وفق تقرير لهيئة الإحصاء العالمية «أكاما»

الجزائر أضعف الدول تدفقا للأنترنت في 2017

الجزائر أضعف الدول تدفقا للأنترنت في 2017
  • القراءات: 1663
 جميلة.أ جميلة.أ

كشف آخر تقرير صدر مؤخرا عن هيئة الإحصاء العالمية «أكاما» أن الجزائر لا تزال تعرف تأخرا وبطءا شديدين في تدفق الأنترنت على الرغم من الإمكانيات المرصودة لتطوير قطاع الاتصالات والمنافسة التي يعرفها سوق الاتصالات والأنترنت بين مختلف المتعاملين، تقرير الهيئة وبياناته التحليلية تشير إلى أن الجزائر وفنزويلا تحتلان المراتب الأخيرة في سرعة التدفق لسنة 2017 وتتقدمها دول متأخرة اقتصاديا واجتماعيا سواء بإفريقيا أو باقي دول العالم.

تقرير الهيئة المكلفة بمتابعة تطور استعمال وتدفق الأنترنت عبر دول العالم، أقصى الجزائر من ترتيب الدول العشر الأوائل في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، حيث لم يرد اسم الجزائر في البيان الترتيبي بسبب الأرقام السلبية التي تبين بعد مقارنتها مع باقي الدول أن الجزائر لم تتطور فعلا في مجال استعمال الأنترنت وبالأخص في تدفقها الذي لا يزال ضعيفا جدا.

وحسب الأرقام، فإن معدل سرعة التدفق في الجزائر لم يتعد 2 ميقابايت في الثانية وذلك في أحسن الأحوال، كما أن 3.7 بالمائة فقط من الجزائريين كانت لهم إمكانية الولوج إلى سرعة الـ4 ميقابايت في الثانية وهو رقم غير مقبول تماما مقارنة بالمستوى الجهوي والعالمي، كما أن 0.2 بالمائة فقط من الجزائريين كانت لهم إمكانية الولوج إلى سرعة التدفق 10 ميقابايت في الثانية رغم إطلاق الجيل الثالث والرابع معا منذ عدة أشهر.وإذا عرفنا أن سرعة التدفق بـ10 ميقابايت في الثانية تعرف تعثرا وضعفا في الولوج إليها رغم إطلاق الجيل الثالث والرابع، فإن سرعة التدفق 15 ميقابايت في الثانية هي حلم بعيد المنال وفق الهيئة التي أكدت أنه ولا جزائري واحد أي 0 بالمائة من مشتركي الهاتف والانترنت استطاع أن يلج هذه السرعة والتي تعتبر سرعة متوسطة في الوقت الحالي مقارنة بالمستوى العالمي الذي يتجاوز الـ20 و30 ميقابايت في الثانية.بيانات الهيئة كشفت من جهة أخرى في مخطط بياني خاص بمدى تطور سرعة التدفق في الجزائر منذ سنة 2009 إلى غاية الثلاثي الأول من سنة 2017، أن سرعة التدفق ببلادنا لم تتعد من 2009 إلى غاية بداية 2014 نسبتها الواحد ميقابايت في الثانية وذلك طبيعي إذا علمنا أن في تلك الفترة فقط الـ ADSL متوفر في البيوت أو في مقاهي الانترنت والمؤسسات الموصولة بخط ثابث، والتي لا تتعدى نسبة الربط الـ6 بالمائة عبر كامل التراب الوطني.إبتداء من سنة 2014 لاحظت الهيئة تغير المنحنى بشكل واضح من 1 ميقابايت التي قفزت إلى 2 ميقابايت في الثانية والسبب واضح ومعلوم وهو أن سنة 2014 هي سنة إطلاق الجيل الثالث 3G لمتعاملي الهاتف النقال وكذلك الـ4G لاتصالات الجزائر .. وذلك كان انطلاقة نوعية ومفرحة .. غير أن التطور لم يستمر طويلا وفق التقرير الذي أشار إلى أنه وبعد 2014 عرف المنحى تذبذبا في الوقت الذي كان المستهلك والخبراء يتوقعون استمرارا وصعودا في منحنى التدفق وتغيره إيجابيا لكنه من تلك السنة إلى غاية يومنا هذا 2017 بقي متذبذبا ولم تتعد النسبة 2.1 ميقابايت في الثانية.ووفق المخطط البياني الأول، فإن الجزائر لم تتطور منذ 2014 ولم تفعل شيئا يستحق الذكر لتطوير وتحسين سرعة التدفق التي عرفت على العكس تطورا في دول أخرى وفق مخطط بياني آخر حاول إجراء مقارنة بين تطور سرعة التدفق في الجزائر وبلد إفريقي آخر على غرار كينيا مثلا التي كانت في نفس معدل نسبة الجزائر منذ 2009 إلى غاية 2015، حيث قفزت كينا إلى معدل 15 ميقابايت في الثانية وهو تحول نوعي يحسب للقائمين على هذا القطاع في كينيا. بينما بقيت الجزائر في مكانها... ولا مجال لمقارنة الجزائر بدول أخرى من الشرق الأوسط ودول إفريقيا أخرى على غرار جنوب إفريقيا لأن الفرق شاسع ويلغي أي مجال للمقارنة.

وكان خبراء ومختصون في الاتصالات قد انتقدوا في العديد من المرات الضعف الكبير الذي تعرفه الجزائر في تدفق الأنترنت، يتقدمهم الخبير يونس قرار الذي سبق أن أكد لـ «المساء» أن الجزائر تعتبر من بين الدول الضعيفة في تدفق الأنترنت، حتى مقارنة بالدول في طريق النمو، داعيا إلى ضرورة تنويع منافذ الأنترنت وعدم الاكتفاء بوجهة وخط دولي واحد والعمل على تنويع وسائل استغلال الأنترنت كالألياف البصرية البحرية وأخرى برية.