وفد نيجيري يزور المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل
الاستفادة من الخبرات الجزائرية في الاقتصاد الأزرق

- 203

قام وفد من المعهد النيجيري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أمس، بزيارة إلى المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل بالجزائر العاصمة، حيث اطلع على تجربة الجزائر في مجال الاقتصاد الأزرق بهدف الاستفادة من الخبرات والمهارات الوطنية وكذا تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
نظّمت بهذه المناسبة ندوة بعنوان "الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة"، أبرز خلالها مسؤولو المدرسة للوفد النيجيري الأهمية التي توليها الجزائر لهذا المجال الحيوي ومختلف البرامج والإنجازات التي قامت بها من أجل الدفع به تحقيقا للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى عرض مختلف البرامج المسطّرة في عديد القطاعات بغية تطوير الاقتصاد الأزرق.
في هذا السياق، أوضح مدير مخبر البحث بالمدرسة سمير قريمس، أنّ الجزائر تعد من أوائل الدول على المستويين الإفريقي والأورومتوسطي التي وضعت استراتيجية وطنية للاقتصاد الأزرق، والتي تمت المصادقة عليها من قبل لجنة ما بين القطاعات سنة 2021، مشدّدا على أهمية هذا القطاع في دفع عجلة التنمية المستدامة.
كما تطرّق إلى البرنامج الاستعجالي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المتعلق بتحلية مياه البحر والذي يعد مكوّنا رئيسيا من مكوّنات الاقتصاد الأزرق، إضافة إلى البرامج المكثفة الخاصة بتربية المائيات عبر الولايات الساحلية وإنشاء مصانع لترميم وبناء السفن والتي تمثل انطلاقة فعلية لهذا الاقتصاد الواعد. وأوضح السيد قريمس أنّ نحو 40 مؤسّسة ناشئة تمكّنت من تجسيد مشاريعها على أرض الواقع في مجال الاقتصاد الأزرق، مع تسجيل عديد التجارب الناجحة في تثمين النفايات البحرية.
من جهتها، تطرّقت مديرة المدرسة ليندة بوتكرابط، إلى ما قامت به الجزائر في إطار المخطط الوطني لتهيئة المحيط والساحل، إلى جانب الأنشطة الداعمة للاقتصاد الأزرق، مبرزة اهتمام المؤسّسات الناشئة بالولوج إلى هذا المجال وتجسيد مشاريعها. كما أشارت إلى المكتبة الرقمية المتوفرة على مستوى المدرسة والتي تتيح للطلبة والباحثين الاطلاع على الكتب والخرائط والأرشيف عن بُعد، ما يسهم في تسهيل إنجاز المشاريع البحثية.
وقدّمت السيدة شناز زوادي، مديرة برنامج الاقتصاد الأزرق والصيد وتربية المائيات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مداخلة تناولت برنامج الاقتصاد الأزرق في الجزائر والذي يرتكز على تعزيز الصيد الحرفي، إدارة الموارد وتحسين ظروف عمل الصيادين والحرفيين، مؤكّدة على أهمية الرقمنة للحصول على إحصائيات دقيقة تبنى عليها مختلف الاستراتيجيات.
للإشارة، تندرج هذه الزيارة ضمن برنامج الزيارة التي شرع فيها الوفد النيجيري إلى الجزائر منذ أول أمس والتي تشمل عدة ولايات من الوطن، حيث سيقوم بزيارة عدد من المواقع والمنشآت الاقتصادية والسياحية والبحرية والدينية والأثرية إلى جانب معاهد التكوين ومراكز البحث.