لا تخطر على البال. وحتى البقوليات مثل اللوبياء، الحمص والأرز، أصنع منها تحفا في لوحات فنية بعد تزاوجها مع أغصان الأشجار، إلى جانب كتابة أمثال شعبية وأشعار بالرمل. فأنا شغوفة جدا بهذه الحرفة، ولا أفكر مطلقا في التخلي عن حرفة الخياطة خاصة بعدما قدمت لي غرفة الصناعة التقليدية والحرف بقالمة هبة تمثلت في 4 ماكينات خاصة بالطرز وماكينة للخياطة، لكن الإقبال الواسع والتجاوب الهائل للزوار وإقبالهم على اقتناء التحف يمنحني القدرة على التفاني في الحرفة، فالإبداع عندي لا يتوقف وأنا لا أعرف معنى للراحة مادمت قادرة على العطاء رغم التقدم في السن.
❊ هل لديك ما تقولين في كلمة ختامية؟
❊ أتمنى أن أنقل الحرفة إلى البنات لتبقى متداولة وأشكر غرفة الصناعة التقليدية والحرف بقالمة على التشجيع، كما أشكر جريدة «المساء» على هذه الالتفاتة الطيبة.