رغم وفرة الإنتاج

ضعف في جمع وتحويل الحليب بتيارت

ضعف في جمع وتحويل الحليب بتيارت
  • القراءات: 935
 (وأج) (وأج)
 تعاني ولاية تيارت من ضعف في مجال جمع وتحويل الحليب رغم الإنتاج الوافر الذي تحققه سنويا، حسب مديرية المصالح الفلاحية، فرغم إنتاج أزيد من 71 مليون لتر من الحليب الطازج سنويا إلا أنه لا يتم جمع وتحويل سوى 12 بالمائة منه إلى وحدات إنتاج الحليب؛ أي ما يعادل حوالي 9 ملايين لتر. وأوضحت ذات المديرية أن الحليب الطازج المجمع يتم تحويله إلى وحدتي سيدي خالد التابعتين لمجمع جيبلي والبهجة بالسوقر، وذلك بمعدل إجمالي قدره 75 ألف لتر يوميا. 
وتعود أسباب هذا الضعف في الجمع والتحويل إلى إقدام معظم المربين وكذا المستثمرات الفلاحية  المتخصصة في تربية البقر، على بيع الحليب الطازج مباشرة للمستهلكين بدل توجيهه إلى وحدات التحويل. 
وبفعل تفضيل المربين البيع المباشر للمستهلكين، أضحت مختلف مناطق الولاية تعرف ظاهرة  عرض الحليب الطازج داخل قارورات بلاستيكية على قارعة الطريق أو بيعه بمحلات المواد الغذائية.  
إجراءات تحفيزية لتشجيع إنتاج الحليب وجمعه
 تقوم مديرية المصالح الفلاحية بدعم إنتاج وجمع وتحويل الحليب من خلال تقديم منح لكل المعنيين بهذه العمليات، حيث تم السنة الماضية، على سبيل المثال، منح في المجموع أكثر من 105 ملايين دج لمربي البقر الحلوب المسجلين لدى المديرية، وأكثر من 43 مليون دج لصالح مجمعي الحليب، وأكثر من 29 مليون دج لوحدات إنتاج الحليب، استنادا إلى نفس المصدر. 
ويشمل الدعم المقدم لشعبة الحليب أيضا تجهيزات تربية البقر، منها تلك الخاصة بالحلب والتبريد وغيرهما، وذلك بنسبة 30 بالمائة من ثمن اقتنائها، إضافة إلى تقديم منح لدعم البياطرة الذين يقومون بعمليات التلقيح الاصطناعي في حدود ١٨٠٠ دج لكل بقرة ملقحة.  
كما يستفيد المربي من مبلغ 60 ألف دج عن كل عجلة تولد نتيجة التلقيح الاصطناعي، و6 آلاف دج كدعم عن كل هكتار يقوم بزرعه بالأعلاف، إضافة إلى دفع 30 بالمائة من تكلفة إقامة الإسطبلات الخاصة بتربية البقر الحلوب. 
وضمن هذا التوجه، تساهم وحدات إنتاج الحليب هي الأخرى، في دعم تربية البقر الحلوب، حيث تمنح وحدة سيدي خالد التابعة للمجمع الوطني «جيبلي»، قروضا للمربين من أجل اقتناء أبقار حلوب يبيعون حليبها للوحدة، وفقا لما صرح به مسؤول بهذه الملبنة. 
ويتم اختيار المستفيدين من طرف لجنة مختلطة، مشكّلة من إطارات المؤسسة وممثلين عن مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية ونقابة المربين بتيارت، يضيف المتحدث، الذي أبرز أنه يتم تسديد القروض بالتقسيط من عائدات بيع الحليب لمدة 5 سنوات. 
وفي هذا الإطار، استفاد في شهر ديسمبر الماضي 33 مربيا من قروض خصصتها ملبنة سيدي خالد، سمحت لهم باقتناء 400 بقرة حلوب من سلالات تنتج كميات معتبرة من الحليب. 
وقد ساهمت سياسة دعم شعبة الحليب التي تضمّنها البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية منذ سنة 2000، في ارتفاع حجم الحليب المجمع لفائدة وحدات التحويل، من 400 ألف لتر سنة 1995 إلى 9 ملايين لتر سنة 2014، تقول السيدة نجية ساسي إطار بمديرية المصالح الفلاحية.  
كما انتقل عدد رؤوس البقر بالمستثمرة الفلاحية الواحدة من 15 بقرة سنة 2009، إلى ما بين  50 و100 بقرة بالمستثمرة الواحدة، مثلما أشير إليه. 
ويبلغ حاليا عدد رؤوس البقر الحلوب بالولاية 600 42 بقرة، منها 12 ألف بقرة مستوردة، فيما لا يتجاوز عدد مجمعي الحليب، الثلاثين. 
 إنتاج حليب الأكياس لا يغطي الطلب
 تنشط بولاية تيارت وحدتان لتحويل الحليب، أهمهما ملبنة سيدي خالد التابعة لمجمع «جيبلي» التي يصل إنتاجها ما بين 70 ألفا و110 ألف لتر يوميا، فيما لا يتجاوز إنتاج وحدة البهجة بالسوقر 5 آلاف لتر في اليوم.  
ورغم هذا الإنتاج التي توفره الوحدتان فإن الولاية تعرف أحيانا نقصا في توفير حليب الأكياس، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره، ليصل إلى 35 دج، ويصبح المواطن مجبرا على شراء حليب البقرة الطازج، الذي يسوَّق بين 45 و50 دج للتر الواحد. 
ويُرجع تجار التجزئة هذا النقص في حليب الأكياس إلى نقص الكميات الموزعة، مما يدفع المواطنين إلى التهافت لشراء كميات كبيرة منه.