كانت فرصة لالتقاء المُصنّع بالمستهلك

التظاهرة الاقتصادية "لنستهلك جزائري" تحقق أهدافها

التظاهرة الاقتصادية "لنستهلك جزائري" تحقق أهدافها�
  • القراءات: 631
حنان. س� حنان. س

   شكلت التظاهرة الاقتصادية المقامة مؤخرا بمناسبة الأسبوع التحسيسي «لنستهلك جزائري»، فرصة ثمينة لالتقاء المُنتج بالمستهلك، هذا الأخير الذي أكد أن المنتوج المحلي ذو جودة ونوعية تضاهي المستورد، مُطالبا المصنّعين بالعمل أكثر لإيصال «صُنِع في الجزائر» إلى الزبون؛ ذلك لأن الكثير من المواطنين أكدوا أن المنتوج المحلي يغيب عن رفوف الكثير من المساحات التجارية لأسباب يجهلونها، وبالمقابل، أكد ممثلون عن علامات محلية أن الثقة تُكتسب عن طريق الجودة، وعامل الوقت يمثل التحدي الأكبر.

حقق الأسبوع التحسيسي «لنستهلك جزائري» المقام مؤخرا بولاية بومرداس، على غرار ولايات الوطن، أهدافه المُسطرة، خاصة من طرف العارضين الذين أبدوا ارتياحهم للإقبال الكبير على المنتوجات المعروضة، فيما استحسن المواطنون، من جهتهم، المنتوج المحلي، الذي أصبح ـ حسبهم ـ يرقى إلى المنتوج المستورد، بل ومنافسا كبيرا له بالنظر إلى النوعية والسعر، ولعل هذا الأخير يُعتبر العامل الأول الذي يجتذب المستهلك بالإضافة إلى الجودة.

ولئن روّجت بعض الأطراف أن المنتوج المحلي يفتقد لثقة المستهلك الجزائري، إلا أن الزيارة التي قادت «المساء» في آخر يوم من عمر الأسبوع التحسيسي، فنّدت هذه الأطروحة تماما، فما بين العارض والطالب كانت السلعة هي الحاسم، والقول بأن المنتوج المحلي لا يرقى إلى المنتوج المستورَد فيه الكثير من المُغالطات؛ بدليل الآراء التي استقيناها من المعرض؛ إذ إن أحد المواطنين قال إن المنتوج المحلي إن حدث وأن غاب في الأسرة الجزائرية، فذلك راجع إلى عدم وفرته في بعض المساحات التجارية، وضرب مثلا ببعض السلع الغذائية التي كان يقتنيها من سوق تجارية وهو يظن أنها مستورَدة، إلا أنها محلية وجزائرية 100 بالمائة، وأعاب في هذا الأمر على المُصنّع الذي قال إنه لم يروّج لعلامته جيدا. واعتبر المتحدث أن المنتوج المحلي بحاجة إلى التفاتة أكبر من طرف الجهات الوصية ليظهر أكثر للمستهلك، الذي يظل في بحث مستمر عن الجودة بأقل سعر.

من جهتها، قالت مواطنة كانت بصدد شراء أدوات منزلية، إن المنتوج المحلي جيد من حيث السعر مقارنة بالمستورد، وطالبت الجهات المعنية بالتفكير في إقامة تظاهرات اقتصادية مماثلة بين الفترة والأخرى؛ للسماح للأسر محدودة الدخل بالاستجابة لمتطلباتها اليومية، خاصة أن موسم المناسبات قد اقترب.

والسعر الذي يُعتبر في المتناول هو الذي جعل مواطنة أخرى تتردد أكثر من مرة على هذه التظاهرة، وقالت إن مستلزمات المنزل الكثيرة خاصة منتوجات التنظيف، تتعدى أحيانا 5 آلاف دينار في الشهر؛ «لذلك أتردد كثيرا على المعارض والصالونات لأشتري احتياجات المنزل الشهرية بأسعار معقولة، أما هذا المعرض فإنه جيد للغاية، وقد سبق لي وأن اشتريت مستلزمات المنزل الشهرية، والآن لاقتناء مستلزمات شهر رمضان، الذي بات على الأبواب ومستلزماته كثيرة، أضف إلى ذلك أن عرس ابني مباشرة بعد الشهر الفضيل وأعتقد أن عليّ أن أستغل هذا المعرض، خاصة أن الأسعار جيدة وفي المتناول».

وأبدى مواطن من مدينة تڤرت بولاية ورڤلة، إعجابه الكبير بالمنتوجات المحلية في تظاهرة «لنستهلك جزائري»، وتأسف، بالمقابل، لكون أغلب تلك المنتوجات غير متوفرة في مدينة إقامته، وذهب بعيدا حينما أكد أنه زار كل جناح، وطلب من ممثليه التفكير في إقامة معارض لتسويق منتوجاتهم بولاية ورقلة وبكل ولايات الجنوب.

 

    منتوجات ذات مقاييس دولية مفخرة الصناعة المحلية

 من جهتهم، كان لممثلي مختلف العلامات التجارية الوطنية المشاركة بالتظاهرة رأيهم الخاص، وإننا هنا لا نقصد تقييمهم لمبيعاتهم، وإنما لمدى ثقة المستهلك الجزائري في منتوج بلده، حيث قال السيد محرز ڤاسم ممثل مؤسسة الألمنيوم لولاية الجزائر، إن الجودة هي العامل الأساس لكسب ثقة المستهلك في منتوج بلده. وأكد أن تظاهرة «لنستهلك جزائري» كانت بالنسبة لمؤسسته بمثابة بارومتر مكّنها من قياس مدى إقبال المواطن على سلعة بلده، وبالرغم من المنافسة إلا أن هذه الشركة قد استطاعت حقا فرض نفسها في السوق؛ بالنظر إلى منتوجاتها الجيدة وأسعارها التنافسية. وأوضح المتحدث أن التهافت الكبير للمواطنين على معروضات المؤسسة والسؤال عن أماكن بيع منتوجاتها المنزلية، قد أكد للمؤسسة بأن المنتوج المحلي بخير؛ «يكفي فقط أن يثق كل مُنتج في إنتاجه، ويسعى دائما إلى تطويره، فالمستهلك الجزائري اليوم أصبح مُتطلبا كثيرا، وهذا من حقه»، يضيف محدثنا، مؤكدا أن مؤسسة الألمنيوم لولاية الجزائر من المؤسسات الجزائرية المُصنّعة والرائجة في مجال عملها، وقد حصلت على علامة المطابقة للمواصفات الجزائرية (تاج) في 2014، إضافة إلى حصولها على شهادة إيزو- 9001 عام 2008، وهو ما يجعلها تراهن أكثر على كسب ثقة المستهلك.

من جهته، يوضح السيد إسماعيل محمودية ممثل شركة صناعة الأحذية الجزائرية (مَنُك)، أن تظاهرة «لنستهلك جزائري» من بين أنجح التظاهرات التي شارك فيها؛ كونها سمحت له بالتقرب من المستهلك، هذا الأخير الذي اندهش ـ حسب المتحدث ـ من الصناعة الجزائرية بالنظر إلى جودة الأحذية المعروضة. كما أكد أن العراقيل التي تصادف الشركة من أجل تقريب السلعة من المواطن خاصة توفير نقاط البيع، تهون أمام علامات الرضا التي تُرتسم على وجوه المستهلكين. وأوضح، من جهة أخرى، أن هذا المستهلك عليه أن يفتخر بالإنتاج المحلي؛ لأنه جزائري 100 بالمائة؛ «كل المواد الأولية وطنية؛ لذلك نحن لا نخاف من أي مضاعفات قد تحدث على المستهلك حتى بالنسبة لمرضى السكري أو مرضى الحساسية، بل على العكس تماما، حققنا صفر شكاوى منذ أن راهنّا على الإنتاج المحلي، كل ما يعيق وصول علامتنا إلى المواطن هو انعدام نقاط البيع بالنظر إلى غلاء ثمن استئجار المحلات ببعض الولايات».

والرهان على كسب ثقة المستهلك بالنسبة لعلامة «لابال»، هو ما خططت له هذه العلامة المُصنِّعة لمنتوجات الدسم، على غرار الزيت والمرغرين والسمن، إلى جانب العجائن بكل أنواعها وحتى القهوة والسكر والصابون؛ حيث يوضح ممثل العلامة السيد وليد موجب وهو مدير تجاري، بأن كسب ثقة الزبون هي مسألة تربية وأخلاق. ويشرح قوله بأن على المُصنّع أن لا يسعى وراء الكسب المادي بدون أن يفكر في ربح المستهلك نفسه؛ ففي سوق مفتوحة وفيها الكثير من الخيارات يجد المُصنّع نفسه مجبَرا على العزف على وتر الجودة والنوعية، أما مدى تحقيق العلامة للإقبال المرجو فهذه مسألة وقت لا غير. وأضاف المتحدث أن المستهلك الجزائري واع جدا ويدرك المنتوج الجيّد من عدمه، ودليله أن الكثير من المستهلكين يقبلون على قراءة وسم هذا المنتوج أو ذاك. والسؤال أيضا عن مدى احترام معايير تصنيعه وتسويقه، وهذا بالنسبة للمتحدث من العوامل التي تجعل المصنّع يزداد حذرا من أن يفقد ثقة المستهلك، وهذا العامل إن تم فُقدانه لن يعود، وهذا يعني «وفاة» أي علامة تجارية.