ترسمان معالم تعاون ثري ونموذج رائد

الجزائر - رواندا.. شراكة استراتيجية تخدم القارة

الجزائر - رواندا.. شراكة استراتيجية تخدم القارة
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون -رئيس الجمهورية الرواندي السيد بول كاغامي
  • 420
  مليكة. خ مليكة. خ

❊ إرادة قوية لدى قائدي البلدين للارتقاء بالتعاون في مختلف المجالات

❊ اتفاقيات ومذكرات تفاهم هامة تؤسّس لإطار جديد للتعاون الثاني

❊ تشجيع المتعاملين الاقتصاديين في تجسيد المشاريع المشتركة

❊ إشادة بدعم الجزائر للطلبة الروانديين في مجالات متطوّرة كالذكاء الاصطناعي

❊ إرساء آليات فعّالة لترقية المبادلات التجارية بين البلدين

❊ التنسيق لتوحيد الصفّ الإفريقي إزاء النزاعات وبؤر التوتر في القارة

❊ توافق حول إعلاء الشرعية الدولية والدفاع عن القضايا العادلة 

حملت زيارة رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي إلى الجزائر التي دامت يومين، أفقا جديدة للمضي قدما بالعلاقات الثنائية، في ظل الإرادة السياسية التي أبداها الرئيسان من أجل الارتقاء بالتعاون في مختلف القطاعات لاسيما الاقتصادية منها، فضلا عن تطابق وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما تعلق بدعم حقّ الشعوب في تحقيق استقلالها.

غادر الرئيس الرواندي الجزائر، أمس، بعد زيارة مثمرة من شأنها أن ترسي معالم شراكة استراتيجية بين بلدين يتطلعان لأن يكونا نموذجا للتعاون الإفريقي، حيث نلمس ذلك في تصريحاته التي وصف فيها محادثاته مع رئيس الجمهورية بالبنّاءة، كونها تستند إلى "صداقة متينة ومتجذرة بين البلدين"، منوّها في هذا المجال بالتعاون الوثيق بين البلدين في المحافل الدولية، حيث يدعّمان بعضهما في القضايا الإقليمية والدولية.

وعاد الرئيس كاغامي إلى بلاده بكثير من التفاؤل لاستحداث إطار جديد للتعاون، بالنظر إلى أهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، والتي تشمل مجالات المواصلات السلكية واللاسلكية، ريادة الأعمال والابتكار، الاقتصاد الرقمي وكذا ترقية الاستثمار والصناعة الصيدلانية والتكوين المهني والشرطة.

ويراهن الرئيس الرواندي على أن يسمح التمثيل الدبلوماسي الذي سيتم إقامته قريبا في الجزائر بخلق فرص لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية وتشجيع انخراط أكبر للمتعاملين لاسيما رجال الأعمال، في حين أشاد بدعم الجزائر للطلبة الروانديين في مجالات متقدمة، على غرار الذكاء الاصطناعي، حيث وجّه في هذا الصدد شكره لرئيس الجمهورية على هذه المبادرة التي "كلّلت بالنجاح".

وتلتقي تصريحات رئيس الجمهورية مع نظيره الرواندي عند الأهمية التي تكتسيها هذه الزيارة الثمينة، كونها مسّت مختلف المجالات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية والثقافية، فضلا عن إرساء آليات لترقية المبادلات التجارية، منها مجلس الأعمال الجزائري-الرواندي وتنظيم لقاءات دورية بين المتعاملين الاقتصاديين والمشاركة في المعارض ذات الطابع الاقتصادي.

وأبانت هذه الزيارة أيضا مدى وعي البلدين اللذين ينتميان إلى المجموعة الإفريقية لحجم التحديات التي تجابه القارة السمراء في ظل المتغيرات الإقليمية الراهنة، والتي تستدعي المزيد من التنسيق البيني لتوحيد الصف الإفريقي إزاء النزاعات وبؤر التوتر المتفشية عبر أرجاء القارة.

ويشكل تطابق وجهات نظر البلدين إزاء سلمية معالجة النزاعات ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون القارة الإفريقية، فضلا عن دعم الشعب الصحراوي وحقّه في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه وعادل، نموذج لوفاء البلدين للقيم والمبادئ التي ناضل من أجلها آباء منظمة الوحدة الإفريقية سابقا والاتحاد الإفريقي حاليا، فضلا عن تشبثهما بالشرعية الدولية والدفاع عن القضايا العادلة في العالم، على غرار القضية الفلسطينية، حيث كانت مناسبة لرئيسي البلدين للدعوة إلى ضرورة الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني وضمان إيصال المساعدات الإنسانية في أقرب الآجال وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.